كشفت دراسة جديدة من GfK AutoMobility عن تراجع ضخم في رغبة المستهلكين في شراء سيارات جديدة بنسبة 57%، وهو أعلى مستوى لرفض المركبات منذ عام 2016.
ويرجع عدم وجود الرغبة في شراء السيارات الجديدة إلى أسباب كثيرة، أهمها التضخم الذي يعيشه العالم، بجانب ارتفاع أسعار السيارات نتيجة لعزم الشركات المصنعة تحقيق أرباح تجارية طائلة.
الدراسة تكشف أيضاً أن الحالة المزاجية للمستهلكين «كئيبة»، حيث يعتقد فقط 21% من المستهلكين أن الوقت مناسب لشراء سيارة جديدة، وهذه النسبة هي الأقل منذ الركود العظيم، في حين أن غالبية المستهلكين يرون أن الأفضل هو الانتظار وعدم الشراء حالياً.
ومن بين المشترين المحتملين الذين تتراوح أعمارهم بين 25-42 عاماً و43-57 عاماً، يخطط 37% فقط منهم لشراء سيارة جديدة في العامين المقبلين، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 8% عما كانت عليه الأمور في يوليو 2020.
المثير للاهتمام أن المستهلكين سواء من ذوي الدخل المتوسط أو المرتفع يبتعدون عن شراء السيارات الجديدة على حد سواء. بالنسبة لمن يكسبون من 55 ألف دولار وحتى 10 آلاف دولار سنوياً، 44% فقط يخططون لشراء سيارة جديدة بانخفاض 10% عن عام 2020، ويقابل ذلك زيادة بنسبة 10% في الراغبين في شراء سيارات مستعملة.
أمّا من يكسبون بين 150 ألف دولار فأكثر، فيبلغ اهتمامهم بشراء سيارة جديدة 72% فقط، ورغم أن النسبة أكبر بكثير من أصحاب الدخل المتوسط، إلا أنها لا تزال تمثل انخفاضاً بنسبة 5% منذ يناير من هذا العام.
وأفادت الدراسة أن 21% ممن يكسبون من 100 ألف دولار إلى 150 ألف دولار يتطلعون إلى السيارات المستعملة، بينما 19% آخرون يفكرون في استخدام المركبات الجديدة والمستعملة بالتساوي.
وتزيد الدراسة من حجم الخطر المحدق بسوق السيارات عندما تكشف أيضاً عن ابتعاد من ينوون شراء السيارات عن الشاحنات الصغيرة ذات الحجم الكامل FSP على المدى القصير والطويل، وهو ما نعته الدراسة بـ«أول تحول في النمو لا يمكن إيقافه على مدار العامين الماضيين».
وأشارت النائبة الأُولى لشركة GfK AutoMobility إلى خطورة الوضع بقولها: «شراء السيارات الجديدة هو شريان الحياة في صناعة السيارات، لا يمكن للمستهلكين تحمل الكثير من الرياح المعاكسة مثل أسعار الوقود والتضخم والارتفاع الأكبر على الإطلاق لسعر السيارات الجديدة حالياً».