الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حُب

«حُب» كلمة مِن حرفين، وكأنّ هذا الاختزال اللغوي قد اختزَلَ معنى الحياة بكاملها في هذين الحرفين، إنهما حرفان اثنان لا ثالث لهما، وكأنّهما حبيبان لا يَقبَلان بينهما عذولاً، حرفان ملتصقان ببعضهما، ولا معنى لهما لو انفصلا، تماماً كقلبي عاشقَين يجمعهما الحُب والصدقُ والإخلاص، وإذا ابتعدا عن بعضهما تلاشى ذلك جميعاً. هل ما زال الحُب موجوداً؟ سؤال يتردد كثيراً، والإجابة عنه بكل تأكيد: نعم، فما دامت هناك حياة على الأرض فهناك حُب يلازم الحياة، ولو تأمّل أحدُنا؛ لرأى مَظاهرَ الحُب صباحاً ومساء في جميع الكائنات، الحُب الذي أسكَنَه اللهُ تعالى قلوبَ مخلوقاتِه، فبه تحنو على بعضِها، وتحمي مَواطِنَ عَيشِها، وتتشبّث بالبقاء. لا يمكنُ أن نضعَ صورةَ الحُب في إطار على الحائط ليس به إلا قيس وليلى أو غيرهما مِن العُشاق، سنُشابه مَن يأخذُ حفنةَ تُراب في راحة يده، ويقول: هذه هي الأرض، الحُب ليس إطاراً صغيراً، بل سماء ممتدّة، وأرض تتسع لكل إنسان أَحَبَّ نفْسَه؛ ففاضت محبتُه عطاءً ووفاءً باقياً متصلاً. ‏يا ساكنة القلب، تسأليني: لماذا أُحبك؟، حسنًا، اسألي نفسَك: لماذا تحبّين الحياة؟، لماذا يبعثُ دفءُ الشمس أملاً جديداً لديك كلَّ صباح؟، لماذا تُعانقُ روحُك السماءَ إذا لامستْ قطراتُ المطر كفّيك؟ لماذا تتفاءلين لتغريدُ عصفور على غُصن شجرة؟، لماذا تغمرك مشاعرُ السعادة إذا شممتي عِطرَ وردة؟ إجاباتك هي إجابتي عن سؤالك. [email protected]