الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ما الفارق بين جدري «القردة» و«المائي»؟.. أطباء يجيبون

أفادت منظمة الصحة العالمية أن هناك حوالي 100 حالة مُصابة بجدري القردة في جميع أنحاء أوروبا، وأنّ 8 دول على الأقل متأثرة به، وهي بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة.

وفي أحدث تقاريرها قالت «الصحة العالمية» إن فترة حضانة فيروس جدري القردة بين 6 إلى 16 يوماً، ويمكن أن تتراوح من 5 أيام إلى 21 يوماً.





أعراض جدري القردة؟

وقسمت الصحة العالمية الإصابة به إلى مرحلتين الأولى، هي فترة الغزو من صفر إلى 5 أيام، وتظهر فيها أعراض مبدئية هي: الحُمّى والصداع المبرح وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفى العضلات ووهن شديد.

أما الفترة الثانية فهي ظهور الطفح الجلدي وتظهر في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى، والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه بنسبة 95%، وعلى راحتَيْ اليدين وأخمصي القدمين في 75% من الحالات، فيما تدوم الأعراض لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، والأطفال هم الفئة الأكثر إصابة به..

وعلى صعيد متصل طالب مركز أبوظبي للصحة العامة "ضرورة طلب المشورة الطبية حال إذا كان المريض على اتصال وثيق بشخص اشتبه في وجود جدري القرود أو أكّده.





الفرق بين الجدري وجدري القردة والجدري المائي؟

بعد انتشار الأخبار المُتداولة عن جدري القرود، أُصيب الناس حول العالم بحالة من الهلع خصوصاً أنه قد لا يستطيع البعض التفرقة بين أعراض الأنواع الثلاثة.

الجديرى المائى الذي يحدث للأطفال Chickenpox هو نوع غير مقلق ومختلف تماماً عن جدري القردة أو الجدري المميت.

وبحسب الدكتور وليد شوقي عطية الباحث بكلية الطب جامعة نيويورك، فإن للجدري المائي تطعيم varicella vaccine يتم أخذه كروتين للأطفال مع التطعيمات الروتينية المُتبعة، والجرعة الأولى تُؤخذ عند عمر 12 إلى 15 شهراً، أما الجرعة الثانية عند عمر 4 إلى 6 سنوات أو قبل ذلك، بشرط ألا يقلّ الفاصل بين الأولى والثانية عن 3 أشهر.

ويقول عطية إن جرعة واحدة من التطعيم تحمي من الإصابة المُتوسطة بنسبة 95% والشديدة بنسبة 100%، ولكن في نفس الوقت هذا التطعيم لا يحمى من أنواع الجدري الأخرى، حيث لا علاقة مطلقاً بينه وبين الجدري أو جدري القردة.

وعن الوفيات في حالة الجدري المائي فهي حالة واحدة لكل 100 ألف حالة في العمر من 1 إلى 14 سنة وتزداد لـ6 وفيات كل 100 ألف حالة في عمر 15 إلى 19 سنة وتزداد إلى 21 وفاة في عمر 20 سنة أو أكبر.

ويقول الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة لـ«الرؤية» إن الجديري المائي مُختلف عن الجدري وجدري القردة، ففيروسVariola virus هو المُسبب لفيروسَيْ الجدري وجدري القردة، أمّا الفيروس المُسبب لجدري الماء أو الجدري المائي فهو .Varicella-zoster virus

ويُتابع: "ويتم التعرف والاختلاف إكلينيكيا بالأعراض ومعملياً بتحليل الـPCR، ويُعد وجود تضخم العقد اللمفاوية وحُمّى ما قبل الطفح الجلدي وبطء ظهوره من أهم العلامات السريرية التي تدعم التشخيص الصحيح لجدري القرود."





الجدري smallpox

ويُعتبر الجدري أو smallpox أكبر قاتل في التاريخ؛ حيث تسبب في قتل أكثر من 300 مليون شخص منذ 1900 إلى أن تمّ القضاء عليه بالتطعيم وإعلان العالم خالياً من الجدري عام 1980 وتوقف التطعيم بعدها.

