إن أصداء الاستثمار تتسامع للقاصي والداني بتحقيق الأحلام حيث شراء منزل أو سيارة فاخرة لا يمكن شراؤهما من الراتب الشهري العادي وإن كان مرتفعاً، كل هذه أنباء رائعة، وحقيقية، لكن عليك أن تعلم أنك لا تدخل بمفردك في صفقات الأسهم، إذ يجب أن تبحث وتفهم وتدرس كي تحافظ على أموالك وعلى ضمان جودة الاستثمار واستمراريته، فوقت يكون هناك زوار جدد لميدان الاستثمار، يكون هناك الخارجون منه حاملين معهم خيبات الأمل فقط لأنهم لم يفكروا أو يدرسوا بالشكل الصحيح، وبالتالي فإن الإجابة عن سؤال كيف أشتري الأسهم سيكون من خلالك أنت، أي انتقاءك للاستثمار الذي يتناسب مع أهدافك وإمكانياتك في الوقت الراهن قبل الصعود إلى استثمارات أخرى.
الحصة
قبل كل شيء عليك أن تتعرف على الحصة، وهي عبارة عن الأسهم الواقعة في ملكية شركة مسموح للمستثمرين أن يشتروها، والواقع أن كل مستثمر يدخل بنصيب في شرائها، أي إنك لا تشتري شركة مطروحة للبيع وحدك، وهنا يختلف حجم الحصة الخاصة بكل شخص، وكلما كانت الشركة في نمو وصعود، كان تحقيقك للأرباح من وراء الأسهم التي اشتريتها في هذه الشركة، وكلما كانت الشركة تخسر في مبيعاتها، خسرت أنت من أرباحك، أي إنك تساهم في الشركة متحملاً معها المكاسب والخسارة.
يحصل المستثمر على قدر متميز من المرونة في البيع والشراء، فإن المستثمرين المحترفين وذوي الأقدمية في البورصة يربحون ويخسرون كأنها لعبة فيديو ممتعة، كما يمكنك أن تبيع السهم الذي تملكه لمستثمر آخر بسرعة وسهولة، والمرونة في السوق هي نفسها ما يمثل عيباً، إذ تنطوي على خطورة كون الأسهم في تصاعد وهبوط، فهي تتأثر بالعديد من الظروف الداخلية في الشركة والخارجية، وهي ذات حساسية كبيرة للأحداث السياسية والتجارية العالمية.
ركائز الحصول على الأسهم العالمية
أداء الواجب
قبل الشروع في ركوب سفينة الاستثمار وخوض غمار السوق مترامي الأطراف، عليك أن تعطي نفسك فرصة لتتعرف على أهدافك أنت من وراء هذه الاستثمارات، ولأن الاستثمار في البورصة يتطلب دفع أموال أولاً قبل الحصول على الربح، فإن هذا يستدعي وجود ميزانية معك يمكنك المغامرة بها دون أن يكون من هذا خطورة على حياتك الشخصية ومصروفات عائلتك.
وبعد أن تجهز المبلغ وتدرس الوضع، ضع أهدافاً محددة تريد أن تحصل عليها من الاستثمار في البورصة، فهل تستمتع بالاستثمار؟ أم أنك تحتاج إلى رفع دخلك؟ أو بناء مشروع ما؟ وهل أنت من محبي البيع والشراء بشكل مستمر للأسهم أن أنك ستحصل على سهم ولن تغيره؟
إن الخطورة التي يأتي بها سوق الأسهم تحتاج إلى شخص قادرعلى تقبل الخسارة وليس فقط يبحث عن الفوز، وعلى الرغم من أن المليونير الأمريكي هارف إيكر قال في كتابه (أسرار عقل المليونير) أن «الأغنياء يلعبون للفوز، والفقراء يلعبون من أجل تجنب الخسارة»، إلا أنك إذ كنت تلعب للفوز يجب أن تكون مستعداً للخسارة أيضاً، فهو سوق متمايل، تتلاعب فيه عمليات البيع والشراء وحجم الطلب والأحداث الحاصلة في العالم وعدد آخر من الأمور.
إنك كمستثمر جديد ينبغي عليك أن تكون عارفاً بالأسهم التي تتسم بدرجة أمان أعلى من أسهم أخرى، وهذا يمكنك أن تعرفه بسهولة إذا ما بحثت في السجل المهني للشركة لتنوي الاستثمار فيها، فإذا ما ساهمت في إحدى هذه الشركات فسوف تربح أكثر بكثير من الخسارة، أي إنك ستكون الفائز إجمالياً.
ونجد أن هناك تياراً آخر من المستثمرين يسعى لعمل توازن ما بين الاستثمارات مرتفعة الخطورة وتلك الأكثر أماناً، وذلك بغرض القفز بالأرباح إلى الأعلى، أو تعويض الخسائر إن وقعت، لكن بالتجربة والعلم، لا يمكن توقع الربح والخسارة بنسبة 100%، وهذا ما يجعلها لعبة الكبار.
