السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

رائدة الأعمال «زينوفر فاطمة»: القوانين وسهولة الإجراءات دفعتني لبدء مشروعي في الإمارات

رائدة الأعمال «زينوفر فاطمة»: القوانين وسهولة الإجراءات دفعتني لبدء مشروعي في الإمارات

زينوفر فاطمة.

واحدة من رواد الأعمال في دولة الإمارات، بدأت نشاطها السينمائي بدبي في أوائل عام 2018، من خلال شركة «زين فيلم برودكشن»، لإنتاج الأفلام، حيث بدأت بسلسلة «أنيجما»، وهي مجموعة من قصص الأفلام القصيرة التي تدور حول الوعي الاجتماعي.

تقول زينوفر فاطمة، مخرجة أفلام ومنتجة وممثلة مقيمة في دبي، إنّ لديها مشروعات سينمائية أخرى مثل «ذا باور»، و«آي دارك تول»، التي تسلط الضوء على العنف المنزلي، و«تومورو نيفر كيم» التي تُعد بمثابة تكريم للأطباء نظراً لدورهم في مواجهة جائحة كورونا «كوفيد-19»، مشيرة إلى أنّه نتيجة للنجاحات تناولت أعمالها كبريات الصحف المحلية والعالمية والمواقع والمجلات المتخصصة، مؤكدة أنه بيئة الاستثمار من قوانين جذابة لرواد الأعمال والبنية التحتية المثالية، وسهولة وبساطة الإجراءات للأفراد والشركات في دبي، دفعها لبدء مشروعها بالإمارات، وأنها محظوظة بذلك.

وأوضحت لـ«الرؤية»، أنّ دبي مدينة المبادرات والابتكارات وهي من أفضل الأماكن للبدء، بفضل قوانينها وبنيتها التحية المثالية، حيث كانت الإمارة لها موطن طوال حياتها تقريباً، مؤكدة أنّ الإمارات العربية المتحدة مليئة بأشخاص من كل أنحاء العالم، وهي دولة تدعم المبدعين كثيرا، حيث ساعدها ذلك في تكوين العديد من الأصدقاء الذين دعموها دائماً.



تأسيس الشركة

وأشارت زينوفر فاطمة، إلى أنه في بداية تأسيسها للشركة كانت الإجراءات بسيطة وسريعة، ما دفعها مباشرة للبدء في الأعمال، وفي فترة وجيزة استطاعت أن تبني اسماً في السوق، وتحظى باهتمام وسائل الإعلام خصوصاً أنّ معظم أعمالها تركز على الواقع والتجارب الشخصية، وانعكاس للمجتمع، فلاقت صدى كبيراً عند الناس.

وأكدت أنّ «زين برودكشن فيلم» شركة متكاملة لإنتاج جميع أنواع خدمات الفيديو، بدءاً من إنتاج وتصوير فيديوهات التعريف بالشركات، وعروضها التقديمية وإعلاناتها، وصولاً إلى الأفلام القصيرة بأنواعها، بالإضافة إلى إنتاجات المحتوى الإبداعية لمختلف وسائل منصات التواصل الاجتماعي، وإدارة حسابات المؤثرين، والتخطيط وتنفيذ الفعاليات، وخدمات التصوير الفوتوغرافي، موضحة أنها تحرص في أفلامها على عرض تجاربها الخاصة إلى جانب الحلول لكيفية التغلب عليها.

وعن الصعوبات التي واجهتها في أثناء تأسيس الشركة، صرحت بأنّ أبرز الصعوبات في البداية كانت إقناع العملاء واستغرق الأمر سنوات، واستثماراً كبيراً في تطوير مهاراتها وصقل أعمالها حتى اكتسبت الثقة، وأصبحت الآن قادرة على إقناع العملاء، وإنشاء شبكة من الشركاء والداعمين والعلاقات القوية، كل ذلك كان ثمرة للعمل الشاق.

