الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز» محمد العلي: أصبحنا مرجعية في قضايا جماعات الإسلام السياسي

أكد الرئيس التنفيذي ومؤسس مركز تريندز للبحوث والاستشارات الدكتور محمد عبدالله العلي أن المركز أصبح أحد أهم المؤسسات والمراكز الفكرية ذات التوجهات العالمية في المنطقة، حيث يعمل على توظيف البحوث والدراسات الأكاديمية والشراكات الفاعلة للتأثير والمساهمة في بلورة سياسات وقرارات المؤسسات الحكومية الإقليمية والدولية، ودعم صناع القرار بأبحاث وتقديرات موقف واستشارات دقيقة، استعداداً للتحديات المستقبلية.

وأضاف العلي، في حوار شامل مع «الرؤية»، أن «تريندز» يُعنى برصد القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والمعرفية، وتحليلها وفق منظور استراتيجي يركز على تقديم دراسات متخصصة في هذه المجالات، كاشفاً عن عزم المركز تدشين فرع جديد في الأشهر القليلة المقبلة، إضافة إلى إطلاق برامج تدريبية وتأهيلية للارتقاء بمهارات الباحثين الشباب من خلال برامج التحليل السياسي، وإعداد التقارير، وتقديرات الموقف، وبرامج إعداد الدراسات الميدانية.

وأكد أن «تريندز» أصبح مرجعية رئيسية إقليمياً وعالمياً في قضايا جماعات الإسلام السياسي، مشيراً إلى أن وضع خطة استراتيجية مستقبلية لاستقطاب الكفاءات واستكشاف المواهب الشابة في مجال البحث العلمي، وكجزء من هذه الاستراتيجية المستقبلية، أطلق المركز مبادرة «كفاءات تريندز البحثية».


وتالياً نص الحوار:


# ما القضايا التي تستحوذ على اهتمام باحثي المركز في الوقت الحالي؟

- يعمل فريق البحث العلمي في «تريندز»، من خبراء وباحثين مقيمين وغير مقيمين، على مواكبة القضايا الإقليمية والعالمية كافة بنتاج بحثي رصين وهادف، ومن البرامج البحثية التي نعمل عليها: برنامج أمن الشرق الأوسط، والأمن الدولي والإرهاب، والسياسة الخارجية والعلاقات الدولية، والأمن الإنساني، والدراسات العسكرية ومستقبل الحروب، والذكاء الاصطناعي وبحوث التكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب برنامج دراسات الإسلام السياسي، والتسامح والتعايش، وبرامج التنمية الاقتصادية، والطاقة والموارد الطبيعية، والاقتصاد السياسي الدولي، والتجارة العالمية والاستثمار، والبيئة والتنمية المستدامة.

ومن بين هذه البرامج أولى تريندز برنامج دراسات الإسلام السياسي أولوية خاصة، نظراً لخطورة هذا التيار وفكره الهدام، حتى أصبح المركز مرجعية عالمية رئيسية في هذا المجال.

ويتولى المركز إصدار موسوعة خاصة عن جماعة الإخوان المسلمين، صدر منها حتى الآن 5 دراسات أو كتب، تُرجمت إلى 15 لغة، إلى جانب الدراسات التي تنشر على مدار الساعة وتتناول مختلف أبعاد هذا الموضوع.

# ماذا عن نتاجاتكم التي صدرت أخيراً؟

- أصدر المركز خلال العام الجاري والماضي أكثر من 200 ورقة بحثية، إلى جانب أكثر من 120 إصداراً، تنوعت بين كتب أصيلة ومترجمة، ومجموعة من السلاسل العلمية هي: سلسلة «اتجاهات استراتيجية»، وسلسلة «اتجاهات اقتصادية»، وسلسلة «اتجاهات حول الإسلام السياسي»، وسلسلة «أوراق سياسة»، وسلسلة «أوراق محاضرات».

كما أطلقنا 48 مبادرة تطويرية شملت مختلف جوانب العمل الإداري والبحثي.

يهمنا في النتاجات الفكرية والمعرفية تنوع الموضوعات والقضايا، علاوة على تنوع زوايا التحليل، من خلال الطيف الواسع من الباحثين والمحللين الذين نتعاون معهم، والذين يغطون مختلف الثقافات والخلفيات الفكرية والحضارية، فلدينا أكثر من 120 باحثاً غير مقيمين منتشرين في دول ومناطق مختلفة من العالم.

# أين تركّزت المشاركات والفعاليات الخارجية؟

تتنوع مشاركات وفعاليات «تريندز» الخارجية، ففي شهر يوليو الماضي نظم المركز بالشراكة مع برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية التابع لمعهد لودر في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، «منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية» والذي كان بمثابة قمة عالمية كبرى، شارك في جلساتها 35 مركزاً فكرياً عالمياً، إلى جانب رؤساء مراكز بحثية مرموقة ومديرين تنفيذيين وخبراء ومحللين وتنفيذيين.

