السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

صخب الأقل أهمية

تتفاوت أحجام الأهداف التي يتمسك بها كل منا في وعيه، محاولين تحقيقها بكل ما أوتينا من طاقة وإصرار. فتضم قائمة ما نصبو إليه أهدافاً ضخمة جداً تجيد فن «الانتظار»، بالإضافة لأهداف أصغر حجماً لا تطيق صبراً لتصل لخط النهاية. وفي الوقت الذي تظل أهدافنا الضخمة هادئة في المكان الذي نختاره لها على القائمة؛ تفعل أهدافنا الأخف وزناً كل ما بوسعها لتلفت انتباهنا، فتنال حيزاً كبيراً من تركيزنا الحالي فنميل لتحقيقها لتنعم قائمتنا بالهدوء المطلوب للقيام بما هو أهم. لكن تلك الأهداف الصاخبة وخفيفة الحجم تنجح دائماً في التسلل لقائمتنا المحدودة اختيارياً فتكتظ. وحالما تحجز لها خانة هناك تباشر بما هي معتادة عليه فيبدأ الصخب مجدداً. بالتالي نضطر لتحقيق ذلك الهدف وهلمّ جرا. وإن دققنا النظر فيما تقوم به تلك الأهداف الصاخبة فنجد أنها تقتطع جزءاً كبيراً من الوقت الذي كان من المفترض تخصيصه لتحقيق الأهداف الضخمة التي نعوّل عليها كثيراً، فيكون تنقلنا على خارطة النجاح محصوراً بمسافات قصيرة متقاربة، لا تمثل ما نصبو فعلياً إليه. يمكننا التساؤل: وماذا إن لم نركز على تحقيق أهدافنا الكبيرة والمصيرية؟ وإن تكرر معنا سيناريو صخب الأهداف الأقل أهمية واعتدنا عليه، فكيف نكسر دائرة التكرار تلك؟ كل دقيقة تنسل من بين أيدينا، يحظى بها جانب حياتيٌّ، سواء مهماً كان أو هامشياً. وإن لم ندقق النظر فيمن يتقاسم أوقاتنا المثمرة فستظل قائمة أهدافنا المهمة جملاً مرقمةً ومكتوبةً لم تجد الوقت الكافي لتبصر النور. وإن كانت الأهداف الأقل حجماً ما يحفزنا على العمل؛ فبإمكاننا أن نقسّم أهدافنا الضخمة إلى أهداف أصغر نكون قادرين على تحقيقها والاقتراب عبرها خطوة أخرى نحو الهدف الأكبر. بشرط ألا نفقد الترابط بين تحقيق الكثير من الأهداف الصغيرة، وبين التركيز على بلوغ الهدف الضخم المنتظر من خلالها. فجزء كبير منا كبشر يكمن في حصيلة أهدافنا المهمة، والوقت الكافي الذي نمنحه لها. يقول لس براون: «راجع قائمة أهدافك مرتين يومياً، لتعيد ضبط بوصلة اتجاهك نحو تحقيقها». [email protected]