وذكرت أنّها في البداية استخدمت أموالها الخاصة لتنفيذ مشاريعها حتى تستطيع إقناع المستثمرين بعد أن يروا ما تنتجه ويقتنعوا بمهاراتها وقدراتها، ثم توالت خطوات النجاح عندما بدأت تقديم الأعمال للمستثمرين وتلقي اهتمامهم وإعجابهم، وبالتالي دعمهم ومن خلال ذلك الدعم بدؤوا في تمويل مشاريعهم الأخرى، مشيرة إلى الدعم المستمر الذي تلقته من الشيخة هند بنت فيصل القاسمي، وهي شخصية إماراتية مرموقة ورائدة أعمال ناجحة وصديقة رائعة.

رد الجميل

وقالت فاطمة، إنّ جائحة كورونا أثرت على أعمالها مالياً، لكن الجائحة ألهمتها حتى تنتج أفلام توعوية موضوعها الوباء، فأنتجت ثلاثية الأفلام القصيرة «كوفيد» رغم بطء وصعوبة صناعة الأفلام وقتها، ولم يكن إنتاجها بالأمر السهل، لذلك تود أن تقول إن الأمر لا يتعلق دائماً بالمال، بل يتعلق أيضاً برد الجميل للمجتمع؛ لأن هذا يمكن أن يجني العديد من الفوائد في المستقبل.

وأضافت أنّ كل الأعمال تواجه ركوداً بين الحين والآخر، ويعود الأمر إليهم في كيفية وضع الاستراتيجيات وفقاً لتغيرات للسوق، كما تختلف الطريقة التي يقومون بها بالأشياء كثيراً منذ ما قبل كوفيد، مضيفة: «على سبيل المثال، قبل كوفيد-19 كنا ننتج فيلما قصيراً كل شهر، بينما الآن كل 4 أشهر، لا أرى ذلك على أنه نقص في النجاح، ولكنه بالأحرى نقطة انطلاق في عملية فهم تقلبات السوق وطرق الإنتاج ونوعه بما يتلاءم مع كل مرحلة».

فن يحاكي الحياة

وذكرت أنّ التحديات التي واجهت شركتها وأعمالها كانت وقت إنتاج 3 أفلام قصيرة حول وباء كورونا تهدف إلى التوعية في فترة ذروة الوباء، تلك التجارب لخصت معنى «الفن الذي يحاكي الحياة»، لأننا كنا نعيش مواضيع الأفلام حرفياً، على سبيل المثال، كان «هوب»، فيلماً قصيراً عن الجائحة يستكشف الأفكار القاتلة خلال فترة الوباء، وكان مثيراً للإعجاب أن نتناول موضوعاً كنا نختبره بأنفسنا، مشيرة إلى أنّ التحديات التي واجهتها أثناء التصوير كانت غير مسبوقة من طاقم محدود إلى وضع استراتيجية لكيفية صنع الفيلم بمعدات أقل، تلك اللحظات والتجارب كانت خاصة جداً.

وأضافت أنها تعلمت من القيام بهذه الأفلام الكثير حول تبسيط العمليات لتصبح أكثر فعالية من حيث الكلفة دون المساومة على الجودة، ونتيجة لذلك عززت مهاراتها كصانعة أفلام ومنتجة لمشاريعها المستقبلية، فقد كان لديها شعور رائع في أنّ تلك الأفلام قد ضربت على وتر حساس قد مس العديد من المشاهدين.

وشدت على أنها لا ترغب أبداً في التوقف عن صناعة الأفلام، وعلى الرغم من أنها صنعت اسماً لشركتها ولنفسها في غضون 4 سنوات فقط، ما زالت تشعر بأن لديها الكثير.

