الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

مشروعات ريادة الأعمال.. وجاهة اجتماعية أم دخل مستدام؟

مشروعات ريادة الأعمال.. وجاهة اجتماعية أم دخل مستدام؟

الدخل والمعيشة الاهتمام الأول لدى كل إنسان. (أرشيفية)

آراء متباينة حول الهدف من مشروعات رواد الأعمال، البعض يرونها وسيلة لتحقيق الوجاهة الاجتماعية والتميز، فيما يعتبر آخرون أن رواد الأعمال يطمحون في المقام الأول لتأمين دخل مستدام ورفع مستوى المعيشة.

من جانبه، رأى خبير اجتماعي وأسري أن الهدف الأول لكافة رواد الأعمال بشكل تلقائي، هو تحقيق دخل أعلى وتوفير الأرباح لتحقيق حياة أفضل، يليها البحث عن مكانه اجتماعية معينة وتحقيق الذات.

دخل أفضل

من جانبه، اعتبر الموظف محمد مصطفى، أن ريادة الأعمال هي طموح يحركه الدافع نحو مستقبل أفضل، مبيناً أن كل إنسان يحلم أن يكون له عمله الخاص، في سبيل رفع مستوى الدخل وتأمين حياة معيشية أفضل للأسرة بالمقام الأول، حتى وإن كان الهدف هو البحث عن المكانة الاجتماعية، لكن بلا شك سيبقى الدخل والمعيشة هو الاهتمام الأول، خاصة أن أي عمل تجاري معرض للفشل والخسارة.



وأوضحت ربة المنزل ليلى محمود أن الأعمال المستقلة والمشروعات التجارية الهدف منها هو ضمان مدخول أعلى وتحقيق سبل الحياة بشكل أفضل، وإذا كان الشخص ذا مستوى مادي جيد فيظل هدفه من ريادة الأعمال تحقيق الرفاهية، وهذا بلا شك هدف مشروع، وبالعمل الجاد سيستحق كل ما يصبو إليه، ليكون قدوة لغيره من أبناء المجتمع.

وقال الشاب محمد عبدالغفار إن الأعمال الحرة والتجارة، أفضل ما يمكن أن يقدمه الشخص لأسرته ووطنه، خصوصا أن مجالات ريادة الأعمال تفتح الآفاق لتطوير الذات والنهوض بالشخصية ثم المجتمع، وتوفر عائداً اقتصادياً للشخص ورافداً لاقتصاد وطنه، كما أنها وبلا شك مدخل لتوفير فرص عمل للآخرين، أما من يحاول كسب مكانة اجتماعية أو ينصب هدفه على حب الظهور «الشو»، فلن يتمكن من الصمود في عالم الأعمال وسيكون مصيره غالباً الفشل، إلا إذا سلّم مشاريعه لمتخصصين.



الشهرة وحب الظهور

فيما رأت الشابة علا عمر أن كثيراً من رواد الأعمال الحاليين، مقتدرون مادياً ويعكفون على فتح أكثر من مشروع بمجالات مختلفة، ما يشتت الجهود ويعكس بوضوح أن هدف الشخص أن يكون له تواجد بصفة رجل أعمال أو سيدة أعمال، وليس تحقيقاً لطموح ما أو انتصاراً لطموح معين، حيث تسيطر عليه فكرة حب الظهور والأضواء، مشيراً إلى وجود أفراد لا يملكون معرفة كافية بمشاريعهم إلا أنهم يحملون صفة «صاحب المشروع».



أيدها في الرأي الموظف ناصر محمد، بأن كثيراً من الشخصيات بات لديها حب الظهور والتواجد في المؤتمرات والمعارض هدفاً وسبيلاً، لذا يبدأ البعض في دخول استثمارات لا يمتلك عنها خبرات أو خلفية تجارية، وأن ما يعنيه فقط هو الشهرة، مؤكداً أن هذه المشاريع غالباً ما تفشل إن لم يرافقها شغف حقيقي وعمل دؤوب.



وأوضحت الشابة دانة خالد أنه لا يمكن التعميم بأي حال من الأحوال، ويجب التأكد من هدف الشخص عندما يفتتح مشروعاً أو يعبر عن رغبته في الاستثمار إذا كان مقتدراً مادياً، لأن كثيراً من رواد الأعمال يهتمون بالعمل من أجل العمل وإشغال الوقت وتحقيق الذات وهذا أمر إيجابي، على عكس ما يحاول البعض فعله بافتتاح مشاريع والخوض في تجارب تجارية فقط لتسليط الضوء عليه وحضور المعارض ولقاء كبار الشخصيات بزعم أنه رائد أعمال.

هرم «ماسلو»

من ناحيته، أوضح المستشار الأسري والنفسي سلطان كراني، لـ«الرؤية»، أنه بناءً على نظرية تسمى «ماسلو للحاجات»، فهذا الهرم يوضح أن للإنسان حاجات يجب أن يستوفيها في حياته بشكل عام، تبدأ من أسفل الهرم وتمثل الحاجات الأساسية كالمأكل والمشرب والمسكن والزواج، وبعدها الحاجات المتوسطة كالمكانة الاجتماعية، ثم رأس الهرم وهي الحاجات النفسية المتمثلة في إرضاء الذات.

وقال: «من هذا المنطلق أعتقد أن رواد الأعمال وكل من يدخل في مجال المشاريع منذ البدايات.. يكون هدفهم هو سد الحاجات الأساسية في حياتهم من خلال المادة وتوفير الأرباح، وذلك لتحقيق حياة أفضل على صعيد المسكن والملبس وغيرها».



وأضاف أنه بعد استقرار الفرد في تجارته يبدأ بالتفكير في حاجاته الاجتماعية مثل التثبت وسط المجتمع، وبعدها يصل إلى مرحلة تحقيق الذات والوصول لما كان يحلم به.

وبيّن كراني أن رجل أو سيدة الأعمال يخوض كل منهما مراحل مختلفة حسب الظروف المصاحبة للمشروع، لافتاً إلى الرغبة في مساعدة الآخرين حين يكتفي الشخص مادياً من خلال ثروته وخبرته كل حسب استطاعته.

وتابع: أما في حالة الشخص الذي يمتلك القدرة المادية ولا تحتاج لتحسين، فيكون المحرك هو الطموح أو الاستمرار في العمل وربما يطمح أن يكون رائداً في عمل ما، وهذا أمر جيد خاصة إن كان يصب تفكيره بأن يكون عوناً لغيره مثل الأسرة أو العائلة، وداعماً لاقتصاد وطنه من خلال زيادة فرص التوظيف للشباب.