الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

محللون أتراك: زيارة أردوغان للإمارات تحقق مكاسب مشتركة

محللون أتراك: زيارة أردوغان للإمارات تحقق مكاسب مشتركة

جناح تركيا في إكسبو 2020 دبي.

أكد محللون سياسيون أتراك، أن زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ستدفع نحو مزيد من توطيد العلاقات مع الإمارات، وهو ما سيترتب عليه الكثير من المنافع لكلا الدولتين، وللإقليم بشكل عام، وستحقق مكاسب مشتركة للجانبين، اقتصادية وسياسية.

كما أشاروا لـ«الرؤية» إلى أن هذا التقارب الإماراتي التركي سيكون سبيلاً لتقارب تركيا مع عدد من الدول في المنطقة، خلال الفترة المقبلة.

أهمية قصوى

وقال المحلل السياسي التركي يوسف أوغلو «زيارة الرئيس أردوغان للإمارات تأتي في سياق الدعوة الموجهة له من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتعزيز أواصر التعاون المشترك».

وأضاف «هذه الزيارة تحمل أهمية قصوى، خاصة أن تركيا عملت على استعادة علاقتها مع الإمارات، ووجهت الدعوة للشيخ محمد بن زايد، لزيارة تركيا، وبعد الزيارة التي قام بها لتركيا في نوفمبر الماضي، تأتي زيارة أردوغان رداً على هذه الدعوة، وما تشمله هذه الزيارة من توقيع بعض الاتفاقات الثنائية المهمة، خصوصاً في المجال الاقتصادي».

وقال «الإمارات تعد أهم شريك عربي يستثمر في تركيا، والعلاقات التجارية الاقتصادية في نمو متزايد، والعلاقات الاقتصادية مستمرة بقوة، فالإمارات تعد من القوى الاستراتيجية المهمة في العلاقات الاقتصادية البينية مع تركيا، وبالتالي تعزيز أواصر هذه العلاقات تدخل ضمن أطر هذه الزيارة».

زيادة التبادل التجاري

وأردف قائلاً: «الإمارات وعدت في آخر زيارة لتركيا، بأن تخصص 10 مليارات دولار من أجل الاستثمار في تركيا، وسيكون ذلك في إطار صندوق سيتم تأسيسه، وتعد الإمارات رابع دولة مع تركيا في التعامل والتبادل بالعملات المحلية الثنائية، كما أن هناك توجهاً قوياً من قبل تركيا، لأن تكون الإمارات شريكاً اقتصادياً مهماً في المشروعات الاستثنائية المميزة في تركيا، والإمارات أيضاً ستستفيد من تركيا في مجال الصناعات الدفاعية، ومن المتوقع أن يتم توقيع بعض الاتفاقات في هذا المجال، والاستفادة من خبرة تركيا الصناعية الدفاعية في منظومات الأسلحة المصنعة تركيّاً».

واستطرد قائلاً: «هناك توجه قوي وحقيقي لزيادة التبادل التجاري بين تركيا والإمارات، وأيضاً تعزيز أطر التعاون الاقتصادي، وفتح مجالات للشركات التركية في مجال البنية التحتية، للاستثمار والعمل داخل الإمارات.

التغيرات في المنطقة

ومضى يقول «يجب ألا ننسى أن التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، تلقي بظلالها بقوة، على أن يكون هناك دائماً تغيير إيجابي في العلاقات السياسية، بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان، حيث حرصت دول الخليج وخاصة الإمارات، على تعزيز أمنها القومي، وبالتالي كان اللجوء لتركيا كصمام أمان، ودولة إقليمية كبرى لها دور متنامٍ في تعزيز الأمن القومي، ولا ننسى أنه قبل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لتركيا، كانت هناك زيارة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني لتركيا، ثم جاءت زيارة الرئيس أردوغان لتدعيم العلاقات بين البلدين، والتركيز على الملفات المشتركة، ولعل من أهمها العلاقات الاقتصادية المتنامية، واحترام السيادة لكلتا الدولتين، وأيضاً تعزيز ما يسمى الدفاع عن الأمن القومي لكلتا الدولتين، وبالتالي ينعكس ذلك إيجابياً».

