الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«الموجة الثانية» من التضخم تضرب صناعة البناء

«الموجة الثانية» من التضخم تضرب صناعة البناء

حذر رئيس أكبر شركة لمواد البناء في العالم من أن الصناعة تواجه «موجة ثانية» من التضخم، حيث تؤدي أسعار الطاقة المتصاعدة إلى ارتفاع كلفة كل شيء من الأجور إلى الخدمات اللوجستية، وقال ألبرت مانيفولد، الرئيس التنفيذي لشركة CRH، إنه يرى «موجة ثانية من زيادات الكلفة» في أعقاب ارتفاع أسعار الغاز التي تسارعت بعد الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب فاينانشيال تايمز.

وتعرضت المجموعة المدرجة في دبلن، التي تعمل في مشاريع بناء كبيرة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، وتقدر قيمتها بـ30 مليار يورو، إلى زيادة بنسبة 50% في تكاليف الطاقة في النصف الأول من العام، وقال مانيفولد إن الأجور وتكاليف الخدمات اللوجستية آخذة في الارتفاع منذ يونيو أو يوليو.

وأضاف: «جاءت كلفة الطاقة مباشرة تقريباً بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما يضغط على كلفة المعيشة، ويدفع الآن نحو تضخم الأجور»، وتشمل مشاريع CRH إنشاء خط كروسريل شرق-غرب الجديد في لندن، وخط سكة حديد HS2 في المملكة المتحدة، والخطط طويلة الأجل المدعومة من الحكومة، والتي ساعدت في عزل الشركة عن التكاليف المتزايدة، وساعد ذلك CRH في الإبلاغ عن قفزة تقارب 30% في أرباح النصف الأول.

ورددت الشركات الكبرى الأخرى وجهة نظر مانيفولد القائلة إن القلق التضخمي الأكبر لصناعة البناء يكمن في تأثيرات الدرجة الثانية لتكاليف الطاقة المرتفعة.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة بيركلي لبناء المنازل في المملكة المتحدة، روب بيرينز، إن ارتفاع التكاليف في النصف الثاني من العام من المرجح أن يبطئ بناء المنازل الجديدة، لا سيما في لندن.

وأضاف: «صحيح أن الطاقة هي المفتاح للتضخم، لكن الخطر الآخر هو تضخم الأجور، وقد يتحقق ذلك إذا استمرت أسعار الطاقة وكلفة المعيشة في الارتفاع، لذا فإن هذا هو مصدر القلق».

وتشكل تكاليف البناء، بما في ذلك المواد والطاقة والعمالة، ما يقرب من نصف قاعدة الكلفة الإجمالية في بيركلي، وقال بيرينز إنه إذا زادت هذه الزيادة بنسبة 4% سنوياً، فسيتعين على الشركة الاختيار بين زيادة أسعار المبيعات بنسبة 2% أو تلقي ضربة معادلة لهوامشها.

وفي المملكة المتحدة، يهدد ارتفاع التضخم بدفع الاقتصاد إلى الركود، ووفقاً لخبراء اقتصاديين في سيتي جروب، فإن التضخم في طريقه لتجاوز 18% العام المقبل إذا استمرت أسعار الغاز في الارتفاع.

يستهدف بنك إنجلترا معدل تضخم يبلغ 2% سنوياً، لكن رئيس بيركلي يتوقع أن يصل التضخم إلى «4-5%» خلال السنوات الثلاث إلى الأربع، حتى بعد تراجع ارتفاع أسعار الطاقة مرة أخرى.