الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

نصف العلاج

لعلّ تشخيص المرض ومعرفة العلّة هو رأس الهرم في المعالجات الطبية الصحيحة، ولعلّ وصف الدواء المناسب هو الخطوة الثانية في سير العلاج والتقدم نحو الشفاء، علماً أن الدواء يمكن أن يشفي من المرض، لكنّ الوقاية هي ما يجنبك حدوثه. على الرغم من أهمية التشخيص الجيد، والعلاج المناسب في تطبيب الناس، فإنني أود أن أشير إلى جانب آخر في هذا المقام، وهو شخصية الطبيب وأداؤه «السلوكي» في معالجة الإنسان المريض وليس المرض بحد ذاته، لما لهذا العامل من أهمية بالغة في الوصول للشفاء، مع ما يحمله الطبيب من علوم طبية متخصصة طبعاً، حتى إن بعض التخصصات الطبية مثل الطب النفسي، وطب الأسرة، تؤكد أهمية العلاقة بين (الطبيب والمريض) أكثر من علم الأمراض أو الطب التشخيصي، وأن قيمة هذه العلاقة قد تشكل نصف العلاج، وتذهب الدراسات إلى أن السلوك الجيد للطبيب في وجود المريض يعتبر أمراً مطمئناً للمريض، فالنبرات الصوتية، ولغة الجسد، والانفتاح، والحضور الإيجابي، ربما جميعها تؤثر إيجاباً في حالة المريض النفسية والصحية. إذن الطب هو الرسالة المقدسة والمهنة الإنسانية، وهو بلا شك الكاريزما، بجاذبيتها وسحرها الملهم وقوة الموهبة ونفوذ المهارة فيها، والتي تتجلّى في شخصية الطبيب الذي يجب أن يجمع بين حناياه، الحزم واللين، العلم والمهارة، وأن يمتلك قلب أسد، وعيني صقر، وأنامل الحسناء الجميلة .. ناهيك عن لباقة الحديث ومهارة الإقناع والقدرة على التأثير الإيجابي. طبيب أسنان