وسيعقد المركز في 27 أكتوبر الجاري مؤتمراً دولياً مهماً داخل إسرائيل تحت عنوان: «الاتفاق الإبراهيمي: فرص تعزيز التعاون والتسامح والتنمية في المنطقة»، بالتعاون مع مركز موشي ديان التابع لجامعة تل أبيب، إضافة إلى تنظيم المؤتمر السنوي الأول له بعنوان «أمن الشرق الأوسط في عالم متغير» بالشراكة مع مؤسسة المجلس الأطلسي في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية في مطلع نوفمبر المقبل.

وفي مبادرة متميزة اختص بها تريندز، قدم الباحثون في المركز سلسلة من المحاضرات للباحثين والطلاب في العديد من الجامعات العالمية ضمن برنامج «أحاديث استراتيجية» Strategic Talks، وشمل ذلك التعاون: «جامعة جورج واشنطن، جامعة سنغافورة الوطنية، وكلية إرسكين بولاية كارولينا الجنوبية، ومجلس الشؤون الدولية الروسي، وجامعة ينا الألمانية».

كما شارك باحثو تريندز في ندوات ومحاضرات وملتقيات إقليمية وعالمية منها: محاضرات في كل من مركز بحوث «الأديان والقانون والاقتصاد في منطقة البحر المتوسط» التابع لوزارة التعليم العالي الإيطالية، ومعهد دراسات الإسلام ومجتمعات العالم الإسلامي في باريس، ومؤتمر حول أفغانستان نظمه معهد الدراسات الدولية بجامعة مونتريال.

# ما خطة المركز للأعوام المقبلة؟

يعتزم مركز تريندز للبحوث والاستشارات إطلاق برامج تدريبية هادفة، لتكون رافداً متخصصاً في التخطيط والتنفيذ في كل ما يتعلق بالتدريب والتأهيل في المجالات المختلفة، بهدف إعداد جيل جديد من القادة الشباب، بما يتناسب مع رؤية «تريندز» لاستشراف المستقبل والمشاركة الفاعلة في صنعه، ورسالته العلمية والمعرفية، وأهدافه الطموحة، واستراتيجيته العالمية.

ويسعى المركز أيضاً إلى تنظيم سلاسل من الدورات المتخصصة لخدمة المجتمعات المحلية والعالمية، في المجالات البحثية، والإدارية، والتخصصية، والتدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، وذلك عبر توظيف 120 باحثاً من داخل وخارج «تريندز».

كما يقدم «تريندز» برامج تأهيلية للارتقاء بمهارات الباحثين الشباب في المجالات البحثية من خلال برامج التحليل السياسي، وإعداد التقارير، وتقديرات الموقف، وبرامج إعداد البحوث والدراسات الميدانية، ويقدم أيضاً دورات تدريبية موجهة للمؤسسات المختلفة بحسب احتياجاتها التدريبية في معظم التخصصات.

# ما عدد الشراكات العلمية والبحثية والتدريبية للمركز؟

- بلغ العدد نحو 132 شراكة، وذلك في إطار اضطلاع «تريندز» بمسؤولياته العالمية، لننشئ بذلك شبكة علاقات واسعة وثيقة مع نخبة من المراكز البحثية والفكرية والعلمية على المستوى الدولي.

ومن أبرز هذه الشراكات والاتفاقيات والمذكرات التي تم توقيعها أخيراً، اتفاقية مع منظمة «بارومتر أوراسيا» المعنية بالدراسات الاستقصائية الاجتماعية في النمسا، والمركز المصري للدراسات الاقتصادية (ECES)، المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية في دبي، ومعهد بريماكوف للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية IMEMO في روسيا، ومعهد أبحاث الشرق الأوسط في كردستان العراق، ومؤسسة المجلس الأطلسي.

# كيف تصلون إلى أكبر شريحة من الجمهور؟

- مركز تريندز مؤسسة بحثية مستقلة بتوجهات عالمية، وليس مركزاً فكرياً تقليدياً، ونتاجه البحثي والمعرفي يستهدف جميع الشرائح العمرية والفئات كافة، كما أنه يسعى إلى صناعة المستقبل بالمعرفة وتقديم المحتوى العلمي والبحثي بصورة يستوعبها الباحث والأكاديمي والمتخصص والأفراد العاديون.

ويتفاعل المركز بشكل دوري مع مختلف أطياف الجمهور محلياً وإقليمياً وعالمياً من خلال منصات التواصل الاجتماعي والخدمات الإخبارية التفاعلية والموقع الإلكتروني، إضافة إلى تنظيمه سلسلة من الفعاليات المتنوعة منها: الندوات، والمحاضرات، والملتقيات التفاعلية، وورش العمل، والحلقات المفتوحة، والجلسات النقاشية، والتي تشهد تفاعلاً كبيراً من الجمهور.