تطلع للعالمية

وتطمح صاحبة «زين فيلم برودكشن» في أن تكون على الخارطة العالمية لهذه الصناعة، من خلال إنتاج فيلمها القادم «آية» وكذلك الدخول في الأفلام الروائية، مشيرة إلى أن «آية» فيلم رسالته العالمية تستهدف كل شخص فقد الأمل عندما واجهت مشقة أو صعوبة، ولأجل ذلك كان اللقاء مع الملحن العالمي «أي.أر.رحمن» بمثابة حلم يتحقق، لتنتج الفيلم بالتعاون مع استوديوه الخاص والتسجيل قد تم بالفعل بواسطة «هيرال فيراديا».

وأوضحت أنّ أحدث شراكة كانت مع رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الوطني ياسر القرقاوي، الذي سيتولى دوراً رئيسياً في جميع مراحل ما قبل الإنتاج وفي إنتاج الفيلم وما بعده، فلا شك أنه سيضيف قيمة كبيرة لهذا المشروع، مضيفة أن «زين فيلم برودكشن » ستركز على الأعمال الخاصة بالشركات وخدماتها الترويجية البصرية، مثل الإعلانات وإنشاء محتوى الوسائط الاجتماعية، إضافة إلى مقاطع الفيديو الموسيقية.

بيئة استثمار

وعن رأيها في الاستثمار وفتح مشاريع استثمارية في الإمارات بصفة عامة ودبي بصفة خاصة، أكدت أنه لولا بيئة الاستثمار من قوانين جذابة لرواد الأعمال والبنية التحتية المثالية، وسهولة بدء العمل وتبسيط الإجراءات للأفراد والشركات، لما استطاعت شركتها تحقيق كل تلك الإنجازات والإنتاجات واكتساب سمعة إقليمية في هذه الصناعة، فكانت محظوظة لبدء أعمالها في الإمارات وخصوصا من دبي، والآن هي تجني ثمار ذلك القرار.

وعن أساسيات نجاح أي مشروع استثماري في بدايته من وجهة نظرك، قالت إنّ الأمر كله يتعلق بتحليل السوق، وكذلك العائد على الاستثمار، إذ يعتقد الكثير من الناس أن عائد الاستثمار أمر مالي بحت، لكن لا يجب أن يكون كذلك، فيمكن أن يكون عائد استثمارك شيئاً غير ملموس مثل الاسم الجيد كعلامة مميزة في صناعة الأفلام وإنتاجها، أو المشروع الذي يوفر فرصاً مستقبلية جيدة للشركة.

وأوضحت أنّ رأس مال المشروع يعتمد على إذا كان المستثمر يرغب في أن يتحكم إبداعياً وإنتاجياً بكل ما يتعلق بالمشروع، فهي تفضل تمويله بنفسها، لكنها منفتحة وتفضل الشراكات والعمل مع المستثمرين لجعل المشروع حقيقة واقعة.

وقدمت صاحبة الشركة، نصيحة للشباب الذين يريدون الدخول في مجال الأعمال والإنتاج السينمائي، بأنهم يجب أن يمتلكوا دائماً فائضاً من المال لاستخدامه من أجل الاستثمار في مشاريعهم الخاصة، فعندما يبدؤون عملهم أو إنتاجهم لأول مرة، يجب عليهم اختيار المكان الصحيح أولاً، والقيام بدورة في صناعة الأفلام لتعلم التقنيات الكامنة وراء كيفية العمل في المجال السينمائي، والتواجد في موقع التصوير أو العمل مع المجموعة، لأن التجربة لا تقدر بثمن حتى لو كان الدور صغيراً لأنك ستتعلم الكثير.

نجاح المشروعات

ذكرت رائدة الأعمال زينوفر فاطمة، أنّ الدراسة شيء مهم بكل تأكيد لكن المهارات العملية التي تأتي مع تراكم الخبرة، تضيف بعداً جديداً لها، مثل القيادة والتفاوض والمخاطر والخطط البديلة أو الحلول الإبداعية للمشكلات الآنية في موقع العمل، وخصوصاً في عالم السينما وصناعة الأفلام، ولا تقوم الجامعات والمعاهد بتدريسها ولكن تعتقد أنها يجب أن تضاف إلى المناهج التدريبية لاستكمال المعرفة الأساسية.