السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

إكسبو 2020 دبي.. بوصلة الشركات العالمية لاستكشاف أسواق جديدة

إكسبو 2020 دبي.. بوصلة الشركات العالمية لاستكشاف أسواق جديدة

إكسبو 2020 دبي. (تصوير محمد بدرالدين)

يمثل «إكسبو 2020 دبي» محركاً اقتصادياً عالمياً وفرصة للشركات حول العالم لتعزيز تواجدها في المنطقة من خلال البحث عن صفقات استثمارية وأسواق جديدة تساعدها على زيادة مبيعاتها في إطار خطتها الاستراتيجية لتجاوز تحديات «كوفيد-19»، التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي.

وقال مديرو ومفوضو أجنحة التقتهم «الرؤية» في إكسبو إن الحدث الدولي فرصة للشركات المشاركة ضمن أجنحة الدول لفتح أسواق جديدة في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرين إلى أن الحدث يشكل أفقاً جديداً للاقتصاد العالمي وبوابة عبور الشركات العالمية إلى المنطقة في سعيها المتواصل لتعزيز إيراداتها وتجاوز تبعات التحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد-19».

وأضافوا أن من يرغب في الاستثمار أو التجارة مع المنطقة لا بد أن يكون موجوداً في دبي، التي تعتبر واحدة من أبرز المراكز العالمية وشرياناً يربط خطوط التجارة الدولية.

بناء التواصل

وقال المفوض العام للجناح البرازيلي إلياس رودريغيز مارتنز فيلهو، إن الجناح سيشهد تنظيم العديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة الاستثمارية والتجارية على مدى 6 أشهر بهدف توفير فرص لتواصل الشركات البرازيلية مع نظرائها في المنطقة والعالم، وكذا تعريف مجتمع الأعمال البرازيلي بنظيرة في البلدان الأخرى، بما يتيح له استكشاف فرص الاستثمار ومجالات النمو لتوسيع نطاق حضورها خارج البرازيل وتعزيز انتشار منتجاتها وحلولها.

وأضاف أن معرض إكسبو يتيح للشركات البرازيلية، التي يوجد ممثلون عنها في الجناح التعرّف إلى الفرص المتاحة ضمن القطاعات الرئيسة من بينها قطاعات الأغذية والاستدامة والتكنولوجيا الزراعية، مشيراً إلى أن المشاركة في المعرض تسهم في تقوية علاقات الشركات البرازيلية مع البلدان الخليجية الأخرى، بما يتيح تسليط الضوء على موثوقية منتجاتها والتزامها بجودة وسلامة واستدامة قطاعاتها الإنتاجية.

وقال المفوض العام البرازيلي إن مشاركة بلاده في المعرض مرتبطة بمشاركة القطاع الاقتصادي البرازيلي، إذ تستعرض العديد من الشركات البرازيلية قصص نجاحها مع الجمهور، كما تشارك العديد من الشركات البرازيلية في الفعاليات التجارية المقامة في الإمارات خلال فترة انعقاد إكسبو، بما يمكنها من الاستفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها المعرض، لا سيما في ظل مشاركة أكثر من 192 بلداً، ليكون بذلك بمثابة بوابة لها إلى الأسواق الجديدة، كما يوفر المعرض منصة غير مسبوقة للشركات البرازيلية الصغيرة والمتوسطة الحجم لترسيخ مكانتها وبناء قاعدة متعاملين دولية، وعقد الشراكات والصفقات لتوريد منتجاتها وخدماتها الجديدة لمتعامليها الجدد.

تعزيز الاستثمارات

من جهتها، قالت الأمين العام لجناح اليابان، يابوناكا إيكو، إن إكسبو 2020 دبي يلعب دوراً مهماً في تعزيز استثمارات الشركات اليابانية في المنطقة، مشيرة إلى أن المشاركة اليابانية في إكسبو تسلط الضوء على حلول التقدم الرقمي اليابانية بهدف تعريف الشركات الإماراتية والشركات في المنطقة بالفرص والحلول التي تقدمها الشركات اليابانية.

وأضافت أن «الهدف من المشاركة في الحدث التعرف على بعضنا البعض وتبادل الأفكار المتنوعة»، لافتة إلى أن دور إكسبو هو تعزيز العلاقات لتتجاوز الأعمال. وذكرت أن جناح اليابان يستعرض أحدث العروض التقديمية المرئية والمكانية، بما في ذلك الصور المتحركة والضباب فائق الدقة للسماح للزوار بتجربة كيف تثير اللقاءات المتنوعة أفكاراً جديدة وتقود العالم إلى غد أفضل.

