الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

أحمد ناصر الريسي لـ«الرؤية»: خططنا المستقبلية بناء إنتربول أكثر تنوعاً وحداثة

أحمد ناصر الريسي لـ«الرؤية»: خططنا المستقبلية بناء إنتربول أكثر تنوعاً وحداثة

أحمد ناصر الريسي. (أرشيفية)

40 عاماً كرّس فيها اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي مفتش عام وزارة الداخلية في الإمارات حياته لتعزيز الأمن والأمان ومكافحة الجريمة في مسيرة حافلة من العمل الشرطي الذي أسهم من خلاله في عددٍ من المشاريع التقنية المتطورة التي نفذتها الشرطة الإماراتية.

شارك بأدائه المتميز في برامج التطوير الشامل بوزارة الداخلية، ونشر ثقافة الابتكار في مجالات أمن المجتمعات، وإطلاق عدد من المشاريع الريادية حتى تُوجت مسيرته الحافلة كأول عربي يشغل منصب رئيس منظمة الشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول».

وفي أول حواراته مع الصحافة بعد توليه رئاسة «الإنتربول»، عبر لـ«الرؤية»، عن سعادته بأن يكون أول رجل شرطة عربي يشغل هذا المنصب، موضحاً أن فوزه تكريم وتقدير لدولة الإمارات- قيادةً وحكومةً وشعباً، ولدورها البارز في تعزيز العمل الدولي وسمعتها الطيبة في المحافل الدولية كافة، وهو تتويج لجهود الإمارات أمنياً، مؤكداً أن الخطط المستقبلية ترتكز على بناء إنتربول أكثر تنوعاً وحداثة وتعاوناً بين الدول الأعضاء.

نقل تجربة الإمارات للعالم



أكد اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، سعيه من خلال هذا المنصب إلى نقل تجربة الإمارات الرائدة في مجال الأمن والأمان إلى دول المنظمة الدولية التي تضم 195 عضواً، فضلاً عن تحديث الإنتربول، وتعزيز التعاون والعمل التكاملي والتنسيق الفاعل مع كافة الدول في مكافحة الجريمة العابرة للحدود من خلال بناء الخطط القائمة على استشراف المستقبل والحلول للتحديات الحالية والمستقبلية نحو عالم أكثر أماناً.


ولفت إلى العمل على تعزيز العمل التكاملي والتنسيق الفاعل بين كافة دول العالم خاصة في مجالات مكافحة الجريمة العابرة للحدود، وقال: «نؤمن بالعمل الجماعي ومد يد التعاون إلى كافة الأطراف والتوسع في استخدام التقنيات الحديثة ونقل التجارب الناجحة إلى كافة الدول، بما فيها تجربة الإمارات الريادية في تبني أحدث التقنيات والعلوم الحيوية».

«إنتربول» أكثر حداثة وتنوعاً



وعن الخطط التي يسعى لأن تكون منهجاً واضحاً في قيادة منظمة الإنتربول، وأثرها الإيجابي على الدولة، قال: «من خططنا المستقبلية التي نعمل عليها بالتنسيق الفاعل مع كافة الجهات والمنظمات المعنية هو بناء إنتربول أكثر تنوعاً وحداثة وتعاوناً بين الدول الأعضاء؛ حيث إن قوى إنفاذ القانون عالمياً تواجه عدداً من التحديات الحديثة مثل التغير المناخي والجرائم الرقمية وجائحة كوفيد-19، ولدى الإنتربول دور محوري في إعداد المؤسسات الشرطية ومساعدتها على مواجهة تلك التحديات».

وأضاف: «سنعمل لنقل المعارف والخبرات وتوظيفها على النحو الأمثل في تلك الجهود من خلال منظومة عمل تكاملية بين الدول الأعضاء في الإنتربول من أجل تحديث قدرات المنظمة التقنية لمكافحة الجريمة المتطورة، ومواجهة التحديات الجديدة، إلى جانب دعم خاص للشباب وتمكين المرأة».

مواكبة التحديات عبر الحدود



وأكد اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي على بذل كل الجهود لإيصال صوت كل واحدة من الدول الأعضاء في الإنتربول، ومواكبة التحديات التي تتشاركها عبر الحدود، كالجرائم الإلكترونية والشبكات الإجرامية الدولية، والعمل على أن تكون المنظمة أكثر شفافية وتنوعاً، وخدمة قوات الشرطة حول العالم بنشاط متجدد مع تقديم نهج جديد لخدمة جميع مكوّنات المنظمة على أفضل وجه.

وقال: «زرت خلال الأشهر الماضية العديد من الدول واستمعت للكثير من الآراء.. وخلال محادثاتي مع المسؤولين الحكوميين.. اكتسبت فهماً أعمق حول تحديات الأمن والسلامة التي تواجه إخواننا وأخواتنا حول العالم».

إنفاذ القانون



وتحدث الريسي عن أن «الإنتربول» منظمة فاعلة تقوم في المقام الأول على قوة شراكاتها، وقال: «هذه الروح التعاونية وتضافر الجهود لتحقيق مهام موحدة هو ما سأعمل على تعزيزه بالتوازي مع مساعينا المشتركة نحو مجتمعات أكثر أماناً حول العالم».

