السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الهند: صفقات عقارية مغرية رغم ضعف الطلب

الهند: صفقات عقارية مغرية رغم ضعف الطلب

يقدِّم مطورو العقارات في الهند قروضاً عقارية مخفَّضة مع إمكانية إيقاف السداد لجذب مشتري الشقق، والتخفيف من وطأة ارتفاع أسعار الفائدة، إذ تتزامن هذه العروض مع موسم مهرجان الدوسيرا والديوالي الهندوسي، حيث يُعدُّ شراء العقارات فيه أمراً ميموناً.

رغم أنَّه من الطبيعي إعطاء الحوافز للمشترين المحتملين خلال الفترة التي تستمر حتى أوائل نوفمبر، فإنَّ إغراءات هذا العام تجاوزت العروض المعتادة، حيث تقدم «تاتا هاوسينغ» سعرَ فائدة ثابت لمدة 12 شهراً بنسبة 3.5% عبر مشاريعها في سبع مدن، بما فيها دلهي ومومباي وغوا، في حين أغلقت شركة «لودها غروب» أسعارَ الفائدة عند 6.99% حتى عام 2024، علماً أنَّ أسعار الفائدة لدى الشركتَين أقلُّ من أسعار الفائدة على القروض السكنية في السوق، والتي تزيد عن 8%.

في الوقت نفسه، عرضت شركة «رونوال غروب» للمطورين المقيمين في مومباي إيقافاً لسداد مدفوعات القروض العقارية لمدَّة عام، إذ يأمل المطورون أن تؤدي الحوافز هذا العام إلى تعويض تأثير ارتفاع أسعار الفائدة مؤخَّراً؛ بهدف جذب المشترين المحتملين، والحفاظ على الزخم خلال فترة مبيعات المهرجان الحاسمة.

ومن جهته أشار نيرانجان هيرانانداني، نائب رئيس مجلس التنمية العقارية الوطني، إلى «إدراك المطورين للضغط التضخمي المتراكم مع الخلاف الاقتصادي المتصاعد، ما يدفعهم إلى تقديم صفقات مغرية بالتزامن مع المهرجان»، وفقاً لمقالة نشرتها «بلومبيرغ» حديثاً.

وعلى غرار العديد من دول العالم، شهدت الهند طفرةً في العقارات، حيث إنَّ أسعار الفائدة المنخفضة على مدى عقد من الزمن دفعت الناس إلى شراء المنازل وأسفرت عن انتعاش قوي في أحجام بيع المنازل، لكنَّ السوق بدأت مؤخراً في إظهار علامات التهدئة استجابةً للبنك المركزي الذي شدَّد سياسته النقدية لكبح جماح التضخم.

رفع بنك الاحتياطي الهندي سعرَ الفائدة الأساسي للمرة الثالثة على التوالي بمقدار نصف نقطة مئوية إلى 5.4% الشهر الماضي، ما رفع تشديده التراكمي منذ مايو إلى 1.4 نقطة مئوية، لذلك انخفضت أحجام بيع المنازل في أكبر تسع مدن بنسبة 7% في الربع الثاني، ولكن على أساس سنوي، ما تزال الأحجام مرتفعةً بنسبة 96%.

تلجأ الأسواق المتباطئة في دول أخرى أيضاً إلى المحفزات، حيث تتفاجأ شركات البناء في الولايات المتحدة بعدد كبير من المنازل غير المباعة، ما يدفعها إلى خفض الأسعار مع اقتراب اكتمال بناء المنازل، إلى جانب تقديم صفقات مغرية، مثل أسعار الفائدة المنخفضة على القروض العقارية.

ومن ناحيتها توقَّعت شركة «دي آر هورتون» في يوليو تقديمَ المزيد من الحوافز للمشترين في الربع الحالي، في حين أشارت شركة «تول بروذرز» لبناء المنازل الفاخرة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلا أنَّها زادت من إغراءات المشترين للمساعدة في تجاوز تباطؤ الطلب، أمَّا في لندن، فغالباً ما يلجأ مطورو العقارات إلى تقديم الخصومات النقدية وحزم التصميم الداخلي لجذب المشترين.

ولكن رغم كلِّ ذلك، ما تزال توجد فسحة للتفاؤل في الهند أنَّ الطلب المكبوت والدخل الأسري المتنامي سيستمران في دعم السوق، ففي حين أنَّ المبيعات تباطأت مؤخَّراً، تستمر أسعار المساكن في الارتفاع، مع ارتفاع متوسط أسعار المساكن في بعض المدن بنسبة 5% في الربع الثاني من العام السابق، فيما كانت الزيادة الأكبر في منطقة العاصمة الوطنية، حيث تقع نيودلهي، إذ ارتفعت الأسعار بنسبة 10%.

ومن جهته أفاد راجيف سينغ، رئيس شركة «دي إل إف» الهندية أنَّ «الأسعار المرتفعة للقروض العقارية تشكِّل تحديات على المدى القريب لزخم الطلب»، لكنَّ سينغ لا يتوقع "أيَّ تأثير سلبي مادي كبير بالنظر إلى الطلب في القطاع والقوة الكامنة في الاقتصاد الهندي.