الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الوكالة الدولية للطاقة الذرية باقية في زابوريجيا.. تعرف على الأسباب

الوكالة الدولية للطاقة الذرية باقية في زابوريجيا.. تعرف على الأسباب

المحطة النووية

بعدما أثار القصف الذي تعرضت له محطة زابوريجيا التي سيطرت عليها روسيا بعد عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مخاوف من تعرض المحطة لأضرار قد تهدد بحدوث كارثة نووية على غرار تلك التي حدثت في انفجار مفاعل تشيرنوبل عام 1986، لم يؤدِ وصول طاقم تفتيش تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية للمحطة إلَّا إلى تخفيف هذه المخاوف بقدر ضئيل.

وقال آدم لامون، المحرر التنفيذي لمجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية في تقرير نشرته المجلة، إنه في الحقيقة، هذه مجرد البداية لما سوف تكون عملية طويلة لحماية الموقع من التعرض لكارثة.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية باقية في زابوريجيا

ووفقاً لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل جروسي، الذي زار المجمع الضخم الذي يضم ستة مفاعلات في الأول من سبتمبر الجاري، كجزء من بعثة لتقصي الحقائق مكونة من 14عضواً، تعتزم الوكالة الاحتفاظ بوجود في المحطة رغم أنها منطقة حرب نشطة.

وقال جروسي، في الوقت الذي استمر فيه قتال عنيف وقصف شديد بالقرب من المحطة: «فليعرف العالم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية باقية في زابوريجيا».

وأضاف جروسي: «من الواضح أن المحطة وسلامتها المادية قد تم انتهاكها عدة مرات بالصدفة أو عن عمد، وأنه ليس لدينا العناصر لتقييم ذلك»، وجاءت تصريحات جروسي قبل أن يصف الكيفية التي كان يعمل فيها المفتشون وسط أصوات المدافع الرشاشة ودفعات من طلقات المدفعية ومدافع الهاون.

ومع ذلك، أشار جروسي إلى أن الزيارة للموقع كانت مثمرة بالفعل، حيث تمكن الطاقم من تجميع الكثير من المعلومات، هذه خطوة إيجابية حتى على الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، وفي أوائل أغسطس الماضي، حذَّر جروسي من تداعيات خطيرة للغاية عقب اندلاع قتال وحدوث عدة انفجارات قرب لوحة المفاتيح الكهربائية للمحطة ما أسفر عن انقطاع الطاقة وانفصال وحدة مفاعل عن الشبكة الكهربائية وانطلاق رجال مكافحة الحرائق إلى مسرح الحادث.

قذائف المدفعية تخترق مباني الدعم المجاورة

وعلى مدار أكثر من 5 أشهر، حافظ طاقم صغير من المهندسين الأوكرانيين على تشغيل مفاعلين من المفاعلات الستة بالمحطة تحت تهديد السلاح، بينما اخترقت قذائف المدفعية مباني الدعم المجاورة وهددت حرائق غابات خطوط الطاقة المهمة للحفاظ على استمرار المهام الخاصة بسلامة المحطة.

وأضاف لامون، وهو أيضاً زميل دراسات الشرق الأوسط في مركز ناشيونال إنتريست، أن العمل وسط منطقة حرب ومواجهة تهديدات بالاعتقال، يجعل من غير الواضح المدة التي يستطيع خلالها المهندسون تشغيل المحطة بدون أن تصبح خطراً على أنفسهم وعلى العالم.

ومن المؤكد أن أي فقدان للكهرباء أو أشخاص آخرين يمكن أن يعرض للخطر العمليات ويطلق ملوثات مشعة عبر أوكرانيا وأوراسيا، والتي يعتبر ضحاياها تحت رحمة ظروف الرياح.

ووزعت السلطات في أوكرانيا -كإجراء استباقي- أقراص الإيودين على مواطنيها لخفض خطر إصابتهم بمرض سرطان الغدة الدرقية، بينما قامت رومانيا ومولدوفا بتخزين الأقراص لتوزيعها على مواطنيهما أيضاً.

ويحدث كل هذا وسط خلفية جيوسياسية متوترة، وبينما يعمل طاقم الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمهندسون الأوكرانيون لمنع وقوع كارثة نووية، تواصل روسيا وأوكرانيا تحميل كل منهما الأخرى المسؤولية عن العنف في المحطة وتسليح عملياتها لتحقيق مكاسب.

فعلي سبيل المثال، قالت أوكرانيا إن روسيا تعتزم ربط محطة زابوريجيا بشبكتها للكهرباء لتزويد شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا بالطاقة.

جهود منع وقوع حادث إشعاعي

وفي أواخر أغسطس الماضي، تم فصل محطة زابوريجيا التي كانت توفر نصف الطاقة النووية الأوكرانية و20% من احتياجاتها من الكهرباء، عن الشبكة الأوكرانية للمرة الأولى في تاريخها، مما أرغم المهندسين الأوكرانيين على تشغيل مولدات الطاقة الاحتياطية التي تعمل بالديزل لمنع وقوع حادث إشعاعي.

ولا يعتبر الاعتماد على المولدات الاحتياطية أمراً مثالياً في أحسن الظروف، ولكن ذلك يكون حتى أسوأ في منطقة حرب نشطة، حيث يتطلب الإبقاء عليها ممتلئة بالديزل أمرين يتمثلان في خطوط إمدادات مستقرة والأمن الضروري لمنع السرقة.

وقال لامون إنه إذا نجحت روسيا في ربط زابوريجيا بالأراضي التي استولت عليها، فإن هذا سوف يكون نصراً استراتيجياً لموسكو، وتبنت روسيا، التي تعثرت في تحقيق أهدافها الحربية لغزو كل أوكرانيا، في ما يبدو استراتيجية جديدة تتمثل في ضم أوكرانيا قطعة قطعة، ويعزز مصادرة إمدادات الكهرباء الرخيصة والموثوق بها من محطة زابوريجيا هذا الهدف ويقوض قدرة أوكرانيا على تقديم الخدمات والحفاظ على جودة حياة حديثة لمواطنيها.

ويشير إعلان كييف عن شن هجوم مضاد قرب خيرسو، الواقعة غرب زابوريجيا، فقط إلى أي مدى يعد الموقف مائعاً، وفي الحقيقة، زعمت وزارة الدفاع الروسية في سبتمبر الجاري أنها صدت محاولة من جانب قوات أوكرانية للاستيلاء على المحطة النووية.

فقد عادت محطة زابوريجيا، لتكون مجدداً موقعاً للمعارك، على الرغم من وجود مفتشين دوليين، حيث شهدت المحطة انقطاع اتصالها بشبكة الكهرباء مجدداً، حسب ما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية.