الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

سفير الإمارات في مسقط: علاقاتنا مع السلطنة في أفضل أحوالها

سفير الإمارات في مسقط: علاقاتنا مع السلطنة في أفضل أحوالها

السفير الإماراتي في مسقط محمد سلطان السويدي (من المصدر)

قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مسقط محمد سلطان السويدي، إن العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان في أفضل أحوالها، مؤكداً أن قيادة البلدين تحرص على تنمية وتطوير ما بينهما من مصالح استراتيجية عميقة، نظراً لما يجمعهما من علاقات ضاربة في أعماق التاريخ.

ولفت السويدي إلى أن الاستثمارات الإماراتية في السلطنة تأتي في المركز الأول على الصعيدين العربي والخليجي، والثالث عالمياً، بحجم استثمارات يقارب 5 مليارات ريال عماني، مشيراً إلى أنها ترتكز على الجوانب غير النفطية، مثل الصناعات التحويلية والسياحة، فيما تأتي الإمارات في صدارة الدول المستقبلة للاستثمارات ورؤوس الأموال العمانية،بـ25% أي نحو 540 مليون ريال عماني.

وأكد أن المستقبل يحمل الكثير من المبشرات في شأن مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي وصلت لمستوى متميز للغاية من التقارب يدلل عليه مستوى التنسيق الإماراتي العماني على أعلى المستويات.


وفيما يلي نص الحوار:


* كيف تصفون العلاقات العمانية الإماراتية؟

في البداية أتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات للسلطان هيثم بن طارق بمناسبة ذكرى العيد الوطني الواحد والخمسين، إذ تأتي هذه الذكرى والسلطنة تخطو بخطوات واثقة نحو مزيد من التنمية والتطور، وهو أمر بطبيعة الحال خلفه جهود عظيمة من القيادة العمانية، والتي لا تدخر جهداً في سبيل الارتقاء بهذا البلد الطيب.

مما لا شك فيه أن قيادة البلدين تولي اهتماماً خاصاً بتنمية وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، لما له من تداعيات إيجابية على مستويات المعيشة والنواحي التنموية في البلدين، وعليه فإن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مستويات متقدمة في جميع المجالات، ولا سيما على الصعيدين الاستراتيجي والاقتصادي.

وكما يعلم الجميع، فإن البلدين بينهما شكل استثنائي من العلاقات، على المستويين التاريخي والاجتماعي، هذه العلاقات مدفوعة بوعي قيادي فريد لدى الجانبين بأهمية تلك الروابط والعمل على الحفاظ عليها وتنميتها، ومن هنا فإننا في البعثة نعمل بكل إخلاص على ترجمة توجيهات قيادة الدولة الإمارات إلى أفعال تتحقق في الواقع، من تواصل دائم ومستمر مع أشقائنا في سلطنة عمان في شأن تنمية العلاقات المشتركة، وتذليل العقبات التي قد تعترض مسيرة العلاقات المباركة بينهما، وقد أسفر عن تلك الجهود العديد من القرارات والقفزات الهامة، انعكاساً مهماً للتواصل المستمر بين المسؤولين الإماراتيين وأشقائهم العمانيين، على جميع الأصعدة الحيوية، السياسية والاقتصادية والمجتمعية والثقافية، وبمشيئة الله سوف تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الجهود للحفاظ على المستوى المتقدم الذي وصلت إليها العلاقات بين الإمارات وسلطنة عمان.

* ما هي عمان بالنسبة للإمارات في ظل هذا المناسبة؟

من المؤكد أن قيادة البلدين تحرص على تنمية وتطوير ما بينهما من مصالح استراتيجية عميقة، نظراً لما يجمعهما من علاقات ضاربة في أعماق التاريخ، فما بين شعبَي البلدين من علاقات نَسب ومصاهرة وقرابة الدم والأرحام وامتدادات عائلية وقبلية، تعزز من أهمية السلطنة بالنسبة للإمارات.

وعليه، فإن السلطنة تشكل أهمية استراتيجية متنامية بالنسبة للإمارات، وحاضرة بعمق في رؤى وتصورات القيادة الإماراتية. لما تمثله عُمان من عمق على المستويات الجيوسياسية للدولة، وهي لمحة تؤكدها القيادة الإماراتية في كل وقت وحين، وتقدرها أيما تقدير.

وبطبيعة الحال فإن ما يجمع البلدين من علاقات مجتمعية، وكذلك المصالح الاستراتيجية شكلت أهمية عظيمة للعيد الوطني العماني لدى الإماراتيين، وعليه فإن السفارة تهتم بصورة كبيرة بالمشاركة الفاعلة في هذه المناسبة بالتواصل الودي مع المسؤولين العمانيين لتهنئتهم بالعيد الوطني العماني، كما شاركت السفارة من قبل في أكثر من فاعلية عمانية إماراتية مشتركة بهذه المناسبة العزيزة، من خلال مؤسسات أهلية في البلدين.

