الاثنين - 13 مايو 2024
الاثنين - 13 مايو 2024

إكسير الجمال

في القصة يخبرنا (وديع العبيدي) عن امرأة انتظرها عشرات الأعوام ولم تأتِ، وفي ذهنه صورة قديمة لأمه التي كانت كل خبرته عن عالم النساء، إذ كانت المرأة الوحيدة في مدينة الرجال. سينتظر البطل أعواماً ولن يحصل على مراده، وما ذلك إلا إنه وفي طفولته الأولى حفظ أغاني أمه الحزينة وفي المدرسة رددها على مسمع الجميع، فرح الكل بالطالب الموهوب وافتخر المدرس والمدير والوكيل والتلاميذ بصحبته، لكن حين اختفت أمه ذات ليلة وصار رفيقاً لوالده لا يسمع إلا دندناته الخافتة، ضمرت موهبته واندثرت وحين غامر مرة وأسمع الزملاء دندناته لم يلتفتوا إليه. في قصة (المرأة التي انتظرت) لن تكون الأم رمز العطاء فقط، ولن يبقى غيابها عن منطق السرد فقداناً للحنان والمحبة، هي أكثر من ذلك بكثير، إذ تغدو بما تزرعه في طفولة أبنائها المحرض على الإبداع، الثروة الحقيقة، المخزون الثقافي للأجيال، وإن ظلت غافلة عن موهبة ابنها، إذ سيستبدل الغناء بالكتابة ويخفي موهبته بغيابها ويكتب عن تأثيرها البالغ في حياته. المرأة كما تصورها القصة إكسير الجمال في زمن يعزّ فيه الجمال. [email protected]