الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

رمضان فرصة

يشكل الشهر الفضيل فرصة مثالية للفرد والمجتمع من أجل ترسيخ القيم والسلوكيات الحميدة وتغيير العادات والظواهر السلبية، فبالنسبة للفرد يشكل رمضان موسماً للإقبال على الطاعات والتوبة من المعاصي والإكثار من الأعمال الصالحة كالصيام والقيام وتلاوة القرآن وذكر الله والدعاء، وأيضاً الصدقة وتفطير الصائمين وبر الوالدين وصلة الأرحام وتحسين معاملة الآخرين، وكذلك الاستزادة من العلم الشرعي وتذكير الناس بما ينفعهم، ولا يقتصر خير رمضان على الجانب الإيماني والتعبدي فقط بل يشمل الجانب الصحي والاجتماعي والشخصي، حيث يمثل فرصة سانحة للإقلاع عن التدخين مثلاً واتباع نظام غذائي صحي وتعزيز التواصل في المجتمع وهكذا. ورمضان فرصة كذلك للأسرة والمجتمع، من أجل تعزيز الترابط والتراحم، فمِن أجمل لحظات رمضان تلك التي تجتمع فيها العائلة ويجتمع فيها الأهل والأقارب، وهي فرصة ربما لا تتكرر كثيراً في باقي شهور السنة، خصوصاً مع انشغالات الناس التي لا تنقضي، لكن سكينة النفوس في هذا الشهر الفضيل تحديداً تعزز من مسامحة الناس لبعضهم البعض، وتزيد من روابط المحبة والإخاء، كما أن التواصل الاجتماعي من خلال الزيارات والمجالس الرمضانية يحقق المزيد من الترابط بينهم، ويوفر فرصاً للجيل الجديد ليتعلم الكثير من آدابنا الاجتماعية فقد قيل قديماً: المجالس مدارس، وهنا يبرز دورٌ مهم لوسائل الإعلام لتلعبه في رمضان، من حيث تقديم مواد وبرامج تخدم منظومة القيم الإسلامية والعربية لمجتمعنا، وتعزز العادات والسلوكيات الحميدة في الشباب والناشئة، وتدفع نحو استدامة القيم الرمضانية والترابط الأُسَري والتواصل المجتمعي. وكما أن شهر رمضان فرصة للفرد والأسرة والمجتمع فهو أيضاً فرصة للمؤسسات المختلفة من أجل تحقيق نتائج كبيرة خلال وقت قصير، خصوصاً تلك النتائج الخاصة بالتواصل والتوعية. فمن خلال المجالس الرمضانية التخصصية ومن خلال الإعلام المؤسسي وحسابات التواصل الاجتماعية الخاصة بهذه المؤسسات ومن خلال غيرها من الوسائل ستصل الإدارات إلى موظفيها ومتعامليها والمجتمع بشكل أكثر فاعلية، لأنه يأتي على شكل ملتقيات ودية بعيداً عن الرسميات والتعقيد البروتوكولي. وفي ظل التوجهات الوطنية الحديثة مثل استشراف المستقبل والتنافسية والعلوم والمهارات المتقدمة والذكاء الاصطناعي وغيرها، تقع المسؤولية على المؤسسات والأفراد على حدٍ سواء في تحقيق هذه الرؤية وخدمة هذه التوجهات، وهذا ما يحقق مفهوم المسؤولية الوطنية والمجتمعية للمؤسسات والمواطنة الصالحة للأفراد، توجهات المستقبل مبهرة، ويبقى رمضان فرصة مناسبة لتعزيز مشاركة المجتمع في تبنيها. [email protected]