2018-05-26
أبشعُ ما في ذلك الشارع، أنه لا ينتهي أبداً، على جانبيه اصطفّ الناس مادّين أجسادهم النحيفة المتفحمة نحو العربة، التي كانت تسير ببطء. كان في العربة أنا وحبيبتي وشخص لم أره من قبل :أنا أقود العربة، وهي في المقعد الملاصق لي، وهو في المقعد الخلفي. لما ابتدأنا هذا الشارع، بكيت بكاءً مراً .كان يتصاعد من عينيّ دخانٌ كثيف، لا يجعلني أرى بوضوح، لكني كنتُ أحسُّ بحبيبتي، ضاغطة بأصابعها على شفتيّ. بيدي اليسرى، فتحتُ زجاج نافذتي لكيلا يخنقنا الدخان .بعد أن انفرجتْ النافذة، دخلتْ يدٌ معروقة جافة باتجاهي، لكني عدت فأغلقت النافذة بهلع شديد، لتنحبس اليد بين الزجاج والحديد، ثمَّ لتنفصلَ وتسقط بين قدميّ. حاولتُ أن أزيد سرعة العربة، لكن السيارات المهجورة التي تناثرت وسط الشارع منعتني .ضغطتُ زر المذياع، فسمعتُ صوتَ عصافير تغرد مجتمعة استمر التغريد لفترة، ثم انقطع فجأة بدأ المذيع يتلو بياناً ملخصه؛ أنَّ امرأةً كانت ستقذف بنفسها في بئر، لكن شاباً أنقذها وبعد أيام وجد الناس الشاب على رأس جبل، وقد تحوّل إلى حجر. [email protected]