لقاءات ثنائية

وقال مساعد مدير الجناح الكرواتي في إكسبو توماس يوكوفاتش، إن الفترة المقبلة ستشهد لقاءات ثنائية مكثفة بين الشركات الكرواتية الشركات المشاركة في المعرض، بهدف عرض الخدمات والمنتجات الكرواتية المتقدمة في كل المجالات والبحث عن أسواق ومتعاملين جدد.

وأكد يوكوفاتس أن معرض إكسبو يعد فرصة استثنائية بالنسبة للشركات الكرواتية للتسويق والترويج لمنتجاتها وعقد الصفقات التجارية العابرة للحدود والبحار، ولا سيما أن المعرض العالمي يقام في مدينة دبي، التي تعتبر مركزاً اقتصادياً عالمياً مهماً يربط جميع خطوط الأعمال الدولية.

وذكر يوكوفاتس أن كرواتيا تستهدف عقد صفقات تجارية في مجال صناعة الأحجار والرخام والسيراميك، وكذا السيارات ومجالات تكنولوجيا المعلومات والخدمات التقنية.

تبادل الخبرات

قال نائب المفوض العام لجناح النمسا، هيلموت دولر: «من المهم لجميع البلدان في هذا الحدث العالمي الضخم، إذ يوجد الكثير من الوفود الاقتصادية، ما يسمح للشركات النمساوية أن تلتقي عبر هذه المنصة مع شركات وشركاء آخرين من كل بلدان العالم».

وأشار إلى أهمية إكسبو لجميع الأطراف ليس فقط من أجل الشراكات المباشرة، لكن كذلك من أجل تبادل الخبرات.

ولفت إلى وجود نحو 150 شركة نمساوية لها تراخيص مباشرة في الإمارات، و300 شركة نمساوية أخرى تعمل في السوق الإماراتية من خلال علاقات شراكة.

وبين أن النمسا تحظى بتمثيل اقتصادي رسمي في دولة الإمارات منذ عام 1976، ولهذا فهي تعتبر الإمارات أهم شريك اقتصادي لها في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الميزان التجاري الإماراتي والنمساوي في عام 2020 وصل إلى نحو 540 مليون يورو، مع استثمارات نمساوية مباشرة في الإمارات بلغت قيمتها 7.6 مليار يورو حتى عام 2020، ما يجعلها سابع أكبر وجهة للاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم بالنسبة للنمسا، وفي نفس الفترة، بلغ إجمالي استثمارات الإمارات في النمسا 4.49 مليار يورو.

ما بعد الجائحة

من جهته، أفاد مدير جناح لوكسمبورغ في إكسبو دانيال سار، أنه من المهم المشاركة في هذا الحدث، لافتاً إلى أنه يكتسب أهمية أكبر في مرحلة ما بعد الجائحة.

وأكد أن التواجد والتجارة في المنطقة يحتم على أي طرف التواجد في الإمارات التي تعتبر مركزاً للمنطقة بأكملها والتي تمتد حتى أفريقيا وحتى شبه القارة الهندية.

وأشار إلى أن قيمة التبادل التجاري بين الإمارات ولوكسمبورغ ليست ضخمة فهي تصل إلى 100 مليون دولار، لكن الأهم من ذلك هو حجم الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين والتي تصل قيمتها إلى نحو 86 مليار دولار، لافتاً إلى أن هذا يظهر للمستثمرين في لوكسمبورغ بأن الإمارات شريك مهم جداً، وكذلك العكس بالنسبة للمستثمر الإماراتي.

نيفيرا الكهربائية الخارقة

قال مساعد مدير الجناح الكرواتي في إكسبو توماس يوكوفاتش، إن كرواتيا تعرض في جناحها نموذجاً لدرة صناعتها في مجال النقل، وهي سيارة نيفيرا الخارقة الكهربائية بالكامل، التي يبلغ سعرها 2.5 مليون دولار وتضاهي كفاءتها أبرز العلامات التجارية العالمية.

وأفاد يوكوفاتس بأن كرواتيا تنتج 50 سيارة منها سنوياً كإصدار محدود، ونسعى خلال معرض إكسبو إلى عرض السيارة وتقديم تفاصيل عنها والبحث عن فرص لتسويقها وإيجاد المزيد من المتعاملين الجدد.

122.6 مليار مساهمة الحدث بالاقتصاد

توقعت دراسة مستقلة أجرتها شركة التدقيق والاستشارات المالية «إرنست ويونغ» أن تصل مساهمة إكسبو 2020 دبي في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات إلى نحو 122.6 مليار درهم على المدى البعيد، فضلاً عن الأثر الاقتصادي، الذي سيعود بالنفع على المؤسسات الصغيرة والكبيرة على امتداد عددٍ من القطاعات الاقتصادية.

وسيستمر الأثر الإيجابي للمعرض لسنوات عدة بفضل مشاريع الإرث التي ستحول موقع الحدث الدولي إلى مجتمع حضري متكامل.