الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

مترجمون: العمل في «إكسبو» فرصة ذهبية للمستقبل

مترجمون: العمل في «إكسبو» فرصة ذهبية للمستقبل
«تجمَّعَ فيه كلُّ لِسنٍ وأمةٍ.. فما يُفهِمُ الحُدّاثَ إلا التراجمُ»، بهذا البيت الذي قاله أبو الطيب المتنبي، لخّص لسان حال مترجمين التقتهم «الرؤية» وجودهم في إكسبو 2020 دبي، مؤكدين أن دبي منصة عالمية تلتقي فيها الثقافات والحضارات، وأن إتقانهم لغات عدة أهّلهم للعمل في الحدث العالمي الذي كان مناسبة الفرصة لصقل مهاراتهم اللغوية، وتقوية سيرهم الذاتية، مقابل عوائد مجزية، مشكّلاً نقلة نوعية في حياتهم المهنية.

وأشار مترجمون من غير العرب إلى أن كثيراً من الزوار يتفاجؤون بمهاراتهم في لغة الضاد، مبينين أنهم ترشحوا للعمل في أجنحة بلادهم في إكسبو 2020 كونهم يتحدثون لغات عالمية، ومنها العربية، وأن العمل في الترجمة مربح جداً، خصوصاً في الدول غير الناطقة بالعربية، إذ تؤهلهم للعمل في وظائف مرموقة في السفارات العربية لدى بلادهم أو في سفارات بلادهم لدى العالم العربي، برواتب جيدة جداً.

ليبيّة في الجناح الإيطالي

وأكدت أمل كريوي، مترجمة في الجناح الإيطالي، أنها من ليبيا، ووُلدت في مدينة ميلانو الإيطالية، حيث تلقت تعليمها الدراسي الأساسي كاملاً، وهناك اكتسبت اللغة الإيطالية وأجادت الإسبانية، إلى جانب لغتها الأم التي تتحدث بها في المنزل مع أسرتها.



وأضافت أنها انتقلت في المرحلة الثانوية إلى لندن مع أسرتها، وأكملت دراستها الجامعية هناك، ما جعل تواصلها باللغة الإنجليزية يضاهي الإيطالية والعربية.

وبيّنت أنها تقيم في دبي مع أسرتها منذ 3 أعوام، وانضمت إلى الجناح الإيطالي بعد أن سمعت بحاجته لمترجمين عرب، فتقدمت للوظيفة وقُبلت على الفور، لتعمل مترجمة أمام الوفود العربية والعالمية والزوار.

وحول اختيارها العمل بهذه المهنة، قالت إن اللغات بحد ذاتها ليست مجرد كلمات، بل تتعدى ذلك لتكون طريقة تفكير وثقافة، كما أنها تفتح آفاقاً واسعة أمام من يجيدها، لافتة إلى تزايد الإقبال على دراسة اللغات والترجمة، وخصوصاً في دبي كونها مدينة عالمية تجمع جاليات من مختلف دول العالم، ولهذا فرص عمل المترجمين قوية، نظراً لكثرة الشركات العالمية والفعاليات، كما أنها مهنة مربحة، ولا تتطلب رأس مال كبيراً، ويتجاوز أجر المترجم 10 آلاف درهم فما فوق.

وعن المواقف التي تتعرض لها، أوضحت أنها محجبة، وعندما تتحدث الإيطالية يتفاجأ الزوار بطلاقتها، وتكون ردة فعلهم مليئة بعلامات الاستفهام، معتقدين أنها إيطالية مسلمة ليست عربية.

40% مفردات عربية في كازخستان

يلاحظ زوار جناح كازخستان في إكسبو 2020 وفرة المترجمين الكازاخيين الذين يتحدثون اللغة العربية بطلاقة، ومنهم المترجمة «نازم بيبي شينوا» التي بدأت قصتها مع دراسة اللغة العربية، بنصيحة قدمها لها عميد الجامعة التي درست بها، مضيفة أنها لم تتردد في الموافقة كون اللغة العربية قريبة للغة وطنها، ويوجد مفردات من اللغة العربية مستخدمة في اللغة الكازاخستانية بنسبة 40% كما أن الثقافة بينهم متشابهة جداً.



وأوضحت أن إدارة الجناح في إكسبو تواصلت مع الجامعة التي درست بها، وطلبت توفير متحدثين باللغة العربية، فترشحت للشاغر، رغبة في أن تكون واجهة لوطنها في هذا الحدث العالمي، مشيرة إلى أنها تُبهر الزوار العرب عندما يستمعون لها وهي تتكلم لغة الضاد بطلاقة وتشرح لهم تفاصيل الحياة في وطنها.

وأكدت أن العمل باللغة العربية مربح جداً في كازخستان، وكانت محظوظة كونها اكتسبت خبرة كبيرة بعد تخرجها من الجامعة إذ عملت في السفارة الأردنية في بلادها.