ولفت إلى أن لهذه المنظمات العالمية دوراً حيوياً في تعزيز التنسيق والجهود الدولية العابرة للحدود، وبقدرات الإنتربول وعلاقاتها بين الدول ومن طبيعة الاتفاقيات الدولية تمكن هذه المنظمة من أن تكون مكملاً مهماً لأجهزة إنفاذ القانون والمؤسسات الشرطية حول العالم في جهودها، لتعزيز أمن المجتمعات ونحو عالم أكثر أمناً وأماناً.

إجماع على إمكانات الشرطة الإماراتية



وأشار إلى أن الوصول إلى رئاسة الإنتربول، إنجاز بمثابة إقرار وإجماع عالمي بقدرات وإمكانات الشرطة الإماراتية، وهو تقدير من المجتمع الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة وسمعتها المرموقة، والعمل على رأس هذه المنظمة من شأنه أن يعزز هذه السمعة الطيبة من خلال الأداء المتوازن والحرص على تعزيز العلاقات وبناء العمل التكاملي وفق نهج تعاوني وتشاركي من أجل عالم أكثر أمناً.

وقال: «أصبحت الإمارات واحدة من أكثر الدول أماناً على مستوى العالم.. وهذا شيء مشرف ويشجعنا لمواصلة دورنا الرائد للتغيير الإيجابي وعلى كافة الأصعدة.. حيث سنقوم في الإمارات بعرض تجربتنا الريادية والاستفادة من التجارب العالمية وأفضل الممارسات المطبقة».

وبين أن هذا المنجز هو ثمار غرس قيادة الدولة الحكيمة منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الشـيخ زايـد بـن سـلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتأكيداً للدور الحيوي الذي تلعبه الإمارات عالمياً، والمكانة المرموقة في المحيط الدولي.

وأضاف: «ما وصلنا إليه اليوم جاء بفضل قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات.. وعلى رأسها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. وللجهود الكبيرة التي قام بها سيدي الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية»، وقال: «يمثل اختياري لهذا المنصب تتويجاً لجهود دولة الإمارات في المجال الأمني، ففي بلادي الإمارات يمكن للناس من أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان العمل والتعايش معاً بسلام وأمان».

دعم مستدام للمنظمات



وعن دور دولة الإمارات في منظمة الإنتربول خلال السنوات الماضية، بين اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي أن الدولة تنتهج مسار دعم مستدام للمنظمات والمؤسسات العاملة في مجالات التنسيق والتعاون الدولي، وتقدم دعماً لها ومن بينها منظمة الإنتربول العالمية، حيث تتعاون معها بشكل دائم من تنظيم واستضافة مؤتمرات وورش عمل وملتقيات شرطية متخصصة كما تتبادل معها الخبرات والمعارف.

وأوضح أن الإمارات من أكبر الدول الداعمين لجهود الإنتربول الدولي منذ انضمامها إلى المنظمة عام 1997 من خلال استضافة مؤتمرات المنظمة وفعاليات الدورة الـ87 للجمعية العامة في دبي واجتماعاتها الدورية، وتعزيز جهودها في مكافحة الجريمة.

وقال: «رسالتنا للعام واضحة وشفافة وفق رؤية قيادتنا الرشيدة.. التي تقدم كافة الإمكانات في سبيل الارتقاء بجودة الحياة في المجتمع الإماراتي، وتعزيز وتمكين قدرات الكوادر والمبدعين الإماراتيين.. هي رسالة التسامح والرغبة في بسط التعاون والتنسيق الدولي في سبيل مصلحة البشرية جمعاء.. هي رسالة التقاء الشعوب والحضارات لما فيه خير الإنسان.. هذه رسائل الإمارات منذ تأسيسها، القائمة على العطاء والخير والبذل بدون مقابل».

الريسي في سطور



يشغل اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي منصب مفتش عام وزارة الداخلية في الإمارات منذ عام 2015 ويحمل شهادة الدكتوراه في الأمن من جامعة لندن ميتروبوليتان وماجستير في الإدارة الابتكارية من جامعة كوفنتري بالمملكة المتحدة، ودبلوم إدارة الشرطة من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، إلى جانب بكالوريوس في علوم الكمبيوتر من كلية «أوتربين» في أمريكا.

يتولى رئاسة عددٍ من الأندية الرياضية والثقافية والمجتمعية والاتحادات الوطنية الرياضية ورئيس مجلس أمناء الجامعة الأمريكية بالإمارات، وقد تنقل بين عدد من المناصب في سلك الشرطة، وأسهم في عددٍ من المشاريع التقنية المتطورة التي نفذتها الشرطة الإماراتية في سعيها لتعزيز الأمن والأمان، وشارك بأدائه المتميز في برامج التطوير الشامل بوزارة الداخلية ونشر ثقافة الابتكار في مجالات أمن المجتمعات، وإطلاق عدد من المشاريع الريادية.

يترأس أيضاً عدداً من اللجان العليا بوزارة الداخلية التي تعمل على مشاريع استراتيجية، إلى جانب ترؤسه عدداً من المؤتمرات التي تنظمها الوزارة.

وقد حصل اللواء الريسي على عدد كبير من الأوسمة والميداليات والجوائز المحلية والإقليمية والعالمية من بينها ميدالية الإنقاذ وميدالية القائد وميدالية التميز الوظيفي وميدالية الشرف الوطنية من جمهورية إيطاليا، وجائزة الشخصية الاتحادية والميدالية العسكرية الملكية من المملكة العربية السعودية وجائزة ستيفي العالمية وجائزة الشرق الأوسط للقيادات الحكومية المتميزة.