الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فريق المحطة الأرضية ينجز آخر محاكاة لإطلاق مسبار الأمل ويستكمل استعدادات مواكبة الرحلة

أنجز فريق محطة التحكم الأرضية بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» آخر محاكاة لعملية الإطلاق بكل نجاح، مع مواصلة الاستعدادات النهائية لمواكبة المسبار طوال رحلته إلى الكوكب الأحمر، وذلك من لحظة إقلاعه المقررة عند الساعة 00:51:27 بعد منتصف الليل يوم الأربعاء الموافق 15 يوليو 2020 بتوقيت الإمارات، من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان.

ويستكمل فريق الكوادر الإماراتية الشابة مسار سنوات من التحضيرات العلمية واللوجستية للتحكم في مهمة مسبار الأمل، وينجز الفريق المكوّن من مهندسين ومختصين مؤهلين بسنوات من الخبرة في قطاع الفضاء اختبارات المحاكاة والمتابعات النهائية لضمان نجاح عمليات التحكم والمتابعة والاتصال مع مسبار الأمل.

4 تحديات ومخاطر


وحدد فريق عمل مسبار الأمل 4 مخاطر وتحديات تواجه المسبار خلال رحلته من الأرض إلى المريخ، والتي تمتد إلى 450 مليون كم.


وقال الفريق، رداً على سؤال «الرؤية»، حول التحديات المتوقعة أثناء هذه المهمة، خلال إحاطة إعلامية، إن فترة الإطلاق تعد خطرة من ناحية الصاروخ، لكن استقبال أول إشارة تعد التحدي الأكبر في المشروع ككل، فضلاً عن مرحلة التأكد من دوران القمر الصناعي في مداره الصحيح، وعملية تباطؤ السرعة لدخول مدار المريخ.

وأوضح الفريق أن ما يجعل استقبال الإشارة عقب انفصال الصاروخ تحدياً مهماً خلال هذه المهمة، هو أن المسبار سيعمل تلقائياً على فتح الألواح الشمسية وإرسال الموجات إلى الأرض، على أن تلتقط المحطة الأرضية هذه الموجات.

على مدار الساعة

وعقب إطلاق المسبار في موعده الذي تحدد خلال الساعة الأولى من يوم 15 يوليو 2020، سيتولى فريق محطة التحكم الأرضية من مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج بدبي، متابعة المسبار والاتصال به حتى وصوله إلى مدار المريخ.

وسيعمل فريق المحطة الأرضية خلال الأيام الـ30 الأولى بنظام المناوبات على مدار الساعة لتلقي الاتصال من المسبار، ومن ثم إرسال الأوامر إليه وتلقي المعلومات التي يسجلها عقب انفصاله عن صاروخ الإطلاق، وفتح منظومة الألواح الشمسية التي تزوده بالطاقة.

كفاءات

ويضم فريق العمليات والتحكم الأرضي المسؤول عن متابعة مسبار الأمل من المحطة الأرضية بمركز محمد بن راشد للفضاء، نخبة من الكفاءات الوطنية المؤهلة في قطاع التحكم الفضائي.

ويتألف الفريق من نائب مدير المشروع مسؤول إدارة العمليات والتحكم بمسبار الأمل المهندس زكريا الشامسي، ومسؤول التحكم الملاحي وقائد فريق تطوير النموذج الهندسي لنظام مسبار الأمل المهندس علي السويدي، ورئيس قسم العمليات الفضائية بالوكالة ومسؤول التحكم الملاحي بالمحطة الأرضية المهندس محمد البلوشي، ورئيس تطوير برمجيات العمليات الفضائية المهندس محمود الناصر، ومهندس أنظمة في مركز محمد بن راشد للفضاء وقائد فريقي تصميم المهمة والملاحة في الفضاء العميق لمسبار الأمل المهندس عمر عبدالرحمن حسين، وأخصائي أول أنظمة وبرامج في وكالة الإمارات للفضاء ومسؤول تحكم بالأوامر في المشروع المهندس مبارك محمد الأحبابي، ومطور برمجيات العمليات بمشروع مسبار الأمل المهندس حمد الحزامي، ومدير عمليات المهمة المهندس ماجد اللوغاني، ومهندس أول وحدة عمليات الأقمار الاصطناعية ومسؤول التحكم الملاحي في المشروع المهندس أحمد ولي.

التحكم الأرضي

وحول الدور الذي يلعبه فريق التحكم الأرضي بمركز محمد بن راشد للفضاء في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، قال المهندس زكريا الشامسي، إن الاستعدادات بدأت منذ بداية المشروع مع البرمجة والعمليات وخطط العمل التي تخللتها اختبارات محاكاة عديدة اختبرت القدرات والإمكانات خلال تجارب التحكم وفق سيناريوهات مختلفة، مع ابتكار حلول سريعة لمختلف المشاكل، واليوم أصبح فريق الدعم الأرضي جاهزاً لجميع مهام إرسال الأوامر واستقبال المعلومات من مسبار الأمل.

وعن المهام الرئيسية لفريق الدعم الأرضي، قال الشامسي إنها تشمل «تلقي المعلومات العلمية والمعلومات التشغيلية الخاصة بالمسبار ومن ثم عرضها على المهندسين الذين يحللون صحة مسار المسبار من خلال معلومات التشغيل وحركة المسبار، وعلى العلماء من جهة ثانية الذين يحللون المعلومات العلمية التي يجمعها المسبار، إضافة إلى إرسال الأوامر للمسبار، واستقبال جميع المعلومات، والتأكد من صحة أداء ومسار المسبار».

