الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

11500 طلقة من عروض الألعاب النارية تودع الحدث العالمي الأضخم

11500 طلقة من عروض الألعاب النارية تودع الحدث العالمي الأضخم

جانب من فعاليات الحفل الختامي لإكسبو 2020 دبي.

أُسدل الستار على معرض إكسبو 2020 دبي بحفلٍ ختامي أبهر العالم، أقيم في ساحة الوصل، «القلب النابض» لأول إكسبو دولي يُقام في المنطقة، حيث أُطلقت 11500 طلقة في عروض الأسهم النارية، إلى جانب عروض متنوعة من شتى بقاع العالم، في المكان نفسه الذي أُقيم فيه حفل الافتتاح الساحر قبل 182 يوماً.

وجسّد الحفل الختامي الرحلة المذهلة التي شهدها الحدث بأكمله، كما أكدت الرسالة الختامية للحفل أن قوة الجماعة تكمن في سلوك كل فرد وقدرته على تحمل المسؤولية.

وأدى 40 عضواً من «جوقة أطفال»، ومقرّها الإمارات، النشيد الوطني للدولة «عيشي بلادي»، برفقة أوركسترا الفردوس النسائية بقيادة ياسمينا صبّاح، وأضفى نجوم الفن العالميون بينهم كرستينا أغيليرا، ونورا جونز، ويويو ما، أجواء ساحرة على المكان المُبهر، فضلاً عن وجود أكثر من 20 شاشة ضخمة كانت موزعة في أرجاء موقع إكسبو 2020 دبي، شملت المنصّات الرئيسية، وحديقة الاحتفالات، وأجنحة دول متنوعة، لتمكين الجميع من الاستمتاع بهذه العروض المدهشة.

8 فصول

وتضمّن الحفل 8 فصول فنية تحمل عنوان «العناق الأخير»، وشهد الفصل الأول وصول الشخصيات الرسمية وأداء النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، فيما شهد الفصل الثاني رسالة خالدة ألقاها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، كما ألقى رئيس الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض، جاي شول شوي كلمة أكد فيها أهمية الحدث، إضافة إلى «حفل التسليم».

وتضمنت الفصول الأخرى، فصل «وعد الغروب» الذي قدمه الفنان العالمي يويو ما، وجاء الفصل الرابع بعنوان بحر الأمم، بينما حمل الفصل الخامس عنوان «حديقة الذكريات»، أما الفصل السادس فجاء بعنوان «التأملات وقدمته الفنانة العالمية نورا جونز، وشهد الفصل السابع الختام الرسمي للحدث، بينما جاء الفصل الثامن بعنوان «ضوء الغد» وقدمته الفنانة العالمية كريستينا أغيليرا.

واصطحب الحفل ضيوفه في رحلة أخيرة، بمشاركة بطلة حفل الافتتاح الفتاة الإماراتية الشابة التي كبرت وتعلمت التواصل مع أشخاص من جميع أنحاء العالم، ولم يبق الآن سوى خطوة أخيرة لتظهر إمكاناتها الكاملة في إشارة إلى أن إكسبو دبي 2020 بمثابة القلب النابض نحو مستقبل مشرق.

وركّز العرض المقدم للجمهور في قبة الوصل المُذهلة، التي ضمت أكبر شاشة عرض بنطاق 360 درجة، على الأجيال المُقبلة، حيث يدعو «إكسبو 2020» مئات الأطفال من كل أنحاء الدولة إلى مشاهدة العجائب، بينما تتطلع الدولة إلى الـ50 عاماً المقبلة، بعد أن احتفلت بيوبيلها الذهبي أثناء انعقاد فعاليات إكسبو 2020 دبي.

عروض الألعاب النارية

وشهد الحفل الختامي، إطلاق 11500 طلقة في عروض الأسهم النارية أثناء الحفل، وتجسيداً حياً للأمواج في فصل «بحر الأمم»، فيما أدى الحفل 3 فنانين عالميين، هم يويو ما، ونورا جونز، وكريستينا أغيليرا، إضافة إلى فرق المؤدين الذي شهد مشاركة 440 محترفاً ومتطوعاً من 56 دولة حول العالم و40 طفلاً، كما شهد الحفل ابتكار 745 زياً خاصاً به.



وتزينت قبة الوصل خلال الحفل الختامي بكلمات بالخط العربي هي «عوشة والقمر»، ويعد ذلك تكريماً لقصة الشاعرة الإماراتية الشهيرة عوشة بنت خليفة السويدي.

واستمرت الاحتفالات طوال الليل، بمجموعة من العروض الرئيسية الكاملة، التي قدمها كل فنان على حدة على منصة اليوبيل ومسرح دبي ميلينيوم.

30,000 عرض

وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، قدّم فريق الفعاليات والترفيه أكثر من 30 ألف عرض في 96 موقعاً بجميع أنحاء موقع إكسبو 2020، عبر أكثر من 4000 فرد ما بين موظف ومتعاقد، وأكثر من 1000 عرض على منصة اليوبيل ومسرح دبي ميلينيوم، وأكثر من 14 ألف عرض ضمن البرنامج الترفيهي اليومي في جميع أنحاء موقع إكسبو 2020، و1958 عرضاً من الجهات المشاركة الدولية، و3700 عرض لفرقة العيالة الإماراتية، و1571 عرضاً ثقافياً، و875 ظهوراً لشخصيات «إكسبو 2020 دبي»، و364 عرضاً للبيانو الطائر.

