الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«صُناع التغيير الإيجابي» يؤكدون أهمية المحتوى الهادف على «سوشيال ميديا»

«صُناع التغيير الإيجابي» يؤكدون أهمية المحتوى الهادف على «سوشيال ميديا»

من فعاليات «ملتقى الإعلام الإماراتي البحريني». (الرؤية)

ناقشت جلسة «صُناع التأثير الإيجابي»، التي عُقدت ضمن جلسات «ملتقى الإعلام الإماراتي البحريني»، مدى التأثير الذي يحظى به رواد التواصل الاجتماعي، ودورهم في صناعة وتقديم محتوى عربي هادف، إلى جانب الأثر الإيجابي لهذه المنصات في الترويج لقصص النجاح العربية الملهمة، وتسليط الضوء على الأفكار الإيجابية التي بمقدورها حشد الطاقات والتأثير الإيجابي في آراء الشباب، لصنع مستقبل أفضل للمجتمعات، وما يصحب ذلك من إطلاق مبادرات خلاقة تخدم المجتمع وتساعده على النهوض والتطور.

وتناولت الجلسة التي شارك فيها كل من: ديالا علي، إعلامية ومؤثرة، ومحمد سالم، إعلامي ومؤثر، ومن مملكة البحرين أحمد شريف، فنان ومؤثر، ونايلة جناحي، إعلامية ومؤثرة، وأدارها الإعلامي محمد الكعبي، معايير نجاح مشاهير التواصل الاجتماعي العرب، والأهداف المختلفة التي تدفعهم إلى صنع المحتوى.

وتوقفت الجلسة عند مدى التأثير المتنامي لمنصات التواصل الاجتماعي ضمن مختلف المجالات.


معايير النجاح


وأكد أحمد شريف، أن معايير نجاح المؤثر أو صانع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، تختلف باختلاف المحتوى المقدم، فهناك من يسعى فقط للشهرة أو كسب المال، بينما آخر يجمع متابعيه لإثارة فضولهم وليس لجودة المحتوى الذي يقدمه.

وأشار إلى أن غالبية ما يقدم من محتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها المختلفة ليس هادفاً، ولكن غالبية صناع المحتوى يبحثون عما يثير فضول الناس ويلفت انتباههم، من دون النظر إلى هدف وحجم تأثير المحتوى على المجتمع، بينما لا يزال البعض يحتفظ بقدر من المبادئ والمسؤولية تجاه مجتمعه فيما يطرح من آراء وأفكار.

ولفت إلى أن القصص العربية الملهمة والإيجابية الموجودة على منصات التواصل الاجتماعي ليست بحجم الإنجازات المحققة على الأرض، ما يعني أن هناك الكثير من الجوانب التي يجب على صناع المحتوى تغطيتها والعمل عليها، ناهيك عن القصص الإنسانية والمبادرات التي تؤثر بالإيجاب على حياة الناس.

مسؤولية

من جانبها، أكدت ديالا علي، ضرورة تحلي صناع المحتوى بالمسؤولية تجاه الجمهور العربي بصفة عامة، وأفراد مجتمعه على وجه الخصوص، لما لذلك من تأثير كبير على مختلف الشرائح والأعمار، وهو ما يجعلها بصفة خاصة تتحرى الدقة فيما تصنعه من محتوى، وتضع نصب أعينها تقديم محتوى هادف يتناسب مع العادات والقيم والمبادئ المجتمعية، وإبراز القصص الإنسانية الملهمة.

وأوضحت أن المؤثر صانع المحتوى الذي يتمتع بخلفية إعلامية يمكنه التمييز بين أنواع المحتوى المختلفة، وعدم الوقوع فريسة سهلة للمحتوى المضلل، كما يمكنه العمل وفق ثوابت شخصية يرسمها لنفسه، بينما في المقابل هناك من يبحث فقط عن الشهرة من دون أي اعتبارات، ولا يمكنه صناعة محتوى إيجابي ينفع المجتمع.

تأثير إيجابي

أما نايلة جناحي، فأكدت أن العالم العربي يعج بالمبدعين والعقول والأفكار الهادفة، التي يمكن أن تطل على جمهورها من خلال منصات مختلفة ومتنوعة، ومن ثم إحداث تأثير إيجابي من خلال المحتوى الذي يبثه ويصنعه.

ولفتت إلى أن المحتوى الإيجابي سريع الانتشار، والرسائل الجيدة يستطيع الجمهور تميزها بحكم خبرته، حيث أصبح المتلقي يتمتع بالذكاء الكافي لفرز المحتوى الجيد من المفتعل أو حتى المضلل.

وعن عوامل نجاح صانع المحتوى، أوضحت جناحي أن المؤثر يجب أن يمر بثلاث مراحل هي: الإلهام، والشغف، والإبداع حتى يتمكن من أن يكون صانع محتوى جيد يتابعه الناس وينتظر إبداعاته ويستمع إلى آرائه ورؤاه في مختلف القضايا والمواضيع.

دعم وبرامج تدريبية

من جانبه، نوه الإعلامي محمد سالم، بتجربة صناع المحتوى الإماراتيين ونجاحهم في صنع محتوى هادف بفضل الدعم الكبير الذي حصل عليه البعض من البرامج والدورات التدريبية التي تنظمها كبرى المؤسسات الإعلامية المحلية وعلى رأسها نادي دبي للصحافة، وهو ما مكَّن الكثيرين من غير الإعلاميين من صنع محتوى هادف ومؤثر بشكل إيجابي يعكس ثقافة المجتمع.

وأشار سالم إلى أن الخلفية الإعلامية لبعض المؤثرين مكنتهم من العمل في إطار متناغم مع المعايير الإعلامية من جهة، ومع قيم ومبادئ المجتمع من جهة أخرى، لافتاً إلى النجاح الكبير الذي حققه صناع المحتوى خلال جائحة كوفيد-19، وقدرة الإعلام الوطني على التعامل بحرفية واقتدار مع الأزمة، من خلال البرامج والرسائل التوعية، والإرشادات والبيانات الموثوقة.

وحول مستقبل المحتوى العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي، أكد سالم أن المستقبل دائماً ما يجمل الجديد والإيجابي، وهو ما يجب على صانعي المحتوى التعامل معه لصنع مستقبل أفضل للجميع.