الإشارة الأولى

وأضاف الشامسي، إنه بعد الإطلاق سيتم استلام الإشارة الأولى من المسبار وهي مرحلة مهمة جداً لأنها تأتي بعد انفصال المسبار عن صاروخ الإطلاق، ويتم مسح منطقة وصول المسبار لالتقاط إشاراته التي ستعمل تلقائياً بمجرد فتح ألواحه وإرسال الإشارة إلى الأرض، وعندها نستقبل المعلومات ونبدأ التواصل مع المسبار وهي لحظة ستكون مهمة للغاية، ومن ثم يتوالى الاتصال من وإلى المسبار على شكل أوامر مرسلة ومعلومات يتم استقبالها على مدار الساعة طوال 30 يوماً.

نافذة الاتصال

وأشار إلى وجود فريق مهندسين مسؤول عن العمليات التحليلية لكل مهام المسبار، وبعد 30 يوماً سيتاح للفريق على مدى 7 أشهر الاتصال مرتين أسبوعياً مع المسبار بواقع 6 ساعات لكل نافذة اتصال.

وأردف أن الفريق سيعمل خارج أوقات الاتصال بالمسبار على تحليل التوجيه الدقيق إلى المدار الصحيح، ومن ثم إرسال الأوامر التي تحتوي الإحداثيات الصحيحة حتى وصول المسبار إلى وجهته المستهدفة في مدار المريخ.

وأكد الشامسي جهوزية الفريق، وإنجاز آخر محاكاة لعملية الإطلاق بكل نجاح، واستعداد الفريق حالياً لعملية الإطلاق ضمن غرفة العمليات بمركز محمد بن راشد للفضاء في انتظار إشارة إطلاق مسبار الأمل.

مهام الفريق

وقال المهندس مبارك محمد الأحبابي، نعمل منذ البداية على ضمان توافق عناصر المحطة الأرضية كافة مع بعضها وقدرة مركز التحكم والسيطرة على استقبال وإرسال المعلومات والبيانات والأوامر خلال وبعد الإطلاق، وستكون مهمتنا المراقبة خلال مناوبات المتابعة خلال الأيام الـ30 الأولى وإبلاغ الفريق بأي إجراءات مطلوبة.

كما ذكر المهندس أحمد ولي، أن مسبار الأمل أضاف خبرات نوعية للفريق، لأنه يركز على مجال الفضاء العميق والرحلات بين الكواكب، وهو مختلف لأن عمليات التشغيل والتحكم تكون مختلفة بشكل كبير عن الأقمار الاصطناعية العادية، مبيناً أنه مهمته تتمثل في التأكد من صحة الخطط التي سيتم إرسالها إلى فريق إرسال الأوامر.

بدوره، أشار ماجد اللوغاني، إلى أنه التحق بالمشروع أوائل عام 2015، حيث بدأت مهامه ضمن فريق تصميم المهمة الأرضية، وتخطيط عمليات المهمة، ووضع الخطط لكل مرحلة يمر فيها المسبار، أما بعد إطلاق المسبار، فسيعمل ضمن الفريق على إدارة عمليات المسبار، والتأكد من سلامته وصحة كافة العمليات من الأرض إلى المريخ، إضافة إلى متابعة المرحلة العلمية ومتابعة التقاط الصور العلمية وإرسالها للمحطة الأرضية، مع التنسيق بين فرق التحكم والتخطيط والمهندسين.

وقال المهندس عمر عبدالرحمن حسين «دوري تصميم المهمة والمسارات والمناورات التي يقوم بها المسبار للوصول إلى مداره العلمي لتنفيذ مهامه بعد الإطلاق، ثم ستصبح مهمتي التأكد من أن المناورات صحيحة مع تصحيح أي اختلافات في تمارين المحاكاة التي عملنا عليها سابقاً».

أما المهندس محمد البلوشي، فأوضح أن من ضمن مهامه الأساسية بعد انطلاق مسبار الأمل «إرسال أول إشارة للمسبار من المحطة الأرضية، فقد كنت عضواً في فريق إنشاء وتطوير آلية العمل في مركز عمليات المحطة الأرضية، إضافة إلى عملي على اختبارات التكامل وتطابق مهام المسبار مع معطيات المحطة الأرضية».

في حين، لفت المهندس محمود الناصر إلى أن مهامه قبل الإطلاق كانت قيادة تطوير برمجيات المحطة الأرضية، بما في ذلك التصميم والتطوير والاختبارات، مضيفاً «كما عملت على تطوير البنية التحتية لمركز العلميات والتأكد من جاهزيتها لفترة ما بعد إطلاق المسبار».

وختم بالقول: «سنعمل كفريق على التأكد من تطبيق كافة إجراءات إرسال الأوامر والتواصل مع المسبار وإعداد التقارير عن فترات التواصل مع المسبار وفق المخطط لضمان تحقيق الهدف، بعد أن استفدنا كثيراً من هذا المشروع. ونتمنى النجاح للمهمة التي بذل فيها الفريق كل جهد ممكن».

اقرأ أيضاً : مسبار الأمل .. من الألف إلى الياء