الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

«تباطؤ الطلب» يثقل كاهل السوق العالمي لشحن البضائع

«تباطؤ الطلب» يثقل كاهل السوق العالمي لشحن البضائع

تتوقع شركات تجارة عالمية، مثل «فيديكس» و«كاثي باسيفيك إيرويز»، ضعفاً في الطلب خلال موسم التسوق في عطلة نهاية العام؛ بسبب تباطؤ الأعمال الذي تشهده السوق، ما يثقل كاهل السوق العالمية لقطاع الشحن.

وتأتي تلك النظرة القاتمة بالتزامن مع كفاح المستهلكين على الصعيد العالمي لمواجهة ارتفاع ثمن الغذاء والوقود والسكن.

كما يرى مراقبو قطاع التجارة العالمية أنَّ المزيد من المتسوقين في الصين يقللون من الإنفاق، حيث أدَّت القيود القاسية لكوفيد-19 في البلاد إلى إضعاف الاقتصاد، فيما تراجعت شركة «فيديكس» يوم الخميس عن تنبؤٍ أصدرته قبل ثلاثة أشهر فقط، إذ ترى أنَّ تباطؤ الطلب العالمي تسارع في نهاية أغسطس، وكان في طريقه إلى التدهور في الربع الثالث.

وعادةً ما يكون موسم عطلة نهاية العام مزدحماً من ناحية الشحن الجوي للهواتف الذكية والألعاب والملابس الحديثة من المصانع الآسيوية إلى الولايات المتحدة وأوروبا.

لكنَّ تجار التجزئة الغربيين، ومنهم «كاستكو هولسيل غروب» و«مايسيز»، وجدوا أنَّ رفوفهم مليئةً بالبضائع غير المباعة، ما يشير إلى أنهم أساؤوا تقدير الطلب، ومن المرجَّح أن يكونوا أكثر حذراً في أثناء إعادة التخزين.

ومن جهة أخرى، يرى محللو «جي بي مورغان» أنَّ عدم وجود زخم بعد إعادة فتح الصين يمثِّل علامةً سلبية للطلب على الشحن، ما أثَّر سلباً على شركة فيديكس كونها شركة الشحن الجوي الرائدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

انخفضت أسهم «فيديكس» بنسبة 16% في نيويورك يوم الخميس، في حين انخفضت أسهم شركة «دويتشه بوست» بنسبة 3.6%، أما «كاثي باسيفيك إيرويز» المدرجة في هونغ كونغ، فحذَّرت من أنَّ موسم ذروة الشحن هذا العام قد يكون أضعف من موسم العام الماضي؛ بسبب التضخم وسياسية «صفر كوفيد» في الصين، فيما ذكرت شركة النقل «سي إم إيه» التي تتخذ من فرنسا مقرّاً لها أنَّ ضعف الإنفاق الاستهلاكي يحدُّ من الطلب على الشحن وأسعاره.

ومن ناحية أخرى، أفاد أنتوني تشونغ، مدير في شركة «أوسلينك مارين» العائلية لشحن المأكولات البحرية من سنغافورة إلى الصين، بأنَّ الشحن الجوي إلى الصين ما يزال يمثِّل تحدياً، حيث إنَّ تحديات سلسلة التوريد التي تؤثر سلباً على الشحن الجوي الدولي لن تنتهي على الأرجح حتى تخفف الصين من القيود.

بالإضافة إلى ذلك، أدَّى هبوط الطلب إلى انخفاض أسعار شحن الحاويات البحرية من آسيا إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ مايو 2020، وفقاً لمقالةٍ نشرتها «رويترز» حديثاً، فيما انخفضت أحجام الشحن الجوي حول العالم بنسبة 11% في الأسبوع الأول من سبتمبر مقارنةً بالعام السابق، وفقاً لبيانات «وورلد إيه سي دي» التي أشارت إلى غياب علامات واضحة على الانتعاش حتى الآن.

أما شركة «ديلويت» فتنبأت هذا الأسبوع أنَّ نمو مبيعات التجزئة في العطلات الأمريكية سيتباطأ بشكل حاد، متأثراً «بانخفاض الطلب على السلع الاستهلاكية المعمرة التي كانت محور الإنفاق خلال الجائحة».

ومع ذلك، فإنَّ الناس ينفقون على بعض السلع والخدمات، مثل السيارات وتناول الطعام في الخارج، بالرغم من ارتفاع أسعار المواد الخام وانخفاض المبيعات الناتج عن النقص الهائل في أشباه الموصلات.