وعزز «تريندز» من آليات تواصله مع جمهور المتخصصين عبر إطلاقه مبادرة فريدة حملت عنوان: «تريندز بلغات العالم»، والتي تهدف إلى نشر الإصدارات والدراسات والأبحاث بـ16 لغة، إضافة إلى الشراكات والاتفاقيات التي تعضد التواصل والتفاعل مع الباحثين والمتخصصين من حول العالم.

# ماذا خصصتم للشباب الإماراتيين؟

يستثمر المركز في عقول الشباب المواطنين، ويعمل على تنمية قدراتهم وإكسابهم الخبرات العلمية والعملية وتمكينهم في مراكز صنع القرار، ويتجلى ذلك في إطلاق «مجلس تريندز لشباب البحث العلمي»، الذي يعمل على تعزيز قدرات الباحثين الإماراتيين، وإكسابهم المهارات النوعية عبر انخراطهم في دورات تدريبية وبحثية ومعرفية دورية.

وأطلقنا مؤخراً مبادرة «برنامج الباحثين الشباب» الهادفة إلى تشجيع شباب الباحثين والطلاب في الجامعات على كتابة الأبحاث العلمية، إضافة إلى تنظيمنا «منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية».

كما وضع مركز تريندز استراتيجية مستقبلية لاستقطاب الكفاءات المواطنة واستكشاف المواهب الشابة في مجال البحث العلمي، وتقديم سبل الدعم اللازم كافة لهم، وأطلقنا مبادرة «كفاءات تريندز البحثية» التي تهدف إلى استقطاب ودعم الباحثين الشباب والشابات الإماراتيين بمجموعة كبيرة من البرامج التدريبية العالمية التي تنظمها إدارة التدريب في «تريندز».

# ما الإدارات والوحدات والأقسام المستحدثة والتي تفكرون باستحداثها في تريندز؟

يعتزم المركز التوسع في عمل الإدارات الحالية لتشمل تخصصات جديدة تواكب التطورات التكنولوجية التي أحدثتها الثورة المعرفية والتكنولوجية التي يشهدها العالم، وكذلك تدشين فروع جديدة في الأشهر القليلة المقبلة، لتكون إضافة نوعية إلى مسيرة «تريندز» في خدمة البحث العلمي العالمي.

وأسس «تريندز» مؤخراً «إدارة الباروميتر العالمي» التي تعنى بإجراء استطلاعات الرأي العام حول أهم القضايا والتطورات في مختلف المجالات، بما فيها الاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية والسياسية.

كما استحدث المركز مختبر تريندز الذكي للوسائط المتعددة والمكتبة الذكية العالمية، بهدف تطوير أدوات «تريندز» البحثية والمعرفية والارتقاء بمخرجاته المعرفية وتعزيز المصداقية في إصداراته لدى الباحثين والخبراء والأكاديميين.

# أي دور تعولون به على الإعلام؟

يسعى المركز إلى تعظيم الاستفادة من وسائل الإعلام كشريك أساسي في خدمة البحث العلمي الرصين، وتجلى ذلك في تنظيم «قمة تريندز الأولى للحوار بين مراكز الفكر والإعلام»، والتي عقدها المركز في يوليو الماضي بمركز دبي التجاري العالمي، وحضرها كوكبة من رؤساء تحرير عدد من الصحف، إلى جانب عدد من مديري الوكالات والمكاتب الإعلامية بالإمارات.

وفي إطار سعي «تريندز» لتطوير استراتيجيته الإعلامية أسس مؤخراً إدارة الإعلام وطور عمل منصات التواصل الاجتماعي، كما تم تنفيذ مشروع «تريندز واتس آب» للأعمال، وواتس آب المعرفة.

# أين موقعكم على خريطة مؤسسات البحوث والاستشارات العالمية؟

بدأ المركز يفرض نفسه عالمياً كمؤسسة بحثية مرموقة وموثوقة على المستوى الدولي، إذ حل مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في تقرير أكاديمي دولي حديث لمعهد لودر في جامعة بنسلفانيا الأمريكية العريقة، ضمن أفضل 10 مراكز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال التعامل العلمي والبحثي مع جائحة كورونا وتقديم استشارات لصناع القرار.

وأكد التقرير أن «تريندز» كان أول مؤسسة في الشرق الأوسط تنظم سلسلة من الفعاليات الافتراضية بشأن مواضيع مختلفة، بدءاً بالآثار الطبية والاجتماعية والإنسانية والاقتصادية للجائحة، وكان المركز أول مؤسسة في المنطقة تعتمد الفعاليات الافتراضية، ما جعله رائداً في مجال الفعاليات المقامة عبر الإنترنت.