كما لفت إلى أن هذه الزيارة لها دلالات كبيرة في هذه المرحلة تحديداً، ليس من خلال العلاقات الثنائية فقط، بل أيضاً العلاقات الإقليمية، فتعزيز العلاقات مع الإمارات ربما سيتبعها علاقات إيجابية مع دول أخرى كالسعودية والبحرين، موضحاً أن تركيا جادة الآن في أن يكون هناك استعادة لحميمية هذه العلاقات، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية.

توقيع بعض الاتفاقات

وتوقّع أوغلو، من زيارة الرئيس أردوغان، أن يتم استكمال توقيع بعض الاتفاقات في المجالات البنكية والمالية والطاقة، وأيضاً في التعاون الاستثماري والتجاري، وكذلك العسكري والسياسي، ومن المتوقع أن تكون هذه الزيارة داعمة لفتح آفاق شراكات استراتيجية إماراتية - تركية، على مستوى الدول الأخرى، وقال: «لا ننسى أن الإمارات بوابة مهمة لإعادة التصدير لكثير من دول المنطقة، فدبي وجبل علي مركز مهم في هذا المجال، أيضاً هناك اهتمام كبير أن يكون هناك دور بنّاء وتعامل بشكل إيجابي في جميع الملفات الثنائية».

زيارة مهمة للغاية

أما مدير مركز أورسام لدراسات الشرق الأوسط بتركيا، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول، الدكتور أحمد أويصال، فقال «زيارة الرئيس أردوغان للإمارات مهمة للغاية، لأن تركيا تحتاج لتفاهم وتواصل وتعاون أكثر مع بلاد المنطقة، خاصة أن تركيا دولة جارة للدول العربية، وهم أشقاء لها، لذا فالجميع يحتاج إلى حوار إقليمي، وبحث عن حلول إقليمية للمشكلات الإقليمية، وهذا ما تريده تركيا عندما مدت يدها للإمارات والسعودية ومصر، وكان رد الإمارات إيجابياً للغاية».

وأضاف في تصريحات خاصة «البعد الاقتصادي مهم للغاية في العلاقات التركية الإماراتية، وزيارات سابقة كرست ذلك، وهذه الزيارة ستشهد تقدماً أكبر في العلاقات بين تركيا والإمارات، خاصة أن أردوغان سينفذ ويوقع مشروعات واتفاقات وقرارات أكثر، وهذا سيقوي الحوار والاستقرار في المنطقة».

المصالح المشتركة

بدوره قال المحلل السياسي التركي جودت كامل «عودة العلاقات الإماراتية - التركية كانت مبعث سرور الجميع، لأن فترة التوتر بين البلدين لم تكن طبيعية، حيث يجمعهما الدين والثقافة والتاريخ والجغرافيا».

وقال في تصريحات خاصة «هناك عوامل داخلية وخارجية أدت إلى التصالح بين البلدين، لكن المصالح المشتركة كانت أقوى من هذه العوامل، فتركيا تمر بمرحلة اقتصادية حرجة، حيث تضاعف سعر الدولار خلال سنة، نتيجة الانكماش الاقتصادي التركي، لذا فعودة العلاقات مع الإمارات ستنقذ انهيار اقتصاد تركيا، فتحسن الاقتصاد التركي سيؤثر في داخل تركيا وخارجها إيجابياً».

وتابع قائلاً «الاتفاقات التي سيتم توقيعها في زيارة الرئيس أردوغان الإمارات، ستؤثر على العملية التجارية في الشرق الأوسط بشكل كبير، وذلك في ظل توقيع اتفاقات سابقة خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، تركيا، نوفمبر الماضي، منها اتفاقية تبادل المعلومات المالية في سياق مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، حيث ستوفر الأمن والأمان في المنطقة، وهذا مهم للغاية للتجارة، إلى جانب اتفاقية تعاون إداري وشراكة في الشؤون الجمركية بين تركيا والإمارات، وهو ما سيعطي فرصة لرجال الأعمال للبلدين لسهولة التصدير والاستيراد لبضائع الدولتين».

وأردف قائلاً «عودة العلاقات الإماراتية - التركية ستؤثر في الملف الليبي، والبحر المتوسط، وإيران، وسوريا، حيث السياسة الخارجية للبلدين متقاربة جداً في هذه الملفات».

