الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

اليمن السعيد

هذه العبارة التاريخية تعود للظهور كلما أتى من يحاول أن يجعل من اليمن موقعاً للبؤس عبر إثارة الفتن كما تفعل إيران مع حلفائها الحوثيين، خلال هذا الأسبوع بدأت مؤشرات اليمن السعيد بالعودة مجدداً عبر عملية تحرير الحديدة، هذه المدينة التي يسكنها 700 ألف إنسان وتعتبر البوابة الرئيسة لليمن بحرياً التي عملت ميلشيات الحوثي على السيطرة على الحديدة كونها مصدراً مالياً لتلك المليشيات عبر فرض رسوم على كل المستخدمين لميناء الحديدة. الكثير من التقارير الدولية تتحدث عن آلاف الدولارات تفرضها مليشيات الحوثي على السفن الراغبة في الرسو في ميناء الحديدة، هذه المدينة التي لا ينتمي أي من سكانها إلى الحوثيين فهي مدينة لا يسكنها حوثيون من قبل وتعتبر بعيدة كل البعد عن مواطن الحوثيين لذلك يشعر سكان هذه المدينة بالرغبة الجارفة للتخلص من مليشيات الحوثي في مدينتهم الحديدة. اليمن السعيد سوف يعود عبر بوابة الحديدة بعد سيطرة قوات الشرعية والتحالف على هذه المدينة وتنظيم العمل في ميناء الحديدة تحديداً، الذي لطالما شكل شريان الحياة لمليشيات الحوثي من أجل دعم عملياتها التخريبية في اليمن، واستعادة مطار الحديدة ومينائها تشكل أكبر المؤشرات لتقديم الحلول المباشرة والسريعة لمواجهة الأزمات الإنسانية التي خلقتها المليشيات الحوثية. لقد أثبتت الانتصارات التي حققتها الشرعية بجانب التحالف العربي تلك التنبؤات العظيمة التي سمعتها بنفسي من سمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله عندما قال فيما معناه «أن اليمن لقمة يصعب على الحوثيين ابتلاعها» وها هي الأحداث تثبت تلك التنبؤات العظيمة والانتصارات تتحقق بشكل تدريجي من أجل إعادة اليمن إلى حضنه العربي بعدما اختطفته إيران بمساعدة ميليشيات الحوثي. لقد أدركت الأمم المتحدة والقوى الدولية الكبرى اليوم أهمية تحرير الحديدة كميناء بحري وجوي فقد كانت المحاولات قائمة من أجل تحرير هذه المدينة منذ العام 2016، ولكنها كانت تواجه بالكثير من العقبات وخاصة الأمم المتحدة التي كان لديها وجهة نظر مختلفة حول دور الميناء في توفير الأمن الغذائي لليمن، ولكن أخير تم اكتشاف الحقيقة وثبت أن إخراج الحوثيين من هذه المدينة عمل يجب أن يتم من أجل تسهيل دخول المساعدات وتوزيعها بشكل عادل في اليمن وإحياء اليمن السعيد بلا ميلشيات حوثية. كاتب ومحلل سياسي [email protected]