الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

متحدثو مؤتمر «يومكس» و«سيمتكس»: الأنظمة غير المأهولة تعيد صياغة العالم

متحدثو مؤتمر «يومكس» و«سيمتكس»: الأنظمة غير المأهولة تعيد صياغة العالم

أكد مسؤولون وخبراء عسكريون أن الذكاء الاصطناعي والأنظمة غير المأهولة تعمل على إعادة صياغة العالم الذي نعيش فيه، ابتداءً من الأمن والنقل، وصولاً إلى تفاصيل الحياة اليومية، لافتين إلى أن تطور التكنولوجيا في القطاع العسكري غالباً ما يشق طريقه نحو العالم المدني.

وأضافوا أن العائق اليوم في التقدم التكنولوجي لا يتوقف على التقنيات فحسب، بل يرتبط بالقوانين، حيث لا بد من مساعدة المشرعين لاتخاذ القرارات اللازمة لاستخدام هذه القدرات التكنولوجية، مع أهمية إدراك أن هذه التكنولوجيات ليست كاملة إلا أن العالم بحاجتها، وإن لم تستخدم بالشكل الصحيح فقد يكون لها آثار سلبية مهولة.

جاء ذلك خلال مؤتمر الأنظمة غير المأهولة، المصاحب لمعرضي «يومكس» و«سيمتكس» 2022، الذي انطلق اليوم (الأحد) بنسخته الخامسة في العاصمة أبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تحت شعار «أنظمة ذاتية بلا حدود: طفرة هائلة وآفاق واعدة»، والذي يشارك فيه 2000 خبير ومتخصص بشكل حضوري وافتراضي.

منصة علمية للخبرات

وأشار وزير دولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي إلى أن الأنظمة غير المأهولة، والطائرات بدون طيار تشكل عنواناً بارزاً للثورة التكنولوجية الحقيقية غير المسبوقة التي تضع المستقبل بين أيدينا، ودولة الإمارات تعتبر لاعباً مهماً في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة المتمثلة في مبادئ الخمسين، بالتركيز على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم، وترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات.



وقال: «تكمن أهمية هذا المؤتمر بكونه منصة علمية جامعة للخبرات والكفاءات تدعم مهمتنا لتطوير القدرات الوطنية، ورسالة من دولة الإمارات إلى العالم أجمع بأنها قادرة على مجابهة التحديات على اختلافها، والوصول إلى تحقيق تطلعات قيادتها وطموحات شعبها في الوصول إلى مكانة متقدمة على قائمة أفضل دول العالم في جميع المجالات، وبأنها حريصة على تطوير قدراتها لإنتاج الأنظمة غير المأهولة والطائرات بدون طيار بغرض تعزيز قدراتها الدفاعية، وكذلك دعم اقتصادها الوطني».

الإرهاب يستعين بـ«الدرونز»

وأوضح البواردي أن جانباً كبيراً من الخطورة تكمن في أن الطائرات بدون طيار أصبحت سلاحاً تفضله الجماعات المسلحة والإرهابية نظراً لانخفاض كلفة إنتاجها وكفاءتها وفاعليتها وسهولة الحصول عليها، ويمكن أن تقوم ببعض أدوار الطائرات المقاتلة التقليدية، مثل المراقبة، والاستطلاع والهجمات الجوية، ولهذا فاستخداماتها تؤثر في مفاهيم وعقيدة العمليات الجوية والدفاع الجوي.

وتابع: «علينا تكثيف جهودنا على مستوى دولي وعالمي لحماية الشرعية الدولية وتحقيق السلام والأمن الدوليين والعمل للاستمرار في مسيرة التقدم للأجيال القادمة ومجابهة التحديات وتطوير تعامل الإنسان مع الآلات الذكية بثقة ووعي كما اتخاذ القرارات الصحيحة في العصر غير المأهول».

4 جلسات نقاشية

شارك 22 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم في المؤتمر الذي تضمن 4 جلسات نقاشية ركزت على 4 محاور رئيسية، بما فيها فهم المشهد المتغير في قطاع الأنظمة غير المأهولة، وتعزيز الثقة والتفاهم بين الإنسان والآلة واتخاذ القرار في عصر الأنظمة غير المأهولة، وتحسين الابتكار والتغلب على التحديات المصاحبة لعمليات تطبيق التقنيات وتكاملها، والأنظمة غير المأهولة والثورة الصناعية الرابعة: كيف تعمل التكنولوجيا على تشكيل القدرات المستقبلية.

