الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

الأمن الدوائي العربي

على الرغم من الخطوات المتميزة التي قطعتها معامل الدواء العربية في قطّاع الصناعة الدوائية وأنها استطاعت توفير نسب تصنيع محلي عالية من إجمالي حجوم الاستهلاك لهذه المواد الحيوية في الأسواق العربية على حساب الاستيراد من الخارج، لكنها وعلى الطرف المقابل وعلى امتداد القرن الماضي، وهو عمر هذه الصناعة في العالم العربي، بقيت أسيرة للعديد من القيود التي تكبلها وتحدّ من إبداعها وتطوير أدائها سواء في الأبحاث والدراسات أو تكنولوجيا الصناعة الدوائية المحلية، أو المواد الأولية، وصولاً إلى إبداع أصناف جديدة دون الاعتماد على تقليد المصنّع ونسخه، أو تصنيع بعض الأصناف بالترخيص من المعامل العالمية، لتظل ذات أفق محدود وسقف مقيد. لا شك في أن صناعة الدواء في العالم العربي هي أيقونة الصناعة العربية، نفخر بها ونسعد بإنجازاتها، وهي ليست قاصرة إذ بدأت منذ ثلاثينيات القرن الماضي في مصر والعراق وسوريا، وإنني أجد أن الإنجاز الحقيقي ليس في زيادة عدد المعامل الدوائية التي تجاوزت الثلاثمئة معمل دوائي، وإنما في توحد الرؤى، وتفعيل الحوار والتشاركية، وتفعيل البحث العلمي. إضافة إلى بذل الجهود الصادقة للتغلب على ضعف التعاون المحلي (الداخلي .. الداخلي) لمعامل البلد الواحد وضعف التعاون الدولي (العربي .. العربي) في مجال صناعة الدواء، ما يعود بالنفع حقيقة على تطور هذه الصناعة. إن الغاية هي توفير الدواء الجيد بالسعر الجيد، ووفق استقرار بعيد عن تقلبات السوق، ولفترة أمان مستقبلية لكل مواطن عربي، دون الارتهان لضغوط الشركات العابرة للقارات أو التقيد بشروطها الجائرة والاكتواء بنيران أسعارها. طبيب أسنان