الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

محمد الملا ونورا المطروشي يبدآن التدريب الداخلي قبل الانضمام لـ«ناسا»

محمد الملا ونورا المطروشي يبدآن التدريب الداخلي قبل الانضمام لـ«ناسا»
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، عن بدء رائدَي الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، محمد الملا ونورا المطروشي، تدريبهما الداخلي في المركز، قبل انضمامها في ديسمبر المقبل إلى برنامج «ناسا رواد الفضاء 2021».

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده المركز اليوم الأربعاء، لتقديم رائدي الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، في أول إطلالة رسمية لهما عبر وسائل الإعلام.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد أعلن عن أسماء رائدي الفضاء الإماراتيين الجديدين، ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء في دفعته الثانية، في وقت سابق من هذا العام.



وتلقّى مركز محمد بن راشد للفضاء 4305 طلبات للانضمام إلى البرنامج، وخضع المتقدمون لعدة مراحل من التقييم والتأهيل وفقاً للمعايير الدولية، قبل اختيار المرشحين النهائيين.

ويخضع الرواد حالياً لبرنامج تدريبي داخل المركز، تشمل تدريبات السباحة، والغوص، والتدريب على النجاة في مختلف الظروف والبيئات، وتحسين القدرة على التحمل، ودروس في الطيران، وتعلم اللغة الروسية.



اقرأ أيضاً: من هو رائد الفضاء الإماراتي محمد الملا؟

اقرأ أيضاً: من هي رائدة الفضاء الإماراتية نورا المطروشي؟

وقال مدير عام المركز يوسف حمد الشيباني: «إن الدفعة الجديدة من برنامج الإمارات لرواد الفضاء تُترجم سعينا المستمر نحو استكشاف الفضاء والقيام بمهمات مأهولة. كما تُشكل جزءاً من هدفنا المتمثل في تطوير قطاع الفضاء في دولة الإمارات، وإعداد جيل من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين. ويطيب لي أن أتمنى لرائدينا كل التوفيق والنجاح في كافة مهامهما المستقبلية. وبجانب الدعم والتشجيع من قيادتنا الرشيدة، ومن فريق المركز، ومن المجتمع العلمي في الدولة، ومن شعب الإمارات، وتمتع محمد ونورا بمؤهلات مرموقة، وشغف عالٍ، سيتمكنان من تحقيق الكثير من النجاح خلال البرامج التدريبية والتأهيلية التي سيخضعان لها خلال الشهور المقبلة».

وأضاف الشيباني خلال كلمته: «أعدكم بالكثير من اللقاءات المماثلة التي سنكشف فيها عن المزيد من الإنجازات، ليس فقط على صعيد تأهيل وتدريب كوادرنا، وإنما أيضاً فيما يتعلق بمبادراتنا السباقة ومشاريعنا الطموحة التي تضمن لدولة الإمارات خوض المنافسة بكفاءة واقتدار في قطاع الفضاء على المستوى الدولي».

وأكد نائب المدير العام في المركز ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء المهندس سالم المري، أن رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي بدآ بالفعل في تدريباتهم المكثفة في شهر أكتوبر العانم الماضي، مشيراً إلى التحاق محمد الملا ونورا المطروشي بتدريباتهم نهاية العام الجاري في مركز جونسون في وكالة ناسا للفضاء، فيما أعلن عن وجود نقاشات مع وكالات الفضاء للنظر في الرحلة الفضائية المقبلة لرواد الفضاء الإماراتيين.



وأضاف لقد جسدت آلية الاختيار والنتائج التي تمخضت عنها، أهداف مركز محمد بن راشد للفضاء، بما في ذلك دعم رؤية دولة الإمارات التي تُركز على البحث العلمي والاستكشاف، وترسيخ مكانتها كشريك عالمي في رحلات الفضاء المأهولة، وتطوير فريق وطني من رواد الفضاء لتحقيق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية، والمشاركة في رحلات الاستكشاف المأهولة.

من جهته، أفاد مدير مكتب رواد الفضاء في المركز سعيد كرمستجي بأن برنامج الإمارات لرواد الفضاء يشهد تطوراً في وقت يستعد فيه رائدي فضاء إماراتيين للالتحاق بمركز جونوسن للتدريب، مشيراً إلى أن أول رائدي دفعة «طموح زايد يعانق الفضاء»، هزاع المنصوري وسلطان النيادي، يخضعان لتدريبات مكثفة حالياً لتجعلهم جاهزين للقيام بأي رحلة مقبلة.



