الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

رائدة الأعمال مريم عيسى: نجاح المشاريع يأتي بالمثابرة و«التجارة لا تعرف الحظ»

رائدة الأعمال مريم عيسى: نجاح المشاريع يأتي بالمثابرة و«التجارة لا تعرف الحظ»

مريم عيسى.

أكدت رائدة الأعمال الإماراتية مريم عيسى صاحبة مشروع «لبان وعود»، أنّ مفاتيح النجاح تكمن في المثابرة وعدم اليأس واغتنام الفرص وصنعها والتعلم المستمر، واستحضار المستقبل والمرونة وتقبل النقد البناء، ومخالطة أصحاب العلم والخبرة بالمجال، وغيرها من الاعتبارات، ففي التجارة «لا تترك أمرك للحظ»، مؤكدة ضرورة تطبيق الدراسة والتخطيط في المناهج الجامعية إلى نماذج عملية وواقعية واختبارها إلى أن يتم النجاح.

وأضافت لـ«الرؤية»، أنها مرت بأمور يومية قد تكون روتينية، لكنها أنشأت تحليلاً خاصاً لمجتمع، يمثل بيتها جزءاً منه، وأوضحت أنّ الفضول بدأ، وولد الشغف، وأصبح لها ذوق خاص بهذا المجال، إذ بدأت بجمع الأعواد والأدهان وكانت لها تجارب في الطيب، واستطاعت تحويل حلمها إلى حقيقة مع أول عروس «زبونة»، حيث أشرفت مريم على أمور لدى هذه العروس، من مقتنيات الجهاز ومتطلبات الضيافة من طيب وهدايا، فكان لهذه العروس الفضل في إطلاق براند «لبان وعود»، وإكراماً لها أطلق على المنتج الذي اختارته لزفافها باسمها «لبان المنى المعطر» - بحسب كلامها.



الاسم والألوان

ذكرت عيسى أن هوية مشروعها من أهم أولوياتها، لأنه البصمة التي من خلالها يتعرف الجمهور على علامتها في السوق، مشيرة إلى أنها أطلقت اسم «لبان وعود» على مشروعها، لأنها ترى أن العالم يعيش حالياً في عالم رقمي، والزبون بطبيعته يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كمحركات بحث، متسائلة: هل يوجد ما هو أفضل من اسم لبان وعود لمشروعي؟

وأكدت أن هذا الاسم يعكس المنتج ويسهل على الزبون الوصول لمتجرها ليجد مبتغاه، فلا يبقى عليها إلا أن تطبع هذه الهوية أو العلامة في ذاكرته، وهنا يكمن سر اختيارها ألوان علامتها التجارية، وهو السؤال الذي تكرر من زبائن كثر، فكانت الإجابة ببساطة أن اللون الأصفر يرمز للبان المعطر (أول منتج لها)، والأسود يرمز للعود، وبالتالي الأصفر واللبان يعكسان دلالة عاطفية، وهي أن المنتج نتج عن شغف وصنع بحب وهدفه بعث السرور، والأسود والعود، يدلان عن الجودة والثبات والقوة.

وأوضحت أن الجودة هي وعد ثابت من المشروع للزبائن، حيث منتجات المشروع تتخطى توقعات الزبون، لافتة إلى الثبات على العادات والتقاليد والمساهمة في نشر ثقافة الطيب كخدمة مجتمعية، وتعريف العالم بهوية الإمارات العطرية، أما القوة فهي ثلاثية كالعجلة الدافعة للتطور الدائم والتغيير للأفضل، الأولى هي قوة التنافسية، والثانية تتمثل في الرضا عن الخدمة والمنتج، والثالثة هي قوة المصدر أو سلسلة التوريد إلى المشروع.