الحصول على حساب سمسرة
بعد أن حددت اسم الشركة التي تريد الاستثمار فيها، وإمكانية القيام بهذا، تستطيع أن الآن أن تحصل على حساب سمسرة، وهذا يتطلب منك العثور على وسيط لتفتح معه حسابك الخاص، وهناك عدد من الشركات في الوطن العربي توفر هؤلاء الوسطاء.اختيار الأسهم
تتدفق الأسهم في السوق العالمية بشكلٍ محموم، ستحتاج إلى البحث وعمل خطط قبل الوقوف على سهم أو عدة أسهم، وهذا يمكنك أن تدرسه مع شخص خبير، وهو من سيعرفك بالشركات التي عليك أن تساهم فيها، والمال الذي ستدفعه في المقابل لكل سهم واحد، ليس هناك شخص قادر على توقع السوق كما ذكرنا، لكن مع هذا يمكن أن تساعدك مراقبتك للأسهم قبل أن تشتريها، أي سجلها في البورصة من ربح وخسارة، وأدائها الفعلي في الوقت الحالي.شراء الأسهم
يتم شراء السهم من خلال إرسال طلب سوق، وهذا يقول إنك تنوي شراء سهم بالسعر الأفضل الموجود في السوق، إن هذه العملية تتم فوراً بصرف النظر عن الثمن الفعلي للسهم، وعليك أن تضع في حسبانك في هذا الوقت تقلبات السوق بشكل مستمر، فإذا ما دفعت سعراً لشراء سهم، أو بعت سهماً للتو، لا تتعجب من أن السعر تغير بعد قليل.
وهنا تأتي خاصية إرسال طلب محدد، وهو ما يسمح لك أن تضع السعر الذي تود أن تشتري به في حصة لشركة معينة أياً كان عدد الأسهم التي ستحصل عليها بعد دفعك لهذا السعر، فإذا كنت تملك 100$، وتريد أن تساهم في شركة، لكن سعر السهم الواحد في الشركة هو 150$، يمكنك أن تدفع المئة دولار وسوف يبدأ الاستثمار بها في الشركة.
شراء أسهم في البورصة
في حالة أنك تتابع عن كسب الأسهم في البورصة، أو كنت من هواة الاستثمار فيها لكنك لا تعلم بالتحديد من أي مكان تبدأ، فيمكننا أن نقول لك إن شراء السهم في البورصة عملية بسيطة، حيث يمكنك أن تزور منصة تداول الأسهم على الإنترنت، وهي من سيتيح لك شراء الأسهم بسهولة وبسعر رخيص، حيث تدعم هذه المنصة منحك أي سهم من الأسهم التي تم إدراجها بالفعل في البورصة المحلية والعديد من البورصات الخارجية، إلى جانب دخولك عدد متنوع من الأسواق الخاصة السعودية أو الأسواق العالمية.
يجدر بالذكر أن الشركات يتم ضمها للبورصة بعد أن تنتهي من مرحلة الطرح العام الأولى، وهي ما تحول الشركة من الخاصة إلى العامة، وهذا ما يمكن الأفراد من الدخول فيها كمساهمين ليسهموا في تقدمها ويستفيدوا من أرباحها.
ويصبح السهم الذي تشتريه هو نفسه سلعة استثمارية يمكن بيعها وشراؤها، ويحدث البيع عن طريق مفاوضات العرض والطلب التي تحدث بين المستثمرين، وكلما كان الطلب على سهم ما مرتفعاً ستكون تكلفته أعلى، والعكس صحيح.
شراء سهم أرامكو
يجب على الشخص الراغب في شراء سهم أرامكو أن يمتلك حساباً جارياً في واحد من البنوك المشاركة، وبعد أن تمتلك هذا الحساب سيكون عليك تحديد المال الذي ستستثمره في أرامكو، وما إذا كنت ستشتري كافة الأسهم التي حددتها في الطلب أم لا، ثم سيمكنك بعدها أن تراقب سعر أسهم الشركة ما أن ينطلق التداول.شراء وبيع الأسهم
إذا كانت عملية شراء الأسهم في البورصة السعودية بسيطة، فإن عملية بيعها بسيطة أيضاً، يجب أن تكون ذو معرفة بشروط ومعايير منصة التداول التي تستثمر من خلالها، وتختلف كل منصة عن الأخرى، ويتم بيع السهم من نفس المنصة الذي تم شراؤه منها تبعاً للرقم أو تبعاً للقيمة، وإذا كنت ترغب في بيع حصتك الكاملة في إحدى الشركات فينبغي أن تحدد عدد الأسهم التي تملكها فيها. وما أن تطرح الصفقة حتى سيظهر أمامك السعر الذي ستبيع به، وستقرر البيع في غضون فترة محدودة للغاية يمكن أن تكون عشرون ثانية أو 15 ثانية، وفي حالة الموافقة ستجد أن الأموال دخلت في حسابك على الفور، مع العلم أنه ليست كافة الأسهم يتم بيعها بالأسعار المرتفعة التي تم الشراء بها.
وفي الختام يمكننا القول إن بيع وشراء الأسهم هو عملية سهلة وممتعة، وليس بها أي من التعقيد في جميع الأحوال، على أن المستثمر ينبغي أن تكون لديه خطة ودراسة وهدف قبل الدخول لعالم البورصة.