ولفت إلى أن تدريبات محمد الملا ونورا المطروشي تبدأ بانضمامهما إلى فريق في وكالة الفضاء ناسا، مبيناً أن «هذه التدريبات تبدأ بالأساسيات، ليتجهزا حتى يكونا رواد فضاء، ولاحقاً سيتم اختيارهما للمهمات الطويلة، إضافة إلى انضمامهما إلى الكادر المعين للمهمة».

تأهيل للمهام المستقبلية

من جانبه، أكد رائد الفضاء الإماراتي محمد الملا أن التدريبات الأساسية تسبق مرحلة الانتقال إلى مركز تدريب جونسون في وكالة ناسا، والذي سيستمر لمدة عامين إلى 3 أعوام تقريباً، مشيراً إلى أن التدريبات تؤهلهم للقيام بأي مهام فضائية مستقبلية، سواء كانت لمحطة الفضاء الدولية أو مهام مأهولة في مراحل متقدمة قد تصل إلى مشروع استكشاف القمر.



وقال: «لو أتيح لي فسأود فعلاً أن تكون لي مساهمة في مشروع استكشاف القمر الذي أطلقته ناسا».

وعن أول ما سيقوم به حال وصوله إلى الفضاء، صرح الملا بأنه سيحمد الله كثيراً على الوصول، ثم سيبدأ مباشرة في الانخراط في العمل الذي تدرب من أجله.

وأعرب عن فخره لكونه ضمن الدفعة الثانية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، قائلاً: «هذه مسؤولية كبيرة أن أعطاني الوطن فرصة تمثيله في ذلك المكان».

وأفاد بأن رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي هما المحفزان الرئيسيان له، وقد قرر أن ينضم إلى البرنامج بعد أن مقابلتهم شخصياً.

تأثير رحلة مدرسية



أما رائدة الفضاء الإماراتية نورا المطروشي فعبّرت عن فخرها وسعادتها بتحقيق حلمها الذي رافقها منذ الطفولة، مؤكدة استشعارها المسؤولية وهي تمثل الإمارات في مجال حيوي هام.

وذكرت أن التدريبات التي بدأتها في مركز محمد بن راشد للفضاء أساسية، ولا فرق بين الرجل والمرأة في تدريبات الفضاء، لأنها تدريبات مهارات وتعتمد على شغف الفرد بالمهمة، مشددة على أنه لو أتيح لها الذهاب إلى القمر فستوافق مباشرة.

وعن فكرة اشتراكها في برنامج الفضاء، أوضحت المطروشي أنها الهدف الرئيسي لم يكن السبق في أن تكون أول امرأة، بل تمثيل الإمارات ورفع علمها عالياً، مشيرة إلى أن هذا طموحها مذ كانت طفلة في الخامسة من العمر ولم تتوقف عن الحديث عنه والبحث فيه.

وقالت: «كانت هناك رحلة مدرسية تحاكي الفضاء أثّرت فيّ كثيراً، وكانت معلمتي هي الملهمة في تعزيز الشغف بهذا القطاع مبكراً وأنا في عمر صغير».

وقالت إن والدتها شجعتها حين أخبرتها برغبتها في الانضمام إلى البرنامج، وكانت العائلة والمحيطين بها أكبر داعم لها، مضيفة: «كوني أول عربية تدخل عالم الفضاء، فإنني أشعر بالمسؤولية، لا سيما أنني أمثل دولة الإمارات، وهذا يشعرني بالتحدي والشغف، وأنا أستشعر وأدرك حجم المسؤولية أمامي».

واختتمت بأن المرأة العربية لا تختلف عن أي امرأة في العالم، إن وجدت الدعم الكافي والإيمان بقدراتها، ولديها طموحات كبيرة وتستطيع أن تصل بها، موجهة رسالة إلى جميع الشباب في العالم العربي، بأن يسعوا وراء أحلامهم، وألا ينتظروا الفرص بل أن يبنوا ويمهدوا لها، وهناك فرصة كبيرة في أن يصلوا بطموحاتهم عالياً.

برنامج تدريبي متقدم

وأوضح المركز أن رائدي الفضاء سينتقلان إلى مركز جونسون للفضاء، بمدينة هيوستن الأمريكية، في ديسمبر المقبل، للانضمام إلى برنامج «ناسا لرواد الفضاء 2021»، كجزء من الاتفاقية الاستراتيجية المشتركة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، لتدريب رواد الفضاء الإماراتيين.

ويشمل برنامج التدريبات تأهيل محمد الملا ونورا المطروشي، لإدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدرب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، إضافة إلى التدرب على الأنظمة الرئيسية للمحطة، والتحكم في الروبوتات، والتدرب على الطيران بطائرات T-38، ومهارات اللغة الروسية، وتدريبات أخرى تشمل دورات النجاة على اليابسة والماء، وتمارين بدنية متنوعة.