الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

أزمة الطاقة والتضخم.. تحديات ضخمة أمام المدارس البريطانية

أزمة الطاقة والتضخم.. تحديات ضخمة أمام المدارس البريطانية

طلبة المدارس البريطانية- صورة من (epa)

حذّر تقرير نشرته صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، الأحد، من التحديات التي تواجهها المدارس البريطانية، في الموسم الدراسي الجديد، وفي مقدمتها تضاعف أسعار الطاقة، بالإضافة إلى ضرورة قيامها بزيادة رواتب المعلمين، ما سيجعلها أمام خيارات صعبة.

ولفت التقرير إلى أن المدارس البريطانية بدأت في إعادة فتح أبوابها، لفصل الخريف، خلال الأسبوع الماضي، في ظل ظروف صعبة، فبعدما خرجت المدارس لتوها من أزمة جائحة كورونا، فإنها تواجه أزمة جديدة تتمثل في النفقات، فقد كان مديرو المدارس ينفقون فترات الصيف في تجهيز ميزانياتهم، ومحاولة تحديد البنود التي يمكن تقليص الإنفاق منها، بهدف توفير أموال كافية للتعامل مع تضاعف أسعار فواتير الطاقة وزيادة الأجور دون أن يؤثر ذلك على التلاميذ.

وواجهت المدارس أوقاتاً صعبة خلال السنوات الأخيرة، فقد انخفض التمويل الحكومي لكل تلميذ، بنسبة 9% بين عامي 2010 و2020، وهو ما يصفه معهد الدراسات المالية بأنه أكبر خفض في تمويل المدارس منذ أكثر من 40 سنة.كما عانت المدارس التي تخدم أفقر المجتمعات من الأسوأ، فقد شهدت خفضاً في التمويل بنسبة 14%، وبينما رفعت الحكومة من التمويل منذ عام 2020، لكنه لا يزال قليلاً للغاية، مقارنة بالنسبة التي كان عليها في عام 2010.

ومن أبرز التحديات التي تواجه المدارس أيضاً، أن جائحة كورونا جلبت معها مجموعة من التحديات أمام المدارس، فقد ظل التلاميذ يتعلمون من المنزل لعدة أشهر، كما ألغيت الامتحانات لعامين متتاليين، وسط إغلاق متكرر، كما أن ذلك الإغلاق كان له تأثير سلبي على صحة الأطفال العقلية.

ووسط كل تلك التحديات، تواجه المدارس الآثار المدمرة الناتجة عن تضاعف أسعار فواتير الطاقة والتضخم، كما يتوجب على مديري المدارس تمويل زيادة رواتب المعلمين، بينما تستنزف تكاليف الطاقة أموال المدارس. ووجد تحليل أجرته مكتبة مجلس العموم أن أسعار الغاز والكهرباء للمدارس ارتفعت بنسبة 83% في الربع الأول من عام 2022، لكن بعض المدارس قالت إن ارتفاع فواتير الطاقة تجاوز 300%.

ونقل التقرير عن نقابات المدرسين قولها إن بعض مديري المدارس ليس لديهم خيار لتقليص الإنفاق سوى تقليل ساعات عمل الموظفين، وخاصة مساعدو التدريس، وزيادة أحجام الفصول، وتقليل خيارات المناهج الدراسية، وتقليص الرحلات، وتقييد التدفئة بالمدارس، كما أن بعضهم يفكر في تقليل الساعات التي يقضيها الطلبة بالمدرسة.

ولفت التقرير إلى أنه بينما تستمر أزمة الطاقة منذ عدة أشهر، إلّا أن الحكومة البريطانية لم تقدم أي خطة لمساعدة المدارس لمواجهة أزمة الطاقة، خاصة أن المدارس خرجت للتو من أزمة جائحة كورونا، وتحتاج إلى زيادة الإنفاق الأنشطة وتوفير الصحة العقلية. واعتبر التقرير أن هناك احتياجاً إلى اتخاذ إجراءات لحماية المدارس والمستشفيات وغيرها من الخدمات من تأثير ارتفاع فواتير الطاقة بشكل عاجل.