الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تطوير ميناء بربرة يربط الأسواق الإقليمية وينوع الاقتصاد ويجذب المستثمرين

أهدر برلمان الصومال فرصة ثمينة لانتشال البلاد من براثن الفقر برفضه الاتفاقية الثلاثية الاستراتيجية الموقعة مع كل من شركة موانئ دبي العالمية وإثيوبيا لتطوير ميناء بربرة . وليس هناك من سبب واضح لرفض البرلمان للاتفاقية سوى تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة والتناحر القبلي بين الفرقاء الصوماليين على توزيع الموارد الاقتصادية واقتسام ثروات البلاد على حساب التنمية المستدامة التي تؤسس للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي . وتستهدف الاتفاقية بحسب بنودها تطوير ميناء بربرة ليصبح ميناء إقليمياً محورياً ومعبراً رئيساً لمختلف البضائع المستوردة من الأسواق الإقليمية والعالمية لجذب المستثمرين وتنويع الاقتصاد . ومنذ أن تسملت موانئ دبي إدارة الميناء في مارس 2017 حققت قفزات نوعية في تعزيز إنتاجيته عبر خطط تتضمن بناء مرسى إضافي، وترقية المرافق القائمة، وتزويده بمعدات جديدة تعزز فاعلية عملياته وإنتاجيته وتشمل إضافة رافعات جديدة . وفي الوقت الذي تتسابق فيه الدول على استقطاب الاستثمارات الأجنبية باعتبارها طوق نجاة للهروب من براثن الفقر والجهل والاضطرابات السياسية، يرفض البرلمان الصومالي الاتفاقية ما يجعل حجم الخسارة أكبر بكثير من حجم الاستثمارات الضائعة التي كان يمكن للاتفاقية أن تجلبها إلى الصومال . ولا شك أن البرلمان الصومالي أرسل بهذه الخطوة رسالة خاطئة إلى مجتمع الاستثمار الدولي مفادها أن أولويات البلاد غير محسومة وأن الضمانات الاستثمارية معدومة ورهينة للمزاج السياسي والصراعات الشخصية والقبلية . وفي الواقع فإن عدوى قصر النظر الاستثماري انتقلت إلى الصومال من جيبوتي التي استولت قبل أسابيع عدة على محطة «دورالية» للحاويات التابعة لشركة محلية مملوكة لموانئ دبي العالمية دون حساب دقيق لحجم المكاسب والخسائر المتوقعة لهذه الخطوة . وعلى العكس من الكثير من الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي يمكن أن ينسب إليها بعض النقائص، أسهمت استثمارات الشركات الإماراتية في تخفيف الأزمات الحياتية التي يعيشها سكان هذه الدول، ولم تغفل الاستثمارات الإماراتية في الخارج مسؤوليتها الاجتماعية حيث أسهمت في بناء مستشفيات ومراكز طبية ودور عبادة ومحطات كهرباء وغيرها، حسنت من مستويات المعيشة لملايين البشر في دول العالم . وفي الواقع فإن موانئ دبي العالمية تعد نموذجاً للاستثمارات الإماراتية الناجحة على مستوى العالم بعد أن حققت نجاحاً ملحوظاً في تنفيذ مشاريع عملاقة في قطاعات البنية التحتية والاتصالات وتجارة التجزئة والعقارات والزراعة والصناعة في البلدان التي استثمرت فيها . وإلى جانب موانئ دبي العالمية هناك عشرات الشركات الإماراتية التي أسهمت وتسهم في تعويض أفريقيا عن تجريف الثروات الذي تعرضت له القارة السمراء في الحقبة الاستعمارية والتي ما زالت تترك بصماتها على وجه القارة حتى الآن . وعلى سبيل المثال فإن طيران الإمارات اختصرت عبر 350 رحلة أسبوعياً إلى 22 وجهة في القارة السمراء المسافات وربطت الأسواق الأفريقية بالأسواق العالمية في أوروبا وآسيا ودمجت الاقتصاد الأفريقي في الاقتصاد العالمي ووفرت بذلك خيارات مرنة للشركات الأفريقية للخروج بمنتجاتها وخدماتها من أسر المحلية إلى آفاق العالمية.