السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

«دبي تبادر» للحد من استهلاك العبوات البلاستيكية وحيدة الاستخدام

«دبي تبادر» للحد من استهلاك العبوات البلاستيكية وحيدة الاستخدام

أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، اليوم (الثلاثاء)، مبادرة «دبي تبادر» للاستدامة، والرامية إلى توعية مختلف شرائح المجتمع بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، وإحداث التغيير المطلوب لبعض الممارسات الخاطئة والتي تؤدي إلى أضرار بالغة بالبيئة المحيطة.

وتهدف الحملة، التي تتولى تنفيذها دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، إلى تشجيع كل مكونات مجتمع دبي من مواطنين ومقيمين، وكذلك الزوار على تغيير سلوكهم الاستهلاكي لقوارير المياه البلاستيكية، فضلاً عن إلهام الناس بشكل فعال وإيجابي، للحد من استهلاك العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.

وتحفز المبادرة الجديدة على تبني تغييرات بسيطة على أسلوب حياة الناس اليومية، مثل استخدام قوارير المياه القابلة لإعادة التعبئة، من أجل إحداث تأثير بيئي كبير؛ إذ سيتم تثبيت أجهزة لتوزيع مياه الشرب النقية بالمجان في أماكن عامة، توازياً مع التشجيع على تركيب «فلاتر» مياه في المنازل والمؤسسات والمدارس، نظراً لكون مياه الصنبور في دبي صالحة تماماً للشرب، لاستيفائها الاشتراطات الصحية ومطابقتها المعايير العالمية لنقاء المياه الصالحة للشرب، في حين تساعد الفلاتر فقط على التخلص من الشوائب التي قد تعلق في المياه من الخزانات الموجودة في المنازل أو المنشآت المختلفة.

مستقبل أكثر استدامة



وقال المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة في دبي هلال سعيد المري: «المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من الجهد والأفكار الجديدة لتأسيس نموذج عالمي ناجح للاقتصاد المستدام».

وأضاف: «الهدف هو تحفيز المواطنين والمقيمين والزوار ليكونوا شركاء فاعلين في صنع مستقبل أكثر استدامة، وأن يسهموا بإيجابية في الحفاظ على الحياة البرية والبحرية، ونأمل أن تكون الخطوة مؤثرة على طريق صون مواردنا الطبيعية، على مستوى دبي وعموم دولة الإمارات، لنجعل مفهوم الاستدامة جزءاً من حياتنا وممارساتنا اليومية، وتأكيد قيمته كركيزة أساسية للوصول إلى غدٍ أفضل للجميع».

دور الإعلام



ونظّم المكتب الإعلامي لحكومة دبي لقاءً إعلامياً، عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي، دعا إليه قيادات المؤسسات الإعلامية المحلية والإقليمية والعالمية العاملة في دبي للتعريف بالمبادرة وأهدافها والتغيير الإيجابي المنشود من ورائها.

وأشاد المدير التنفيذي للتطوير والاستثمار في دائرة الاقتصاد والسياحة يوسف لوتاه خلال اللقاء بدور الإعلام في دعم المبادرات الحيوية التي تسعى حكومة دبي من خلالها إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، بما يتوافق مع التوجهات العامة للإمارة ودولة الإمارات، ولا سيما تلك المتعلقة بالبيئة وتعزيز مستويات استدامتها، لكونها من أهم الموضوعات التي تلقى اهتماماً كبيراً في دولة الإمارات التي تحرص دائماً على تقديم نموذج يحتذى في مجال الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.

وقدّم عرضاً توضيحياً شمل معلومات وأرقاماً مهمة حول حجم استهلاك القوارير البلاستيكية المستخدمة لمياه الشرب في العالم وفي دولة الإمارات، حيث أشار إلى أن حجم استهلاك تلك القوارير في الدولة يصل إلى نحو 450 قارورة للشخص الواحد، ما يعني نحو 4 مليارات قارورة على مستوى الدولة سنوياً، في حين تحتاج القارورة الواحدة إلى نحو 400 عام كل تتحلل، وهو ما يشكل أحد أكبر التحديات البيئية، إذ تشير التقديرات إلى أن المخلفات البلاستيكية تقتل قرابة 1.1 مليون من المخلوقات والكائنات البحرية حول العالم سنوياً.

وناقش المشاركون من رؤساء تحرير الصحف المحلية وقيادات المؤسسات الإعلامية الإماراتية والعربية والعالمية، الأسلوب الأمثل لتقديم أي أفكار أو اقتراحات من شأنها تعزيز أهداف الحملة وزيادة قدرتها على إحداث التأثير الإيجابي المنشود في المجتمع، بتشجيع الأفراد من مختلف الجنسيات على اتباع سلوك يتسم بالمسؤولية تجاه البيئة من أجل الحفاظ عليها للأجيال المقبلة، مع مراعاة التنوع الكبير للثقافات الموجودة في دبي، وما يتطلبه من رسائل تخاطب هذا التنوع وتقنع بأهمية اتباع سلوك متوازن يراعي الهدف الاستراتيجي المتمثل في خفض استهلاك القوارير البلاستيكية، وبما يؤكد مكانة دبي كنموذج للمدن سريعة التطور التي تضع الاستدامة البيئية ضمن أولوياتها الاستراتيجية.

94 كغم بلاستيك للشخص

ووفقاً لبيانات جمعية الإمارات للطبيعة، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة‍، يبلغ حجم استهلاك الشخص العادي في دولة الإمارات 94 كغم من البلاستيك سنوياً، وتشكل العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد الحصة الأكبر منها، هذا إلى جانب التأثير الكارثي للنفايات البلاستيكية على الكائنات والحيوانات والطيور البحرية، وكذلك المواطن الطبيعية للمخلوقات البحرية مثل الدلافين والسلاحف المائية والطيور.

30 جهاز مياه شرب



وسوف تتيح المبادرة لسكان وزوار دبي إمكانية الحصول على مياه شرب نقية بالمجان من خلال أكثر من 30 جهازاً لتوزيع مياه الشرب سيتم توزيعها في مناطق رئيسية عدة في المدينة، بما فيها الشواطئ، والمتنزهات، ومراكز التسوق، والمعالم والوجهات الرئيسية. وستتوفر المياه الباردة عند درجة حرارة 10 درجات مئوية، لتكون بديلاً منعشاً ونظيفاً وآمناً يساهم في ترسيخ ثقافة إعادة ملء قوارير المياه.



وبالنسبة لجودة المياه المقدمة من خلال الأجهزة المُشار إليها، فقد تم التأكيد على أنها تراعي أعلى معايير النقاء والنظافة، مع الالتزام الكامل بإرشادات ولوائح السلطات المختصة بما فيها بلدية دبي وهيئة الصحة في دبي، إضافة إلى فحص واختبار مياه الشرب المُقدمة من خلال تلك الأجهزة وفق معايير ومواصفات مياه الشرب المعتمدة من هيئة كهرباء ومياه دبي، ودول مجلس التعاون الخليجي، ومنظمة الصحة العالمية.