ونود أن نشير هنا إلى أن المشاركة في الفعاليات المرتبطة بالعيد الوطني العماني مرهون بما تحدده الجهات المختصة العمانية، نظراً لظرف جائحة كوفيد-19، ولكن على أي حال نحن مشاركون وجدانياً وفعلياً في تلك المناسبة العزيزة على قلب كل إماراتي.

* كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

عملت قيادة البلدين باستمرار على تشكيل رؤى وتصورات عملية بشأن مستقبل العلاقات المشتركة، ولا سيما ما سينعكس بالإيجاب على النواحي الاقتصادية والاستثمارية، وبطبيعة الحال سيكون له أيضاً تأثير إيجابي مباشر على أوضاع شعبَي البلدين الشقيقين، المجتمعية والمعيشية، وقد بذلت وزارة الخارجية والتعاون الدولي جهوداً عظيمة في تسهيل عملية التواصل بين مسؤولي البلدين المعنيين بالنواحي الاقتصادية والتجارية، كما أن البعثة في مسقط تحرص على التواصل الدائم مع المسؤولين العمانيين، لنقل وجهات النظر وتبادل التصورات بشأن العمل على تطوير هذه العلاقات، وتذليل العقبات أمامها.

وعلى وقع تنامي العلاقات الاستراتيجية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، فإن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات وسلطنة عمان، نما بصورة متسارعة خلال العقد الماضي بمقدار 5 أضعاف، ولم يتوقف النمو بينهما ليسجل نحو 9.8 مليار دولار في 2017، ثم 12.5 مليار دولار. في 2018، ثم ارتفع إلى 13.1 مليار دولار في 2019، بحسب البيانات الرسمية لوزارة الاقتصاد الإماراتية.

* كم تبلغ الاستثمارات في كلا الطرفين؟

الاستثمارات الإماراتية في السلطنة تأتي في المركز الأول على الصعيدين العربي والخليجي، كما تحتل الاستثمارات الإماراتية المركز الثالث على قائمة دول العالم، بحجم استثمارات يقارب 5 مليارات ريال عماني، ومن الأمور اللافتة أن معظم الاستثمارات الإماراتية ترتكز على الجوانب غير النفطية، في القطاعات المستهدفة من قبل الدولة العمانية لتنويع الاقتصاد، مثل الصناعات التحويلية والسياحة وغيرها من القطاعات غير النفطية، وهو أمر يشكل أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد العماني.

على الجانب الآخر، الإمارات تأتي في صدارة الدول المستقبلة للاستثمارات ورؤوس الأموال العمانية، وتستحوذ الإمارات على 25% من الاستثمارات العمانية في الخارج أي نحو 540 مليون ريال عماني تقريباً، وهو أمر له دلالات مهمة للغاية، ويشير إلى مدى الثقة التي توليها كل من الإمارات وسلطنة عمان إحداهما الأخرى.

* ما مستقبل العلاقات؟

بعون الله وبفضل جهود قيادة البلدين، فإن المستقبل يحمل الكثير من المبشرات في شأن مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي وصلت إلى مستوى متميز للغاية من التقارب يدلل عليه مستوى التنسيق الإماراتي العماني، وما نشهده ونتطلع إليه من تنسيق وتبادل في الرؤى والتصورات بشأن قضايا المنطقة الحيوية، وهو تنسيق وحوار متواصل وعلى أعلى المستويات، بما يحفظ أمن البلدين وسيادة أراضيهما ومصالحهما.

* في العيد الوطني الـ51، ما الكلمة التي تودون توجيهها؟

أود- ونحن نحتفل بالعيد الوطني العماني- أن أعبّر عن سعادتي بالتواجد معكم في ظلال هذه المناسبة المجيدة، وكذلك أُطمئن جميع إخواني العمانيين وأشقائهم الإماراتيين، بأن العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان في أفضل أحوالها، بفضل حرص قيادة البلدين على تنمية وتطوير ما بينهما من علاقات متميزة، مدفوعة بحرص بالغ على الحفاظ على ما بين شعبَي البلدين من وشائج القربي وصلات القربى.

كما أحب أن أكرر التهنئة والتبريكات، إلى السلطان هيثم بن طارق.

كل عام والسلطنة بخير تحت قيادته الحكيمة، والشعب العماني في أفضل حال، منعماً في ظلال من الرخاء والأمن، ونسأل الله أن يديم على شعبَي السلطنة والإمارات نعمة الأخوة والمحبة.