التنوع

في نقاش مع إحدى الصحفيات من مجلة كل الأسرة، سألتني عن رأي حول موضوع أسماء «الخبز» في منهج اللغة العربية واستياء بعض الأهالي. فكان جوابي بأنني أثق بأن وزارة التربية والتعليم تدرس ما تختاره ليدخل ضمن المنهج. وكما قال الكاتب السعودي محمد العمر بأن التعليم النموذجي هو أول عتبات تطور الشعوب. والحقيقة إننا ننتظر أجيالاً مقبلة تؤمن بحرية الفكر، وتقبل الآخر، أجيالاً تبتعد عن التعصب والطائفية وما يؤديان لهما. وربما تتساءل: ماذا عن أسماء الخبز؟ وكيف سيستفيد أبناؤنا من هذا؟ الجواب بسيط وربما لم يجد بعض الأهالي الأجوبة لهذه التساؤلات. فنحن نعيش في دولة تستقطب مئات الزوار والمقيمين من مختلف أنحاء العالم، بعقائد ومعتقدات مختلفه ولغات وعادات مختلفة. ويجب أن يعي الطفل بوجود التنوع بين الناس .. وعلى سبيل المثال فإن الخبز واحد، ولكن له عدة مسميات وأشكال ومكونات مختلفة تختلف باختلاف البلد. وفي الظروف التي تمر بها المنطقة، من المهم أن يعي الفرد بأن التطرف يشكل خطراً مزمناً والأشد فتكاً في مجتمعاتنا. وما علينا فعله هو تصحيح بعض المفاهيم وتوجيه بعضنا بأهمية احترام وقبول الثقافات الأخرى .. فاحتضان التنوع الثقافي يعد أمراً أساسياً في بناء مجتمع متقدم، ما ينتج عنه رقي الأسلوب وحياة مستدامة وصحية في جميع المجالات. و أثبت الباحثون بأن الثقافة المتنوعة في حياتنا اليومية أو العملية تلعب دوراً مهماً في ارتقاء فكر الفرد .. وبمجرد قبول التنوع في المجتمعات، سيصبح المجتمع مبتكراً وأكثر إنتاجية .. وسيتمكن من معالجة المشاكل بطرق مختلفة ومن وجهات نظر مختلفة .. وعندما يكون التنوع موجوداً في تجربتنا اليومية، فإن هذه الروابط الأعمق يمكن أن تساعد أيضاً في مواجهة الانقسامات الاجتماعية المتنامية والتهديدات التي تواجه المنطقة. فاحترام التنوع الثقافي يحد من التحيز السلبي والإجحاف تجاه الآخرين. [email protected]