السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

رائد الأعمال سعد داود: الفكرة الجيدة والدراسة المتعمقة أساس افتتاح أي مشروع

رائد الأعمال سعد داود: الفكرة الجيدة والدراسة المتعمقة أساس افتتاح أي مشروع

رائد الأعمال سعد داود.

قال رائد الأعمال المصري سعد داود صاحب مطعم شيف بردليس بدبي، إنّه في البداية لم يفكر في افتتاح مطعم، وإنما لإنشاء استثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة أنّ الإمارات دائماً بيئة جاذبة للاستثمار بفضل التسهيلات الكبيرة التي تقدم لجميع المستثمرين في الدولة، وهذا شجعه على خوض هذه التجربة من دون أي قلق أو خوف مهما كان رأس المال المستثمر في المشروع، مشيراً إلى أنّه بعد بحث الفرص والتحديات ودراسة الجدوى ودراسة السوق جيداً ودراسة مجال الضيافة في دولة الإمارات، توصل إلى فكرة افتتاح مطعم يكون بشكل مختلف وجديد ويقدم خدمات جيدة للمستهلكين.

وأضاف لـ«الرؤية»، أنّ افتتاح أي مشروع -على اختلاف نوعه ومكانه وزمانه- يحتاج إلى دراسة معمقة للبيئة الحاضنة وللفرص المتاحة والمنافسة في القطاع المراد الاستثمار به، فضلاً عن دراسة الجدوى الاقتصادية التي يحدد بناءً عليها حجم رأس المال، والفترة الزمنية اللازمة لاستعادته، وهذه هي الخطوات نفسها التي بدأت بها مشروعي، موضحاً أنّه بدأ مشروعه برأس مال 5 ملايين درهم.



شدة التنافسية


وعن الصعوبات التي واجهته في بداية مشروعه، أشار إلى أنّ شدة التنافس في قطاع الضيافة في دولة الإمارات -وإمارة دبي على وجه التحديد- من أهم الصعوبات، وذلك تطلب أن نبتكر مع فريق العمل فكرة جديدة فيها عامل جذب وتفرد، فكانت فكرة «شيف بردليس» وهو طاهٍ يوناني من أصل عربي انتقل وتجول حول العالم، وحلّ به المطاف في دبي، وتمثلت الصعوبة الثانية في أنّه لا يعرف جيداً طبيعة المكان إلا في إطار الدراسة النظرية نظراً لأن عمله الرئيسي كان في مصر.

وأشار إلى أنّ من التحديات التي واجهته في بداية مشروعه وفي سوق العمل، عام جائحة كورونا «كوفيد-19»، والإغلاق التام في بعض الدول والأماكن وخاصة في مجال الضيافة، موضحاً أنّه خاض هذا التحدي لأنه يرى أن المنافسة شيئاً صحياً لكل تجارة أو عمل، إذ يختبر بها صاحب العمل الخطط التي يضعها ومدى جاهزيته للتغيير في أي وقت، قائلاً: «هذا ما فعلته واستطعت أن أكسب التحدي والخروج بالمشروع إلى بر الأمان.. وهذا بفضل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي فعلمت كل في وسعها من أجل الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين».

نجاح المشروع

وأوضح داود أنّ فرص نجاح مشروع مطعم في دبي سواء كان فخماً للأثرياء أو مطعماً شعبياً صغيراً، تعد أكبر بكثير من فرص النجاح في أي مدينة عربية أخرى، وذلك لأن دبي هي المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان، وواحدة من أكثر مدن العالم جذباً للسياح، وكذلك مدينة متنوعة ومن ضمن أرقى المدن على مستوى العالم، ففي هذه المدينة تجد أشهر الشخصيات العالمية وأكثرها ثراءً وأعلى وأفخم المباني والأبراج، وفيها تُقام أهم الأحداث والفعاليات.

ويطمح رائد الأعمال الشاب في التوسع في استثماراته وأنوعها في هويتها، مع المحافظة على جودة الخدمات أياً كان نوع الاستثمار، ويأمل في أن يصنع علامة تجارية فارقة تنطلق من دبي إلى جميع أنحاء العالم، وأن تكلل كل مشاريعه بالنجاح، مشيراً إلى أنّه خطط لافتتاح مشروعات أخرى، فهو يفكر بشكل جدي أن يبدأ بدراسة مشاريع جديدة خلال الفترة القادمة وقد تكون بعيدة عن فكرة المطاعم.



التخصص العلمي

وقال داود إنه يحمل إجازة في المحاسبة، وهو تخصص رئيسي في كل الأعمال، إذ يساهم التخصص في نجاح المشروع لكنه ليس سبباً كافياً لنجاحه؛ لأنّ هناك مقومات كثيرة تبنى عليها قاعدة النجاح لعل أهمها الجد والمثابرة والقدرة على مواجهة التحديات والتخطيط قبل ذلك كله.

