يرغب عدد كبير من الأشخاص في معرفة الفرق بين الهيدروجين الأخضر والأزرق، حيث يُعتبر الهيدروجين بشكل عام أحد أهم العناصر الطبيعية الموجودة في الكون، ومن المعروف أنه يتم استخدام الهيدروجين عقب استخلاصه كمصدر من مصادر الطاقة، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على ماهية الهيدروجين كأحد مصادر الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى بيان أوجه الفرق بين الهيدروجين الأخضر والأزرق، وما يدور حول هذا الموضوع بالتفصيل.
الهيدروجين مستقبل الطاقة النظيفة
قبل أن نتحدث عن الفرق بين الهيدروجين الأخضر والأزرق، ينبغي علينا أولاً الإشارة إلى أن الهيدروجين هو أحد العناصر الكيميائية الأكثر تواجداً في الطبيعة الكونية.
يُعد الهيدروجين أحد المصادر المستقبلية للطاقة النظيفة وذلك لأنه لا ينتج عنه أي انبعاثات كربونية ضارة الأمر الذي يجعله ضمن المرشحين بقوة لتغيير واجهة صناعات الطاقة في العالم.
وبالفعل أصبحت فكرة استخدام الهيدروجين كأحد مصادر الطاقة على رأس أولويات الكثير من الدول خلال السنوات الأخيرة نظراً لدورة الكبير في الحد من انبعاثات الكربون والتقليل من ظاهرة تغيير المُناخ.
في عام 2018 لوحظ زيادة الطلب على الهيدروجين النظيف حيث وصل إلى أكثر من 70 مليون طن خلال هذا العام فقط، وذلك من أجل استخدامه كبديل للوقود الأحفوري الناتج من الفحم والنفط.
لا ينتج عن الهيدروجين (أحد مصادر الطاقة) سوى بخار الماء، كما أنه لا يُرتب أي بقايا في الهواء.
ومن الجدير بالذكر أن الهيدروجين تم استخدامه في العديد من الصناعات قبل ذلك، فمع بداية القرن التاسع عشر ويُستخدم هذا الغاز في ملء السيارات والمناطيد والسفن الفضائية بالوقود.
أضف إلى ما سبق، بحسب بيانات مجلس الهيدروجين العالمي من المتوقع أنه بحلول عام 2030 سوف تنخفض تكاليف إنتاج الهيدروجين بنسبة تصل إلى 50%، وبالتالي سوف يكون الهيدروجين مستقبل الوقود والطاقة النظيفة.
الفرق بين الهيدروجين الأخضر والأزرق
من المعروف أن غاز الهيدروجين غاز عديم الرائحة وغير مرئي، فهو وقود نظيف لا ينتج عنه الماء أو البخار إلا عقب استهلاكه في خلية الوقود، وهنا تظهر ظلال مختلفة من الهيدروجين والتي تشمل اللون الأزرق والأخضر والرمادي، وما إلى ذلك.
ومن خلال النقاط التالية نوضح الفرق بين الهيدروجين الأخضر والأزرق:
- يتميز الهيدروجين الأخضر عن الأزرق في الجودة، حيث يتفوق الهيدروجين الأخضر على نظيرة الأزرق كونه أعلى في الجودة والنقاء، فضلاً عن إمكانية استخدامه على الفور.
- يمكن استخدام الهيدروجين الأخضر على الفور كما أشرنا، وعلى سبيل المثال استخدامه في شحن خلية وقود السيارة، في حين أن الهيدروجين الأزرق لا يمكن استخدامه إلا في الصناعات فقط نظراً لكونه أقل في النقاء.
- يُعد الهيدروجين الأزرق من الوسائل المهمة اللازمة لإزالة الكربون من الصناعات، وبالتالي فهو يهدف إلى الحد من انتشار غاز ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع مع كلفة منخفضة نوعاً ما.
- يتميز الهيدروجين الأخضر بكونه أحد عناصر الطاقة الجديدة، وبذلك يختلف عن الهيدروجين الأزرق الذي يعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري كالغاز الطبيعي.
- كما يتميز الهيدروجين الأخضر بأنه صديق للبيئة فهو لا يسبب أي ضرر نهائياً على البيئة وذلك لأنه لا يقوم بإصدار أي انبعاثات، بينما الهيدروجين الأزرق يقلل انبعاثات الكربون بنسبة 90% فقط.
الهيدروجين الأخضر
الهيدروجين الأخضر هو أحد مصادر الطاقة الجديدة والذي تسعى له جميع دول العالم حالياً من أجل الاستفادة منه كأحد مصادر الطاقة النظيفة، ويساهم في الوصول إلى مجتمع خالٍ من الكربون.
يتم الحصول على الهيدروجين الأخضر بواسطة الاعتماد على الطاقة المتجددة والتحليل الكهربائي لتقسيم المياه (electrolysis) والذي يتم من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.
يُطلق على هذا النوع الهيدروجين الآمن الخالي تماماً من غاز ثاني أكسيد الكربون نظراً لأنه ناتج من عملية التحليل الكهروكيميائي للماء من خلال الاعتماد على قطبي الخلية (Cathode- Anode).
الهيدروجين الأزرق
يُعتبر الهيدروجين الأزرق أو ما يُطلق عليه الهيدروجين منخفض الكربون من مشتقات الغاز الطبيعي الناتج عن عملية إعادة تشكيل غاز الميثان بالبخار الشديد السخونة.
يشبه الهيدروجين الأزرق للهيدروجين الرمادي، إلا أنَّ أثناء عملية إنتاجه يتم تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون في باطن الأرض، وعلى الرغم من أن هذه العملية لها بعض الأضرار القليلة على الأرض لكنها أكثر فاعلية من الهيدروجين الرمادي.