وذكر عثمان سيرك (27 عاماً)، أنه انضم للعمل لإتقانه العربية، بعدما تواصلت معه إدارة الجناح كازخستان قبل بدأ إكسبو، وهو يعمل في الجناح منذ بداية المعرض.



وأضاف أنه تعرف إلى اللغة العربية قبل 12 عاماً في الصف العاشر، وبعد نهاية العام الدراسي انضم لدورة قواعد تجويد القرآن الكريم في إحدى مساجد مدينته نور سلطان، وخلال الدورة تمكن من القراءة والكتابة باللغة العربية الفصحى، ثم قرر الاستمرار في دراستها وبعد الانتهاء من الثانوية العامة التحق بجامعة «أوراسيا»، حيث تخصص علاقات دولية ويندرج تحتها قسم الدراسات الشرقية، فاختار منها شعبة الدراسات العربية.

وذكر أنه حصل على بكالوريوس لغة عربية ثم ماجستير، وسافر إلى المملكة المغربية لدخول دورة صيفية في اللغة العربية، وتالياً نال منحة دراسية من جامعة قطر لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين.

وتابع أنه أيضاً يقوم بتدريس العربية للمبتدئين في كازخستان، لأنها بدأت تنتشر تدريجاً، وعدد الطلبة في ازدياد ملحوظ، والسبب من وجهة نظره هو رغبة الشعب في فهم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، لأن سكان البلد مسلمون بنسبة 70%، وفي كل مدينة مدارس دينية تعلّم اللغة والنحو الصرف والبلاغة، إلى جانب مدارس ثانوية بُنيت بدعم من الدول العربية، تدرَّس فيها العربية، فضلاً عن الجامعات.

وأشار إلى أن المترجمين يحصلون على رواتب جيدة، ويعملون بأماكن راقية في السفارات العربية ووزارة الخارجية، وثمة حاجة متزايدة لهذا التخصص.

مترجمون إلى 12 لغة في الجناح السعودي

ويحفل جناح المملكة العربية السعودية بكوكبة كبيرة من المترجمين، يتحدثون إلى جانب العربية، 12 لغة عالمية، تضم الإنجليزية، التركية، الإسبانية، الألمانية، الكورية، اليابانية، الأردية، الفرنسية، الصينية، الإيطالية، التغالوغ، ولغة الإشارة العربية.

ويتقن عبدالعزيز خالد بن عقيل، البالغ من العمر 25، الإنجليزية والإسبانية، ويعمل في جناح المملكة في استقبال الضيوف من كبار الشخصيات وغيرهم، وتزويدهم بمعلومات عن تاريخ المملكة وحاضرها ومستقبلها، ويشرح دور الجناح السعودي في إكسبو، موضحاً أنه امتلك الشغف باللغات منذ الطفولة، وبعد تعلمه الإنجليزية لاحظ ازدياد تواصله مع الناس وتعرفه إلى ثقافات عديدة.



وتابع أنه قرر تعلم لغة ثالثة، فاختار الإسبانية، بحكم كثرة تداولها في العالم وعراقة ثقافتها، وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الإسبانية من جامعة الملك سعود في الرياض.

وقال جواد بن يوسف (21 عاماً) إنه يتحدث اليابانية التي درسها في جامعة الملك سعود، لافتاً إلى أن رحلته بدأت بسبب حبه لثقافات العالم ومن ضمنها الثقافة اليابانية، التي شده إليها أساطيرها وطعامها، ليصل في لغتها إلى المستوى N3.



أما هاجر عبدالله البوعينين، فتجيد الإنجليزية، التركية، والإسبانية، حيث تعلمت التركية في جامعة أنقرة، والإسبانية في معهد «ثيربانتس»، مضيفة أن تعدد اللغات ساعدها في العمل ممثلة بروتوكول في الجناح السعودي.



بدورها، تتقن نسمه بلفقيه (22 عاماً) اللغة الفرنسية، التي تعلمت أساسياتها في المراحل الأولى من حياتها التعليمية، ثم قررت الالتحاق بمقاعد الدراسة في الرابطة الفرنسية، وحصلت على دبلوم اللغة الفرنسية للمستوى B1، وهي تسهم اليوم بتنظيم الزوار وإرشادهم في مختلف أنحاء الجناح وتعريفهم بالمملكة.



وأشارت أن مشاركتها في الجناح السعودي إكسبو 2020، يساعدها على ممارسة اللغة الفرنسية، من خلال التواصل مع الزوار الذين يتحدثون بها.

وبدأت الشابة رهف الحربي (26 عاماً) في تعلم اللغة الإنجليزية منذ المرحلة الابتدائية، حيث كانت مهتمة جداً باللغات وعلومها، والتحقت بتخصص اللغة الإنجليزية والترجمة في الجامعة.



أما في إكسبو فهي مرشدة سياحية تقوم بجولات خاصة للتعريف بحاضر وماضي ومستقبل المملكة بالجناح السعودي، وكزملائها المتطوعين ساعدتها اللغة الإنجليزية على التواصل والتعرف على مختلف الثقافات وإظهار جمال وثقافة المملكة.