الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

زائرة الظلام

ترتفع حرارة ابنك مساءً، فيضطرب المنزلُ وتهرع باحثاً عمّا توفر من خافضات الحرارة، التي لا تلبث أن تهدأ حتى تعاود الارتفاع مجدداً ليجافي النوم عيون الوالدين الساهرين حول ابنهما حتى تنخفض حرارته. إذاً، هي الحمّى، ذلك الارتفاع في حرارة الجسم الداخلية إلى مستوى أعلى من الطبيعي (درجة الحرارة الفموية الطبيعيّة 36.8 ± 0.7 °م)، وهي عرضٌ لمرض وليست مرضاً بحد ذاتها. وحكمة الله أوجدت عمليات فيزيولوجية لتوازن حرارة الجسم لتظلّ ثابتة عند 37° فعند البرد يرفع الجسم حرارته بتحريك العضلات إرادياً أو تقليصها لا إرادياً بالارتعاش وبتضييق فُوَّهات الشّرايين، ومن جهة أخرى، يخفض الجسم الحرارة بالتعرق وفتح فُوَّهات الشّرايين عند الحرّ، لكن لدى الطفل الرّضيع فإن هذا الميزان غير ناضج ، لذا فهو بحاجة إلى تدخّلنا لتغطيته عند البرد وتخفيف لباسه عند الحرّ. إن درجة حرارة الجسم كما الكثير من وظائف الجسم تتبع إيقاعاً يومياً فتنخفض قبل النوم وتصل أدنى مستوى لها خلال النوم وترتفع بعد ذلك في النهار، لكنّ ارتفاع الحرارة ليلاً يرتبط بالعديد من الأمراض كالحمى التيفية، السل، الليمفوما، أمراض المناعة أو بسبب بعض الأدوية أو الحمى المجهولة السبب. ويبدو أن هذا ما حدث مع أبو الطيب المتنبي حين وصف زائرته المسائية قائلاً: وَزائِرَتي كَأَنَّ بِها حَياءً .. فَلَيسَ تَزورُ إِلّا في الظَلامِ بَذَلتُ لَها المَطارِفَ وَالحَشايا .. فَعافَتها وَباتَت في عِظامي تظهر الحرارة عرضاً لمرض ذي منشأ فيروسي، أو بكتيري ، فتستلزم في الحالة الأولى خافضات الحرارة والكمادات الباردة، وتستلزم في الحالة الثانية المضادات الحيوية المناسبة أيضاً .. طبيب أسنان