عوامل نجاح أي مشروع

ونوّه داود بأن نجاح أي مشروع له عوامل كثيرة ومتعدد، منها على سبيل المثال: توفر الخبرة اللازمة أو الاستعانة بمن هم أهل خبرة، وكذلك توفر الاستراتيجيات والدراسة التي تسعى لتأمين حاجات السوق، والقدرة على التنافس، وذلك لا يكتمل دون تشكيل فريق عمل خبير ومدرب، ووضع خطة تسويق مدروسة، وتوفر رأس المال لتمويل المشروع والأهم من كل ما سبق هو وجود فكرة استثمارية جيدة.

وتابع بأنّه قبل أن اتخاذ خطوات فعلية مثل البحث عن مكان أو إنفاق الأموال في أي اتجاه، يجب أولاً دراسة المشروع من كل الجوانب، وذلك من أجل التأكد من مدى ملاءمة الاستثمار من النواحي المالية والشخصية وغيرها، وكذلك لمعرفة أفضل نوع من المطاعم التي يمكن تنفيذها في السوق أو المنطقة المستهدفة التي تناسب الإمكانات المالية، وأيضاً لمعرفة التكاليف المطلوبة بشكل قريب من الواقع، وكذلك العوائد والأرباح.

وعن الجوانب التي يحتاج إليها للاستثمار في المطاعم، شدد داود على أنّها تحتاج إلى فريق من الطهاة لابتكار أطيب الأطباق، وهذا جزء مهم جداً لا يمكن تجاهله، كما يحتاج إلى موقع حيوي وديكور أنيق وهوية تسويقية وكفاءة عالية من فريق الإدارة بكل مفاصل العمل من خدمة صف السيارات إلى صالة الاستقبال مروراً في المطبخ وصولاً إلى خدمة المتعاملين.

نصائح للشباب

وقدّم داود نصائح للشباب قبل افتتاح أي مشروع، وقال إنّه يحض الشباب على دراسة المشروع، والبحث المستمر عن فرص النجاح، والسير بخطى ثابتة، والاستفادة من تجارب الآخرين والاستعانة بأهل الخبرة، بغض النظر عن نوع التمويل فنجاح الفكرة لن يوقفه نوع التمويل، سواء كان تمويلاً شخصياً أو بنكياً أو شراكة عائلية، فالأهم من التمويل هو الثقة بالنفس ونجاح الفكرة ودراسة الجدوى، لأن هذا كله سيوفر عليك الكثير من الوقت والمجهود.

وتابع نصائحه التي يقدمها، داعياً الشباب إلى الاستمرار في تطوير الذات والاجتهاد، والبعد عن أعداء النجاح، فعالم ريادة الأعمال يحتاج إلى الصبر والمثابرة والصمود، مضيفاً أنّ النجاح في المجالات الرياديّة لا يأتي بين ليلةٍ وضحاها بل بمواجهة الصعوبات.

وأوضح داود أنّه يُنصح بالبدء بوظيفة، ونيل الخبرة، والادخار، مع البحث المعمّق قبل افتتاح المشروع المرغوب، والسير خطوة بخطوة فيه، بعيداً من الدخول في حلقة الدين المفرغة، والتوسّع بشكل عشوائي، واستشهد بمقولة: «الرابحون لا يتوقفون، أمّا الذين يتوقفون فيخسرون».

ولفت إلى أنّ المقولة السابقة تنطبق على ريادة الأعمال، حيث سيكون عليك دائماً إعطاء الأولوية لعملك على الاستمتاع بالحياة، ويتطلب هذا العمل هذا تصميماً وتركيزاً لا يتأثر بعوامل التشتيت، فعند بدء نشاط تجاري، لا يؤخذ في الحسبان الحصول على إجازة لمدة أسبوعين من العمل.

صفات رجل الأعمال

أوضح رائد الأعمال سعد داود أن من اهم صفات رجل الأعمال الناجح الشغف هو الجنون بشيء ما وحبه حباً شديداً، فالإنسان الشغوف دائماً يكون مُتألق وبراق، فالشغف يجعل الإنسان وقوداً لشرارة الإبداع ومُتحمس حماساً شديداً لعمله وطموحاته، ورائد الأعمال أو رجل الأعمال الناجح المُتميز هو الشغوف بحق، فهذه من أهم مُميزات رجل الأعمال الناجح، فكيف لا ينجح وهو مُبدع؟

وأضاف من أهم صفات رجل الأعمال الناجح أن يؤمن بالفكرة في ظل إحباط كثير من الناس من حوله، ومثال علي ذلك بيل غيتس ومارك زوكربيرغ، فبين موعد انطلاقة والآن سنوات أمن فيها مارك بفكرته وتمسك بها، وها هو الآن من أغني أغنياء العالم، بل وأصبحت شركة فيسبوك تُسيطر علي كثير من التطبيقات والشركات العالمية، إنه أمر مُمتاز يجب رائد الأعمال أن يؤمن به وينفذه كي يصبح رجُل أعمال بشكل حقيقي.