تحديات الأنظمة الذكية

ولفت وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد عمر سلطان العلماء، إلى أهمية «ضمان استخدام التقنيات في خدمة وحماية المجتمع فالخوارزميات ليس لديها مشاعر ولا يصيبها التعب وتتفوق على الأنظمة التقليدية عند دمجها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمزايا مجتمعة تجعلنا أكثر قدرة على تحقيق الأهداف واعتماد الاستراتيجيات التي تعزز جهودنا لحماية المجتمعات من الهجمات وخلال الحروب والمعارك».

وأضاف: «رغم إيجابيات الأنظمة، إلا أنه يترتب عليها تحديات خاصة عند دمجها بتقنيات الذكاء الاصطناعي وهو ما يخلق رغبة في المضي بقوة نحو الأمام دون أخذ جميع الاحتمالات بعين الاعتبار، كما أن كلفة امتلاك هذه التقنيات باتت أقل حالياً ما قد يتيح للجماعات الإرهابية التي تهدد أمن الدول باستخدامها لزعزعة أمن المجتمعات ووجود عيوب لاستخدامها بيانات تاريخية لا تتماشى والتوجهات الاستشرافية».

منظومة فاعلة

وبيّن الوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية في وزارة الدفاع، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي يومكس وسيمتكس 2022 والمؤتمر المصاحب، اللواء الركن الدكتور مهندس مبارك سعيد غافان الجابري أن الأنظمة غير المأهولة باتت جزءاً أساسياً من الحياة ونجحت في أن تحل محل الإنسان أحياناً، خاصة في مهام عالية الخطورة أو معقدة.

وتابع: في ظل التحديات يوفر لنا المؤتمر فرصة للتشاور وإجراء مراجعة شاملة في آليات توظيف وتطبيقات الأنظمة غير المأهولة، لضمان تبني التقنيات المناسبة وإيجاد حلول.

حاجة ملحة للأنظمة غير المأهولة

وبين لـ«الرؤية» الرئيس التنفيذي لشركة «بيانات» حسن الحوسني أن هذا الحدث يقدم أبعاداً جديدة في مجال الأنظمة غير المأهولة، وهو الأهم حالياً في فترة ما بعد الجائحة، خاصة بعد الانقطاع عن التواجد الحضوري والتباعد الجسدي، لافتاً إلى أن مجال الأنظمة غير المأهولة أصبح حيوياً وضرورياً، والحاجة لها في كل المجالات العسكرية كما هو الحال في المجالات المدنية ومنها خدمات التوصيل وسيارات الأجرة ذاتية القيادة وغيرها.

وأوضح رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات الدكتور محمد حمد الكويتي أن المؤتمر يسلط الضوء على المنظومات غير المأهولة وما اكتسبته من أهمية أدت لظهورها في كثير من المنظومات الرئيسية، ليس فقط في المجال العسكري البري والبحري والجوي، بل أيضاً في المجالات المدنية، مثل نقل بعض البضائع، مؤكداً أن إيجابيات هذه المنظومة كثيرة لكن لا تخلو من سلبيات يجب مواجهتها.

ريادة إماراتية

وأشار رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور يحيى المرزوقي أن الجلسات الحوارية تمحورت حول أهمية الأنظمة غير المأهولة والتحديات والفرص التي تتيحها، مبيناً أن التركيز الأساسي ينصب على كيفية تحضير الأجيال القادمة لتطوير العواصم البشرية وتهيئتهم للمستقبل الرقمي وتحديد مسؤولياتهم في الثورة الصناعية المقبلة.

من ناحيته، أكد المستشار المتخصص في شركة إيرباص هيليكوبترز تيم ويليامز أن دولة الإمارات تعمل بجد في مجال الأنظمة غير المأهولة، وقال: «أرى أن دولة الإمارات ستصبح من الدول الرائدة في هذا المجال وذلك بسبب عملها الدؤوب واستقطابها للخبرات وسعيها لنقل هذه العلوم لأبنائها وتوليد التجارب كما أنها تشجع الإبداع بلا حدود».