دعم وتسويق

وأشارت سيدة الأعمال الإماراتية إلى دعم حكومتها الرشيدة، التي مكنتها بفضل قوانينها من الدخول لعالم الأعمال، إضافة إلى دعم زبائنها فهم السبب في انتشار سمعة ومكانة «لبان وعود»، وهم المحرك الاقتصادي لعلامتها التجارية، إلى جانب زملائها في المجال الذين أخلصوا لها بالدعم والنصيحة، ووصفتهم بغرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مؤكدة دور أسرتها وعائلتها في توفير الدعم المادي والمعنوي فكانوا هم «بداية البداية» - وفقاً لها.

وعن عملية التسويق لأعمالها، قالت عيسى إنّ «لبان وعود» تتبعه منصات إلكترونية مباشرة، كالموقع الإلكتروني وحسابات في منصات السوشيال ميديا، وأخرى غير تابعة لها كمواقع المؤسسات التي تجمعها بهم شراكات وعقود، وإنها تعمل حالياً مع منصة «نون» الإلكترونية لإدراج «لبان وعود» قريباً في المنصة، منوهة بأنها تعمل جاهدة لوجود علامتها التجارية في معرض «إكسبو 2020 دبي» طوال شهري فبراير ومارس.

تنوع المنتجات

وذكرت رائدة الأعمال المواطنة أنّ المنتجات في مؤسسة «لبان وعود» متنوعة لتلبية احتياجات الزبائن اليومية، وهي اللبان الحوجري، والمعطر، والأعواد الطبيعية من مختلف غابات وبلدان العود، والأعواد المعطرة مختلفة الاستخدامات، والأعواد الذكية بمختلف أشكالها، والمعمول، وأدهان العود الفاخرة وعالية الجودة، والخلطات المميزة، وأدهان الورد كدهن الورد الطائفي، إضافة إلى ماء العروس المستخدم لاستخلاص الورد الطائفي، والزعفران بنوعيه الفاخرين الكشميري والإيراني، علاوة على توفير إكسسوارات ولوازم التطيب كالفحم والمباخر وغيرها.

وترى أن الفترات التي تتزايد فيها نسبة الطلبات، هي مواسم الأعياد والأعراس ورمضان، موضحة أنهم يؤمنون بشكل خاص في «لبان وعود» بأن للزبائن شرائح تقسم على أمور عدة: «شهيتهم للتطيب»، و«القدرة المالية»، و«الوعي عند الشراء»، فتكون هناك خطط تسويقية على مدى السنة تلائم كل شخصية وفئة.



التلاؤم البيئي

وأشارت مريم إلى أن بساطة التصميم تبرز الفخامة، وهذا يميز منتجاتها عن الآخرين، لافتة إلى الاهتمام بالمواد الطبيعية، مرجحة التلاؤم البيئي في اختيار منتجاتها، بمعنى أن تخدم العلبة الواحدة منتجات متعددة، وبالتالي تقليل المخلفات التشغيلية للمنتجات، وكذلك التحول من العلب البلاستيكية إلى المعدنية والزجاجية، لتسهيل إعادة الاستخدام أو التدوير، منوهة بالمردود المالي لهذه المبادرة من ناحية تخفيف التكاليف، فضلاً عن الحفاظ على البيئة.

وأضافت: «يغلبني الرضا والامتنان لله على هذه المحبة والتوفيق والسداد من المجتمع، فلم يقتصر الثناء على الأفراد، بل انضمت المؤسسات لتكرمنا وتكرم جهودنا بشهادات التقدير، كمجوعة الاتحاد للطيران، والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، ومؤسسة دبي للإعلام.. وكل هذا في عامنا الأول فقط».

تحديات ونصيحة

وأكدت مريم أنها كمؤسسة ومديرة عامة لـ«لبان وعود»، ترى أن التحديات تعتبر شيئاً صحياً لكل تجارة وعمل، ومن خلالها يكون اختبار الجاهزية للتغيير واكتساب الدروس المستفادة، حيث أطلقت مشروعها في زمن كورونا، وهذا في حد ذاته دورة تدريبية مكثفة واختزال لسنوات من التجارب في عام واحد.

ووجهت نصيحة للشباب المقبلين على مشروع جديد برسم خريطة واضحة استباقياً، لأنها ستحقق فائدة عند الخوض في مجال ريادة الأعمال.