تعرضت العملات المشفرة لخسائر فادحة طوال الأسابيع الماضية، بعد اتجاه أغلب المستثمرين المحتلمين إلى الاستثمار في أدوات الدين الأمريكية عقب رفع سعر الفائدة على الدولار، في محاولة لكبح جماح معدلات التضخم التاريخية التي يشهدها أكبر اقتصاد في العالم.
اقرأ أيضاً.. بيتكوين تواصل الهبوط مسجلة 20715.69 دولار
انهيار بيتكوين ودوجكوين
اليوم الأربعاء 15 يونيو تراجعت أسعار العملات المشفرة بقيادة بيتكوين ودوجكوين، خاصة الأولى، الأشهر في سوق العملات المشفرة، والتي سبق أن سجلت مستوى قياسياً مرتفعاً عند 69 ألف دولار في نوفمبر الماضي، لكنها هوت بنسبة اقتربت من 70% على الأقل بحسب تقديرات «سيلسيوس» لإقراض العملات المشفرة للسحوبات والتحويلات، في أقل من عام.
وبحسب المصدر السابق، تراجعت القيمة السوقية لبيتكوين في التعاملات الأخيرة إلى 404.025 مليار دولار، مقابل 485.41 مليار دولار أمس الثلاثاء، كما هوت قيمة بيتكوين بما يصل إلى 7.3% أول أمس، مسجلة نحو 20 ألف دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ ديسمبر 2020.
كذلك هبطت العملة المشفرة الأكبر والأشهر في العالم 15% الاثنين الماضي في أكبر خسارة ليوم واحد منذ مارس 2020، لتخسر نصف قيمتها هذا العام وأكثر من 20% منذ يوم الجمعة الماضي 10 يونيو 2022.
في المرتبة الثانية جاءت عملة «إيثيريوم» التي انخفضت بأكثر من 16%، لتهبط إلى أدنى مستوى لها في أوائل 2021 عندما لامست العملة الرقمية مستوى 1180 دولاراً.
اقرأ أيضاً.. ما تأثير رفع أسعار الفائدة الأمريكية على العملات الرقمية؟
لماذا انهارت العملات المشفرة؟
ويرجع متخصصون خسائر العملات المشفرة لأكثر من سبب، كما يشيرون بوضوح إلى أن أهم تلك الأسباب هو في الأصل سبب شهرة العملات المشفرة كأداة استثمارية في الأصل، أي أن مغريات الاستثمار في العملات المشفرة تغيرت بفعل عدة عوامل إلى أهم أسباب انهيار أسعارها.
ويعد أول أسباب الانهيار هو فقدان الثقة في العملات المشفرة كإحدى أدوات التحوط الآمنة، خاصة في ظل الارتفاع التاريخي في معدلات التضخم العالمية، والذي دفع الاحتياطي الأمريكي لرفع الفائدة على الدولار أكثر من مرة، في ظل توقعات برفعها مجدداً.
اقرأ أيضاً.. «كوين بيس» تسرّح 18% من قوتها العاملة
استثمار أكثر جاذبية من بيتكوين
كما يمكن اعتبار السبب الثاني عدم وجود أصول ثابتة يمكن للمستثمر الرجوع لها في حالة انهيار العملة لاسترداد أمواله، بالإضافة إلى أن تلك العملات لا تخضع لأي رقابة قانونية، بالإضافة إلى تقديرات صندوق النقد الدولي الذي أكد أن 20% من «بيتكوين» المتداولة حتى الآن إما سرقت أو ضاعت لأنها موجودة في محافظ على الإنترنت نسي أصحابها شيفرة دخول الحساب أو الرقم السري، أي أن ما يقترب من ربع تريليون دولار تقريباً من كل سوق هذه العملة سرقت أو ضاعت.
اقرأ أيضاً.. 235 مليار دولار خسائر العملات الرقمية بسبب مخاوف الركود والفائدة
العملات المشفرة لن تستخدم كمستودع للقيمة
كما قالت الورقة: «بعض البلدان التي قد تغريها إمكانية سلوك طريق مختصر، ثم اعتماد الأصول المشفرة كعملات وطنية. وبينما كثير من هذه الأصول آمنة بالفعل، ويسهل الحصول عليها، وكلفة تداولها منخفضة، لكننا نرى أن المخاطر والتكاليف في معظم الحالات تتجاوز المنافع المحتملة».
وتحت عنوان «الأصول المشفرة كعملة قانونية؟» قال الصندوق إنه لا يرجح أن تصبح الأصول المشفرة شائعة في البلدان التي تتمتع باستقرار معدلات التضخم وأسعار الصرف وبموثوقية مؤسساتها، لأنه لن يكون هناك حافز يذكر للأسر ومؤسسات الأعمال لتسعير المنتجات أو الادخار بأصول مشفرة موازية مثل البيتكوين، حتى وإن تم منحها وضع العملة أو النقود التي لها قوة إبراء قانونية، فقيمتها شديدة التقلب لدرجة لا يمكن تحملها وليست مرتبطة بالاقتصاد الحقيقي.
وبحسب الصندوق، حتى في الاقتصادات الأقل استقراراً، فإن استخدام عملة احتياطي مقبولة عالمياً كالدولار أو اليورو سيكون أكثر جاذبية على الأرجح من اعتماد أحد الأصول المشفرة.
وبينما يمكن للأصول المشفرة أن تصبح شائعة كوسيلة لأداء المدفوعات بالنسبة للأشخاص الذين لا يتعاملون مع الجهاز المصرفي، فإنها لن تستخدم كمستودع للقيمة، بل سيتم تحويلها فور الحصول عليها إلى عملة حقيقية.