500 فعالية ضمن برامج الأطفال والشباب

كما قدم أكثر من 13 ألف موسيقي في مناطق إكسبو 2020 وساحاته 500 فعالية ضمن برامج الأطفال والشباب والعائلات، وأكثر من 3000 عرض في ساحة الوصل على مدى 182 يوماً، بما في ذلك الأيام الوطنية والفخرية والعروض الغامرة والعروض الحية الخاصة.

بداية رحلة جديدة

وقال الرئيس التنفيذي للفعاليات والترفيه بـ«إكسبو 2020 دبي» طارق غوشة، «عندما رحب المعرض بالعالم لأول مرة عبر بواباته كان معلوماً أنه سيأتي اليوم الذي سيضطرون فيه إلى الوداع، ورغم ذلك، وبعد 6 أشهر من إكسبو اتضح لهم بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا ليس وداعاً بقدر ما هو بداية لرحلة جديدة تلك الرحلة التي شاركوها، والروابط التي أقاموها، والتحديات التي تغلبوا عليها.. والتجارب التي مررنا بها ستكون دوماً جزءاً منا، وتلك اللحظة الأخيرة ستكون هي الانطلاقة التي ستدفع بنا نحو فصل جديد من فصول حياتنا».



وأكد أنه منذ اليوم الأول، أدرك القائمون عليه أن المعرض أكثر من مجرد حدث أو فعالية، وبصفته أول حدث ضخم يحدث بعد بداية الجائحة، شكّل إشارة التنبيه التي أعلنت للعالم أهمية الاجتماع معاً والتأقلم مع هذا الواقع الجديد، مضيفاً حتى في الأوقات التي عادت فيها الجائحة بشكل أثار مخاوف جديدة، نهضنا لمواجهة التحديات دون المساس بنزاهة وجودة وسلامة كل ما قدمناه، لذا كانت أبوابنا المفتوحة دائماً رمزاً للإصرار والمثابرة الإنسانية وتحقيق الإنجازات في مواجهة الصعاب، بقوة التعاون واستخدام معارفنا الجماعية وكوننا منصة للتعبير عن الثقافة العالمية، تمكنا من تقديم أفضل عرض على وجه الأرض على مدى 182 يوماً».

واستكمل: «تمكنا معاً من رفع المنافسة ووضع معيار جديد للفعاليات الضخمة، معيار ارتقى عن تقديم الترفيه فقط من أجل الترفيه، لكنه يجسد أيضاً قصة نمو الإنسان، وتأقلمه وتقدمه وانتصاره، وفي نطاق موقعنا، تفننا في تقديم تجارب متقدمة تخاطب عقول زوارنا وحواسهم ومشاعرهم عبر سرد القصص التي تتميز بعالميتها وقربها الشخصي من الناس على حد سواء للدرجة التي تمس بها قلوب الجميع».

تميّز وتشابه

وقال المخرج الإبداعي التنفيذي في «إكسبو 2020 دبي» آمنة بالهول: عندما بدأنا الرحلة نحو إكسبو، كان أحد الأهداف الرئيسية هو مشاركة قيم دولة الإمارات العربية المتحدة وثقافتها مع العالم أجمع، وأردنا أخذ القصص التي توارثتها الأجيال بين العائلات والأصدقاء لمشاركتها مع الملايين من زوارنا على اختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم وتوجهاتهم، ولقد عرفنا أن في قيامنا بذلك لم يقتصر عملنا فقط على عرض الجمال الفريد الذي تتميز به الثقافة الإماراتية، بل تبين أيضاً مدى تشابهنا جميعاً، وأنه على الرغم من آلاف الأميال التي تفصلنا عن بعضنا، أو اللغات المختلفة التي نتحدث بها، فإننا نتشارك جميعاً الآمال والقيم العالمية نفسها».

وأضاف: «الآن بلغنا نهاية إكسبو 2020 دبي، فقد أصبح الأمر جلياً لي، أننا جميعاً تعلمنا الكثير من بعضنا، وعلى الرغم من أن هذا هو أول إكسبو دولي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، إلا أنه كان أيضاً الأكثر عالمية من بين جميع فعاليات إكسبو الدولية في التاريخ، حيث سنحت الفرصة لعدد لا حصر له من الدول لمشاركة جمالها ومواهبها الفريدة مع عدد هائل من الزوار يومياً، ويمثل حفلنا الختامي تتويجاً للذكريات التي شاركناها والناس الذين عملوا على جعلها أمراً ممكناً والإنجازات المذهلة التي حققناها معاً، وبينما نشعر دائماً بمرارة الفراق، نجد أيضاً الكثير من الحماس والفرحة في بداية أي شيء جديد».

وأكدت أن النموذج الإماراتي شكّل في المواجهة والتعامل مع الجائحة كلمة السر في نجاح الحدث، فعلى الرغم من ظهور متحور «أوميكرون» الذي اجتاح العالم خلال انعقاد المعرض، فإن وتيرة الزيارات والفعاليات حافظت على نسقها التصاعدي؛ بفضل الثقة الكبيرة بالمنظومة الصحية في دولة الإمارات، وبكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أمنت سلامة الجميع، إضافة إلى المرونة والاحترافية العالية التي أظهرتها كافة القطاعات الأخرى، وأسهمت بدورها في نجاح الحدث.