ويقول الدكتور إسلام عنان "انتهى الجدري من العالم 1980، وحالياً لا يتم التطعيم ضده، لذلك نحن معرضون للإصابة أكثر بفيروسات شبيه للجدري مثل جدري القردة " monkeypox.

ولكن هل يعني ذلك أن التطعيم ضد الجدري ذو فعالية حالياً لمقاومة «جدري القردة»؟

ويٌعلق أستاذ علم انتشار الأدوية: "نعم، وفعّال بنسبة 85% وفي 2019 وافقت أمريكا على أول لقاح متخصص في الـ monkeypox واسمه Jynneos.

وأضاف عنان: "ورغم الموافقة على إنتاج اللقاح المقاوم للفيروس المسبب لجدري القرود، فإنه لم يتم إنتاجه، لأن انتشار جدري القردة ليس بنسبة عالية، كما أن نسبة الوفيات به أقل من 1%، ويتم علاجه بمضاد للفيروسات وفي خلال ٤ أسابيع ولمدة آخرها 6 أسابيع يتم الشفاء."





هل يمكن أن يتحوّل جدري القرود إلى جائحة؟

وإجابة على هذا السؤال يقول الدكتور إسلام عنان إن فرص تحول «جدري القرود» إلى جائحة أمر صعب، ولا يوجد إجابة قاطعة بنسبة 100%، لكن في نفس الوقت طبيعة ونمط هذا الفيروس صعبة جداً في الانتقال ما بين البشر واحتمال تحوّره ضعيفة للغاية، لذا ففرضية أنه يمكن أن يتحول إلى جائحة أمر صعب.

وتابع: "الفيروس كان موجود من عشرات السنين، وكان هناك موجة في 2003 بأمريكا و2009 بالسودان، لكن كان يتم السيطرة عليها، وفي الغالب ينتقل عن طريق الحيوان المُصاب، أو خدش الحيوان للإنسان، أو انتقال لعاب الحيوان إلى الإنسان بأي وسيلة."

ويستطرد: "وتستمر فترة الحضانة من 5 أيام تقريباً ونادراً حتى 20 يوماً، أمّا انتقال العدوى من إنسان لآخر فتحتاج لانتقال الرذاذ من الجهاز التنفسي للمريض للشخص السليم، ويحتاج حدوث العدوى لحمل فيروسي عالٍ ووقت تعامل طويل لكي تحدث العدوى، والتي يمكن أن تحدث من الصديد الموجود في الطفح الجلدي الموجود على جسم المريض، وأيضاً عن طريق الاتصال الجنسي، لذا فيمكننا القول إن معدل انتشاره وانتقاله بين البشر ضعيف."

وعن أكثر الأعراض المميزة لجدري القردة بخلاف تضخم الغدد الليمفاوية يقول عنان: "ظهور الحويصلات والبثرات المليئة بالصديد (الطفح الجلدي) المميز للجدري (pox)على الوجه والأيدي والرجلين، والتي تختفي بعد ٣ أسابيع تقريباً، إن قُدّمت للمريض الرعاية الطبية الجيدة، ويمكن أن تنخفض نسبة الوفيات بنسبة 1% حال تقديم رعاية طبية جيدة، وفي حالة الاستهانة يمكن أن تصل معدلات الوفيات لـ10%".

وعن أكثر الفئات عرضة للإصابة يقول إن الأطفال من أكثر الفئات المُعرّضة للإصابة إلى جانب ضعيفي المناعة وكبار السن فوق الـ70 عاماً، والذين لا يقدرون على تناول الأدوية المضادة للفيروسات..



كيف يمكن الوقاية من جدري القرود؟

يوضح الدكتور إسلام عنان أن النظافة هي الحل الأول، إلى جانب عدم التعامل مع الحيوانات البرية على الإطلاق، وعزل المُصابين وعدم التعامل معهم مباشرة إن ظهرت عليهم أعراض.

أما على المستوى العالمي فيُشير عنان أنه قد حان الوقت لمنع التداول والاتجار والتعامل مع الحيوانات البرية، واستخدام «الماسك» (الكمامة) لمنع العدوى عن طريق الرزاز.