علاقات إيجابية وسليمة

كما قال المحلل السياسي التركي، معين نعيم «زيارة الرئيس أردوغان الإمارات، هي أحد أهم نتائج حملة إعادة ترتيب العلاقات الدولية التركية، خاصة في الإقليم، وتأتي زيارة الإمارات في إطار هذا النهج، خاصة أن الخلاف بين الجانبين كان في كثير من الملفات، ويبدو أن الدولتين تسعيان بشكل واضح لتذليل العقبات وتسهيل المشكلات».



وقال في تصريحات خاصة «من المتوقع أن تفضي الزيارة إلى علاقات إيجابية وسليمة بين الدولتين، وإن حدث ذلك سيستفيد الطرفان سياسياً واقتصادياً، خاصة أن الطرف التركي يعد لاعباً أساسياً ومهماً في العديد من قضايا المنطقة الإقليمية، مثل سوريا، وليبيا، الصومال، وغيرها، وكذلك تركيا ستستفيد على البعد الاقتصادي من الإسناد والدعم الإماراتي لها، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها المنطقة ومنها تركيا».

وتابع قائلاً «نتائج هذه الزيارة ستكون إيجابية، ومن المتوقع توقيع عدد من الاتفاقات خلالها، منها اتفاقات اقتصادية وأمنية وسياسية، ومن المتوقع أن تُبرم ويُجرى توقيعها خلال الشهور القليلة المقبلة، بناء على نتائج هذه الزيارة».

وأردف قائلاً «الإمارات وتركيا أحد أهم الأقطاب في المنطقة، والتوافق في كثير من الملفات، سيؤثر إيجاباً على كل ملفات المنطقة، ومن الطبيعي عندما يحدث هذا التقارب، فإنه سيؤثر على هذه الملفات بشكل إيجابي، سواء كان في تسريع الحلول، أو طرح المبادرات المشتركة إقليمياً، وفي المنطقة العربية، خلال الفترة المقبلة».

وأشار إلى إن هذا التقارب الإماراتي - التركي، الذي سيترتب على زيارة الرئيس أردوغان، سيترتب عليه تقارب تركي مع عدد من الدول في المنطقة، مثل السعودية ومصر وغيرهما، لأن التقارب الإماراتي - التركي، سيشجع هذه الأطراف، ويسهل مهام فرق العمل بين هذه الدول، للتقارب التركي معها، وأيضاً قد يكون هناك ملفات أو مشروعات مشتركة في المنطقة لدعم حلول وتقديم مبادرات إقليمية.

قال المحلل السياسي التركي بوستات جميل أوغلو «الإمارات وتركيا دولتان مهمتان في المنطقة، وكان هناك منذ 8 سنوات شبه انقطاع في العلاقات السياسية بينهما، وهذا لم يكن في صالحهما، اقتصادياً وأمنياً وجغرافياً، وبعد هذه الفترة هناك بدايات تقارب بين الجانبين، خصوصاً بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والآن زيارة أردوغان للإمارات، تعطينا مؤشراً أنه سيكون هناك تعاون اقتصادي ملموس، إلى جانب الاتفاقات العسكرية والأمنية».

وقال «لا ننسى أن العالم وخصوصاً الشرق الأوسط يمر بأزمات كبيرة، وهذا التقارب الإماراتي التركي سيصب في مصلحة الدولتين، في ظل ما هو موجود في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن تركيا تأمل تحقيق مزيد من التعاون الاقتصادي مع الإمارات في ظل ما تواجهه من أزمات في الجانب الاقتصادي».

وتابع قائلاً «التقارب الإماراتي التركي يترتب عليه تقارب بين تركيا ودول أخرى في المنطقة، كالسعودية ومصر، وستكون هناك زيارات بين تركيا وبين السعودية ومصر، خلال الفترة المقبلة، وهذا سيدفع نحو مزيد من الازدهار في المنطقة».

ولفت إلى أن الظروف غير المستقرة في المنطقة، تعطي دفعة لاستغلال واستثمار هذا التقارب الإماراتي - التركي لصالح الدولتين، موضحاً أن الحوار بين تركيا والإمارات سيحسن العلاقات بينهما خلال الفترة المقبلة، ويحقق نتائج ملموسة، ستنعكس على المنطقة.