الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

جيمس ويب يبحث عن الكواكب الصالحة للعيش

جيمس ويب يبحث عن الكواكب الصالحة للعيش

على الرغم ما كُشف في الأيام الأخيرة عن الصور المذهلة الأُولى التي التقطها التلسكوب الفضائي جيمس ويب، إلّا أنّ مهمّته في اكتشاف تاريخ الكون لا تزال في بدايتها؛ فقد حجز علماء من حول العالم مواعيد للاستعانة بهذه الأداة الجديدة الأكثر تطوراً في مراقبة الكون.

وفي ما يلي لمحة عن مشروعين سيتولّى التلسكوب من خلال أدواته ذات القدرات الفائقة إنجازهما في المراحل الأولية:

- النجوم والمجرات الأُولى تبرز من بين أهم خصائص جيمس ويب قدرته على دراسة المراحل الأُولى من تاريخ نشأة الكون بعد الانفجار العظيم الذي حصل قبل 13,8 مليار سنة.

وكلما كانت الأجرام بعيدة عن الأرض، يستغرق ضوؤها وقتاً أطول ليصل إلينا، فالنظر إلى تاريخ الكون يعني إذاً العودة إلى ماضيه البعيد.

ويقول دان كوي، وهو عالم فضاء في معهد مراصد علوم الفضاء، ومتخصص في نشأة الكون، «ننظر إلى هذه المرحلة المبكرة لنرصد أُولى المجرات التي تشكلت عند نشأة الكون».

واستطاع علماء الفضاء أن ينجزوا 97% من مرحلة العودة إلى الفترة التي تلي الانفجار العظيم، لكننا «لا نرى النقاط الحمراء الصغيرة إلا عندما ننظر إلى المجرات البعيدة جداً».

ويضيف العالم «نستطيع أخيراً بفضل جيمس ويب أن ننظر إلى داخل المجرات لنتعرف على مكوناتها».

ويشير عالم الفضاء إلى مشروعين يعتزم جيمس ويب تحقيقهما، يتمثل أحدهما بمراقبة MACS0647-JD، وهي إحدى أبعد المجرات المعروفة، وقد ساهم هذا العالم في اكتشافها سنة 2013، فيما سيراقب التلسكوب في المشروع الثاني إيرندل، وهو أبعد نجم يُرصد على الإطلاق، وقد اكتُشف في مارس.

وفيما أُدهشت البشرية بصور جيمس ويب الأُولى التي التقطها التلسكوب بالأشعة تحت الحمراء؛ لأنّ الضوء المنبثق من الكون البعيد امتدّ إلى هذه الأطوال الموجية تزامناً مع توسع الكون، إلا أنّ العلماء يولون اهتماماً بالغاً كذلك لتقنية التحليل الطيفي.

ومن شأن التحليل الطيفي لضوء أحد الأجرام أن يكشف عن خصائص هذا الجرم، كدرجة حرارته وحجمه وتركيبته الكيميائية، فهذه التقنية هي إذاً بمثابة طب شرعي خاص بعلم الفلك.

واختير العلماء الذين سيديرون المشاريع العلمية الخاصة بجيمس ويب استناداً إلى عملية انتقاء تنافسية كانت مفتوحة أمام الجميع بغض النظر عن مستوى تقدّمهم في مسيرتهم المهنية.

ومن بين من اختيروا أوليفيا ليم، وهي طالبة دكتوراه في جامعة مونتريال تبلغ 25 سنة. وتقول لوكالة فرانس برس «عندما بدأ الحديث عن التلسكوب لم أكن قد ولدت حتى».

ويتمثل هدف ليم بمراقبة كواكب صخرية تتشابه في الحجم مع الأرض، وتدور حول نجم يحمل اسم «ترابيست - 1». وهذه الكواكب قريبة من بعضها لدرجة أنّه من على سطح أحدها يمكن أن تظهر الكواكب الأُخرى بشكل واضح في السماء.

وتقول ليم إنّ «نظام عمل «ترابيست - 1» فريد من نوعه»، مضيفةً أنّ «المعايير الموجودة في «ترابيست - 1» مواتية للبحث عن إمكانية وجود حياة خارج نظامنا الشمسي».

وتقع ثلاثة من كواكب «ترابيست - 1» السبعة في النطاق الصالح للحياة على مسافة ليست بعيدة أو قريبة جداً عن النجم، ما يوفر درجات حرارة مناسبة لتواجد المياه على سطحها.

ويبعد «ترابيست - 1» 39 سنة ضوئية فقط عن الأرض، ويمكن رؤية الكواكب تمرّ أمام النجم، ما يجعل من الممكن رصد انخفاض اللمعان الذي يحصل بعد عبور النجم واستخدام تقنية التحليل الطيفي للتعرف إلى خصائص الكواكب.