السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

حوار «المرأة والتقدم الوظيفي» يناقش السياسات المستدامة لتمكين النساء

حوار «المرأة والتقدم الوظيفي» يناقش السياسات المستدامة لتمكين النساء

الحوار عُقد بجناح المرأة في إكسبو تحت مظلة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين. (من المصدر)

في إطار الزخم الكبير الذي يشهده إكسبو 2020 دبي، نظّم الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، حواراً عالمياً رفيع المستوى حول عمل المرأة في القرن الـ21 وأفضل الممارسات في مجال السياسات العامة التي من شأنها تسريع تمكين المرأة، بمشاركة قادة عالميين في مجالات السياسة والأعمال والمجتمع ومؤثرين لهم إسهاماتهم في إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات حول العالم.

واجتمع المسؤولون الحكوميون وقادة الأعمال وسفراء النوايا الحسنة والمتخصصون في العلوم السلوكية ورواة القصص من جميع أنحاء العالم، في هذا الحوار العالمي الذي عقد بجناح المرأة في إكسبو 2020 دبي، تحت مظلة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، بعنوان «المرأة والتقدم الوظيفي: كيفية تسخير كامل الإمكانات البشرية»، بهدف تسليط الضوء على المساهمة الإيجابية متعددة الأبعاد للمرأة في المجتمع، وإيجاد حلول تكافح التمييز القائم على النوع الاجتماعي والصورة النمطية.

وركزت النقاشات على دور الرجل في دعم التوازن بين الجنسين، إضافة إلى الإجراءات في السياسات العامة لترسيخ بيئات عمل صديقة للأسرة وأكثر مساواة لتحقيق التوازن بين الحياة العملية والحياة الأسرية للآباء العاملين، كما تم تسليط الضوء على الكيفية التي تضع بها الحكومات النساء في صميم برامجها للتعافي من جائحة «كوفيد-19» من أجل إعادة البناء بشكل أفضل، وإنشاء مجتمعات مرنة وشاملة للجميع.


ضمت قائمة المتحدثين: سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات والمفوض العام للاتحاد الأوروبي في إكسبو أندريا ماتيو فونتانا، ونائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين منى غانم المرّي، والأمينة العامة لمؤسسة الوليد للإنسانية وسفيرة النوايا الحسنة والمناصرة لقضية المساواة الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، ووزير دولة للتجارة الخارجية وشؤون دول الشمال في مملكة السويد كريستر نيلسون، ووزيرة الدولة لوزارة العمل والأسرة والشؤون الاجتماعية وتكافؤ الفرص في جمهورية سلوفينيا ماتيا ريبيتش، ورئيس وحدة في خدمة المفوضية الأوروبية لأدوات السياسة الخارجية شتيفان شلوينينغ، ومدير مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتورة موزة الشحّي، والرئيس التنفيذي لشركة ماباي Mapei السيدة فيرونيكا سكوينزي.


منصة مثالية



وأعربت منى المرّي عن شكرها للاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركائهما في تنظيم هذا الحدث «الذي يعد منصة مثالية تجمع قادة وخبراء عالميين للانخراط في حوارات ملهمة لتحفيز الفكر الذي من شأنه تعزيز تأثير المرأة»، مؤكدةً أن أحد الأهداف الرئيسية لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين يتمثل في تحويل المناقشات التي تجري خلال مثل هذه الأحداث الكبرى إلى شراكات فعالة وخطط ملموسة واستراتيجيات عملية للاستفادة من الإمكانات الكاملة للمرأة وتعزيز دورها الحيوي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية حول العالم.

وقالت المري: «اليوم، أصبحت الحكومات حول العالم أكثر إدراكاً من أي وقت مضى بأن التمكين الاقتصادي للمرأة وتحقيق التوازن بين الجنسين أمران أساسيان للنهوض بالاقتصادات المستدامة وتحقيق تقدم في التنمية الوطنية وبناء مجتمعات مزدهرة، وبناءً على تجربتنا في دولة الإمارات، وتحديداً مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، عملنا على ترسيخ الحقوق الاقتصادية للمرأة من خلال الرجوع إلى التقارير العالمية وتطبيق أفضل الممارسات للمرأة في الاقتصاد، ومن خلال تضافر الجهود والتعاون المشترك، سنواصل إحراز تقدم مهم نحو تمكين المرأة في جميع أنحاء العالم».

نهج شامل

وفي معرض حديثها خلال الجلسة الأولى بعنوان «تمكين المرأة في جميع مراحل حياتهم المهنية»، قالت سفيرة النوع الاجتماعي والتعددية للدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي ستيلا رونر-غروباتشيتش: «لتحقيق تغيير دائم وتعزيز قيادة المرأة في صنع القرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، نحن بحاجة إلى نهج شامل ومتكامل، بما فيه إشراك الرجال والشباب، كما أننا بحاجة لتعزيز وعينا وقناعاتنا بأننا نريد أن تتغير الأشياء وعلينا أن نبدأ الآن».

السياسات العائلية

وتحدثت ماتيا ريبيتش في الجلسة الثانية التي أقيمت تحت عنوان «السياسات العامة الصديقة للأسرة وتقاسم أكثر إنصافاً لأعباء رعاية الأطفال»، حيث قالت: «تتمتع سلوفينيا بواحدة من أفضل السياسات العائلية في العالم. تدعم مشاريع مثل (فَعِّل الأب) لتشجيع مشاركة الوالدين والمساواة في تربية الأطفال ورعايتهم. وكذلك، وبفضل نظام رياض الأطفال المنظم بشكل جيد جداً، والذي يمكّن المرأة من الانتقال السريع لسوق العمل، تتمتع سلوفينيا بأكبر حصة من الأمهات العاملات بدوام كامل في الاتحاد الأوروبي منذ عقود، وفي الوقت ذاته تتمتع المرأة أيضاً بمستوى منخفض من الفجوة في الأجور».

وخلال الجلسة الثالثة «إجراءات السياسات وتبادل أفضل الممارسات»، تحدث كريستر نيلسون حول الدور المتقدم في السويد بهذا الشأن، قائلاً إن تمكين المرأة هو مفتاح التنمية المستدامة، وهناك أيضاً أدلة دامغة على أن المساواة بين الجنسين تعزز النمو الاقتصادي، مضيفاً أن لدى الحكومة السويدية حكومة نسوية تنتهج سياسة خارجية نسوية مع تركيز واضح على حقوق النساء والفتيات، والتمثيل، والموارد.

وأقيمت الفعالية في جناح المرأة في إكسبو 2020 بالتعاون مع كارتييه، وبالشراكة مع سفارات دول سلوفينيا وإسبانيا والسويد، إضافة إلى المفوضية العامة لإيطاليا في إكسبو 2020 دبي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وقبل انعقاد الفعالية، دعي المشاركون في الحوار لحضور مأدبة غداء استضافها كل من سفيرة مملكة السويد لدى دولة الإمارات الدكتورة ليزلوت أندرسون، والدكتور أندريا ماتيو فونتانا، وذلك في الجناح السويدي. وتزامن ذلك أيضاً لافتتاحهما معرض صور بعنوان «آباء إماراتيون» للمصور السويدي الشهير يوهان بافمان.