الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

20 دقيقة قيلولة للأطباء للحفاظ على سلامة المرضى

هناك الكثير من الأبحاث التي تركز على الآثار المميتة للإرهاق على الأطباء والممرضات، وتأثير ذلك على عملهم السريري، وبالتالي سلامة المرضى، ومن بينها دراسة قدمت في مؤتمر Euroanaesthesia الخاص بشهر يونيو في ميلانو.





راحة الأطباء أمر أساسي

بحسب ميديكال إكسبريس، أشارت الدراسة إلى أن جميع الأطباء والممرضات بحاجة إلى قيلولة لمدة 20 دقيقة أثناء النوبات الليلية، للحفاظ على سلامة المرضى، علاوة على عدم قيام أي طبيب أو ممرضة بأكثر من 3 نوبات ليلية متتالية، بحسب ما أوضحته المشاركة الرئيسية في هذه الدراسة، استشاري التخدير الدكتورة نانسي ريدفيرن من مؤسسة NHS Hospitals في نيوكاسل، المملكة المتحدة.

النوبات الليلية وتأثيرها على الأطباء

وناقشت الدكتور ريدفيرن الأدلة من مصادر مختلفة بما في ذلك استطلاعات من جمعية أطباء التخدير المشتركة والكلية الملكية لأطباء التخدير ومجموعة العمل المعنية بالتعب في كلية طب العناية المركزة، المنشورة في مجلة التخدير، والتي أظهرت أن نحو نصف الأطباء المتدربين والاستشاريين والممرضين قد تعرضوا للإرهاق.



الأطباء والعمال بعد نوبة ليلية أكثر عرضة للحوادث

كذلك أفادت المراجعات بأن البعض كانوا على وشك التعرض لحادث أو ضياع الطريق أثناء القيادة إلى المنزل، بعد قضاء نوبة ليلية، ويعود ذلك إلى أن الأبحاث أظهرت أن القيادة بعد الاستيقاظ لمدة 20 ساعة أو أكثر وعند أدنى نقطة في الساعة البيولوجية للجسم (في الليل أو في الصباح الباكر جداً عندما تكون في أمس الحاجة إلى النوم) أمر خطير مثل القيادة بمستويات من الكحول في الدم أعلى من الحد القانوني.

ولهذا فإن العمال الذين يقودون سياراتهم إلى منازلهم بعد نوبات عمل مدتها 12 ساعة هم أكثر عرضة مرتين لحادث، أكثر من أولئك الذين يعملون في نوبات 8 ساعات، حيث تبدأ مشاكل النوم تظهر بعد ليلتين من قلة النوم، ويستغرق الأمر الحصول على نوم كافٍ لمدة ليلتين متتاليتين للتعافي، حيث تتعطل الوظيفة الإدراكية بعد 16-18 ساعة من الاستيقاظ ما يؤدي إلى تدهور قدرة العامل الطبي على التفاعل بشكل فعّال مع المرضى والزملاء.

الشعور بالتعب يعيق عمل الأطباء

وأشارت الدراسة إلى أنه مع الشعور بالتعب، فيصبح الفريق الطبي والتمريضي أقل تعاطفاً مع المرضى والزملاء، ويتأثر التركيز، ما يجعل العمل صعباً، على سبيل المثال، الجرعات الصحيحة من الأدوية التي يحتاج إليها المريض.

وتشرح الدكتور ريدفيرن قائلة "نجد صعوبة في التفكير بمرونة، أو الاحتفاظ بمعلومات جديدة تجعل من الصعب إدارة حالات الطوارئ المتغيرة بسرعة، ويزداد مزاجنا سوءاً، لذلك يعاني فريقنا، وبالتالي، يتأثر كل ما يجعلنا نحن ومرضانا آمنين."



قيلولة قصيرة مدتها 20 دقيقة قد تفعل الكثير

أوضحت الدراسة أن 20 دقيقة فقط من الراحة قد تفعل الكثير أثناء العمل بالنوبات الليلية، حيث تساعد في تحسين نشاط الجسم، وتحافظ بالتالي على سلامة الموظفين، وتحمي من مخاطر القيادة بعد السهر لساعات طويلة جداً.

وكشفت الدكتور ريدفيرن أنه هناك عمل جارٍ على عدة مستويات لمعالجة تأثير التعب، حيث تعمل الجمعية الأوروبية للتخدير والعناية المركزة (ESAIC)، على وضع مبادئ توجيهية للعمل الليلي، في حين أن جمعية أطباء التخدير لديها حملة #fightfatigue نشطة تناقش الأمر نفسه، كما يقدم المجلس الأوروبي للتخدير والمؤسسة الأوروبية لسلامة المرضى الكثير من الدعم أيضاً في هذا الأمر.

وأضافت ريدفيرن، أنه يجب على المنظمات المختلفة إدراك أن العاملين في مجال الرعاية الصحية لديهم الفسيولوجيا نفسها مثل الموظفين في كل صناعة أخرى ذات أهمية بالغة للسلامة ويتطلبون إدارة رسمية لمخاطر الإجهاد كجزء من نهجها الشامل لسلامة المرضى والموظفين.

واختتمت موضحة، نحن بحاجة إلى تغيير الطريقة التي ندير بها نوبات العمل الليلية للتخفيف من آثار التعب، ويجب أن تضمن نوبات العمل هذه حصول الجميع على قيلولة، وأن يحرص الجميع على دعم بعضهم البعض للبقاء آمنين ويقظين عند العمل خلال الليل، كما يجب أن تتيح جداول التوظيف وقتاً كافياً بين الورديات للحصول على راحة كافية.