السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

في كل بيت (غيث)

مرت علي الكثير من البرامج التي تحمل القيم الجميلة، وتقدم محتوى إنسانياً نفتقده كثيراً. عرض البرنامج الذي نال شهرة واسعة خلال شهر رمضان الذي مضى، وهو برنامج (قلبي اطمأن) وكان هو الشغل الشاغل للناس في التواصل الاجتماعي والمجالس وبين الأحاديث اليومية، وطبعاً الفضول الذي لازم البرنامج حول من هو «غيث» الذي كان يمر على من أنهكتهم الحياة وأعاد الأمل لينير ما تبقى من العمر. لم يكن لدي أي فضول حول الشخصية، بل أعجبني الاسم الذي يحمل المعنى والمضمون بشكل ذكي، وكيف تم طرح مثل هذا البرنامج برغم بساطته إلا أنه عميق يصل للوجدان ويجعلك تحس بأن إنسانيتك مازالت موجودة حينما تذرف دمعة تفاعلاً على ما تراه، وهذا بحد ذاته إنجاز يحسب لصناع هذا البرنامج، ونستطيع أن نقول أخيراً هناك نفَس جديد لبرامجنا التي افتقدنا رونقها منذ سنين. الشيء الآخر الذي دفعني لكتابة لهذا الموضوع هو المضمون وتأثيره في الجيل، لذلك ذكرت بأن الشخصية الغامضة لم تكن محوراً فضولياً، بل ما كنت أتمناه وأتطلع إليه أن يكون هناك في كل بيت غيث واحد وهذا يكفي، كي ننعم بسلام ونستطيع أن نقولها (نحن بخير). ربما يختلف البعض حول البرنامج ولكنني مصر على أنه لو يرسخ تلك القيم، لكان هناك جيل يضع الإنسانية أمام عينيه قبل أي شيء آخر كي نحيا. [email protected]