الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

إلى أين سيتجه النفط الروسي حال تنفيذ حظر الاستيراد الأوروبي؟

إلى أين سيتجه النفط الروسي حال تنفيذ حظر الاستيراد الأوروبي؟

يبدأ في أوائل ديسمبر المقبل، سريان تنفيذ قرار الاتحاد الأوروبي حظر استيراد النفط الروسي، وتنفيذ آلية لتقييد سعره بتنسيق من دول مجموعة السبع، ما يثير العديد من التساؤلات حول مصير النفط الروسي، والذي من المتوقع في حال وجود عقبات لتصديره إلى الدول الأوروبية، أن يتوسع في التوجه إلى السوق الآسيوي، بحسب تقرير نشرته صحيفة «روسيسكايا جازيتا» الروسية، اليوم الثلاثاء.

وأوضحت الصحيفة أنه مع فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على النفط الروسي في ديسمبر المقبل، فلن تتمكن أوروبا من تلقي النفط الروسي إلّا عبر خطوط الأنابيب، ومما يزيد الطين بلة، مساعي وضع سقف لسعر النفط الروسي، إلا أنه من غير الواضح إذا ما كانت الدول الأُخرى المستوردة للنفط الروسي، ستقوم بتنفيذ قرار وضع سقف لسعر النفط الروسي، ويسايرون قرار مجموعة الدول السبع (بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة).

ولفتت الصحيفة إلى أن أكبر مستوردي النفط العالميين، هي الصين والهند وكوريا الجنوبية، وبعض الدول الأُخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فبينما تظل أحجام استهلاك النفط في أوروبا عند نفس المستوى تقريباً، حتى أنها تتناقص إلى حدٍّ ما، فإن الطلب على النفط ينمو في غالبية دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتأتي واردات النفط لكل من الصين والهند فقط، متفوقة على واردات النفط لكل أوروبا.

وتشكّل جميع دول آسيا والمحيط الهادي، باستثناء اليابان وأستراليا، أكثر من 48% من تجارة النفط العالمية، ولهذا فإن صادرات النفط الروسية، ونجاح العقوبات ضد روسيا سيعتمدان على موقف دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ونقلت الصحيفة عن الأستاذ المساعد في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، فاليري أندريانوف قوله: «دول آسيا والمحيط الهادي ليس لديها ما تتفق عليه مع الغرب في مجال النفط، فدول مجموعة السبع هي في الأساس مستورد لمنتجات الطاقة، وتتنافس مع دول الشرق للوصول إلى موارد الطاقة».

وتابع قائلاً: «يخسر الغرب هذه المعركة، لأنه من خلال فرض العقوبات ووضع القيود على روسيا، فإنه يقطع بذلك إمدادات النفط الروسية إليه، ويعيد توجيهها إلى الأسواق الآسيوية»، مضيفاً أن غالبية دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ لم تنضم إلى أي عقوبات ضد روسيا، كما أن ليس لديها أي سبب لتنفيذ وضع سقف لأسعار النفط والغاز الروسي.

ومن جانبه، قال الخبير المالي ومدير المحفظة في «Alfa Capital»، «دميتري سكريبين»، «النفط الروسي يتميز بجاذبيته الاقتصادية بالنسبة للمستوردين الآسيويين، حتى أنه من المستحيل استبعاد بعض المخاطر السياسية، فقد صرحت الولايات المتحدة الأمريكية مراراً وتكراراً، بأنها تدرس فرض عقوبات ضد الدول التي تشتري النفط الروسي بسعر أعلى من سقف السعر الذي حددته مجموعة السبع».