الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

عيد وعون وعطاء

يا لمكارمك وعطاياك يا إمارات الخير والبركة والسخاء، تسعة وعشرين يوماً من رمضان فاضت أنهار عطاءاتك حتى وصلت أقاصي الأرض، ورفعت مؤسساتك الخيرية راية المحبة والنجدة والغوث في كل مكان، لم تفرق بين دين وعقيدة واتجاه، شعار الإمارات الأول والأخير الإنسانية، أعطيت يا إمارات السلام دروساً في السمو، ومناهل في الكرم الحاتمي، وعناوين ستبقى عالقة في ذاكرة الإنسانية على مدى الدهر. وأبت أم الإباء والمجد أن تودع رمضان بمكارم مادية فحسب، فقدمت إمارات الجود فلذات أكبادها، أربعة من أبطالها على ساحة الواجب والعروبة في اليمن الشقيق، ارتقوا إلى سماوات العز، ومصاف المجد وتجاوزوه، وأكدوا من جديد أن الإمارات لا تبخل على عروبتها بدماء أبنائها، ولا يقف عطاؤها عند حدود، وأن واجبها الذي حملته على عاتقها لحماية هذه الأمة من الأخطار، ودحر الطامعين يستحق أن تقدم من أجله التضحيات الجسام. ختام رمضان الإمارات كان دماً طاهراً، وبسالة نادرة، ورجولة حقّة، وصمود أبطال على أرض الرباط والتصدي والتحدي، في ساحة الحزم والعزم، وليؤكد أسود الإمارات أن مشاركتهم في عملية (إعادة الأمل) في اليمن أن الأمل ينبثق من إيمان كل إماراتي وإماراتية برؤية قيادتنا الرشيدة، وأن الإمارات لم تكن حديثة عهد بالمواقف البطولية والرجولية، فمنذ الوقفة الرجولية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حرب أكتوبر مع أشقائه العرب في حربهم ضد إسرائيل، ورفعه شعار التحدي ضد القوى الكبرى، وقطعه النفط عنها، ما زالت الإمارات تصعد سلم التحدي والمجد والبطولات، وتخوض الملاحم مع أمتها العربية والإسلامية، وتخوض معركة أكثر سمواً من أجل الإنسانية بأعمالها الخيرية، ومشاريعها التنموية التي تستهدف إسعاد البشرية أينما كانت. إماراتنا كل أيامها رمضان، وكل فصولها أعياد، وكل أزمانها بطولات وتضحيات ودماء طاهرة، تقدم من أجل السلام والمحبة، ودحراً لطيور الظلام الطامعين بخيراتنا وبتاريخنا، الهادفين إلى النيل من وحدتنا وعروبتنا وأصالتنا، فكل عام وإماراتنا على عرش الأمجاد والتضحيات متربعة.