الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كن متسامحاً

التسامح لون أبيض يملأ القلب نوراً والروح بالهدوء والسلام، ويزيد العقل بصيرة وحكمة. التسامح مقبرة جميع المشاعر السلبية، وفي سماحة التسامح تصمت جميع الأصوات الداخلية والخارجية التي تنادي بالجفاء والبغض والقطيعة، وتسبب فجوة في نفس الإنسان تعزله عن محيطه، سواء في أسرته أو مجتمعه. يعدّ التسامح نوعاً من الإنسانية المحببة إلى الأنفس، فالإنسان المتسامح شخص إيجابي لا تهزمه الدنيا، ولا تعيقه المحن عن التلذذ بمنح الله عز وجل وما يحويه الكون من ملذات أباحها الله لخلقه. التسامح يرتبط بالهدوء وعندما تقترب النفس من حدود الهدوء والأمان فإنها تفيض بالتسامح حتى في أكبر الزلات وأقسى المواقف. وكذلك الاحترام يعد جزءاً من التسامح. وإن ثقافة احترام النفس وصيانة القلب من منقصات السلبية. كما أن احترام الذات والآخرين وتقدير ظروفهم والتماس الأعذار يغذي المشاعر بإحساس التسامح وتقدير ظروف الآخرين والترفع عن الزلات والمهاترات، ويتيح للإنسان أن يتأقلم مع ذاته ويتفهم طبيعته ورغباته، وكذلك التأقلم مع الآخرين وتفهمهم، وبذلك تنتشر الألفة وتسود المحبة وتقوى العلاقات الإنسانية وتصبح أكثر تماسكاً ووداً وقيمة. الحب مرتبط بالتسامح، ولولا التسامح لما عاش الحب واستمر، فالتسامح يقف حاجزاً صلباً بثوابته الأصيلة ليمنح الحب استمرارية وعطاء .. بالتسامح تحيا بنا الحياة، وتزداد الروح لطافة وخفة وهدوءاً، ويتلألأ الوجه نوراً ويكسوه الجمال الداخلي، وترتفع النفس إلى أعلى معدلات السمو والحب والاحترام والإنسانية والدافعية والإيجابية، فكن متسامحاً واعتن بروحك وجمالها. [email protected]