الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

المونديال والكرة العربية

اسمحوا لي أن أكتب هذه المرة في الرياضة، ولن أكتب كوني متخصصاًَ في المجال الرياضي بالطبع، ولكن كوني مواطناً عربياً وإماراتياً متابعاً حالياً للمونديال، ومتحسراً بالطبع على الظهور السيء للمنتخبات العربية، وقبل ذلك متحسر على غياب منتخب بلادي عن المشهد العالمي، الإمارات التي تطلق مشاريع تعانق الفضاء ما تزال رياضتها وكرة القدم تحديداً غائبة عن المشهد الدولي، وبحاجة ماسة إلى تطوير شامل يبتعد عن التنظير ويعتمد على الخطوات العملية الفعالة. أعتقد أنه من السهل نوعاً ما تشخيص مشكلتنا ومن السهل أيضاً تحديد وصفة العلاج، كلنا ندرك أن الوصول إلى كأس العالم ثم الظهور المشرف هناك يتطلب تخطيطاً قوياً وبعيد المدى لإعداد أجيال كروية متتالية تكمّل بعضها البعض، لا أن نعتمد على ظهور جيل متميز على شكل طفرة مؤقتة كما حصل مع منتخب الأحلام، ثم نعود إلى نقطة الصفر، ولنا مثال واقعي في التخطيط بعيد المدى يتمثل في المنتخب الياباني، اليابان اعتمدت التخطيط الدقيق والشامل وبعيد المدى، وركزت على تطوير مسابقاتها المحلية وتشجيع الاحتراف الخارجي، وهذا ما نحتاجه بالضبط، فاليابان ركزت على أطفالها وشبابها وعملت على بنائهم من الصفر. اليوم تواجد شخصية بحجم اللواء محمد خلفان الرميثي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، يجعلنا نتفاءل خيراً بالمستقبل، استناداً إلى خبرات وإنجازات الرجل في المجالات الإدارية والعسكرية والرياضية، وقبل ذلك استناداً إلى شخصيته القوية وفكره الاستراتيجي والعبقري، ونحن نحتاج اليوم وفي أقرب فرصة ممكنة إلى حوار رياضي مفتوح وشامل، وفي هذا الإطار سأقدم مجموعة من الأفكار البسيطة التي قد تسهم ولو بالقليل في تطوير واقعنا الرياضي والاستعداد للمستقبل. أقترح إقامة ورشة عصف ذهني للوسط الرياضي والمتخصصين، وتشمل المسؤولين في الاتحادات والمجالس الرياضية والأندية، والمدربين والخبراء الفنيين، والسلك التحكيمي، واللاعبين القدامى والإعلاميين والنقاد الرياضيين وبعض الفئات من الجماهير الرياضية المتمكنة وهكذا، كما أقترح إقامة عصف ذهني آخر موجه لجميع أفراد المجتمع لطرح أفكارهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مثلاً، ويجري بعدها جمع وفرز وتحليل جميع التوصيات والمقترحات ويجري وضع استراتيجية الرياضة بناءً عليها، فنحن إلى الآن لا نمتلك استراتيجية معلنة للقطاع الرياضي! لدينا استراتيجيات في معظم المجالات وأكثرها تعقيداً لكن للرياضة لا توجد استراتيجية كاملة، وكما تعلمون أن وجود رؤية استراتيجية للرياضة متكاملة سيدفعنا للأمام كثيراً، حيث ستكون الأهداف والبرامج والمؤشرات واضحة، وبذلك تتوحد الجهود وتسهل المتابعة والمحاسبة أيضاً، أما الوضع العشوائي حالياً يجعل المحاسبة شبه مستحيلة لعدم وجود معايير ومقاييس تحدد النجاح من الإخفاق، كما أقترح استحداث مجلس شبابي على غرار باقي مجالس الشباب في الدولة، وما أحوج رياضتنا إلى تجديد شبابها من خلال تمكين القيادات الشابة وتحفيزها والأخذ بمرئياتها، ومن الأفكار اللطيفة التي أقترحها أيضاً إنتاج كرتون شبيه بكابتن ماجد ونسميه مثلاً «كابتن راشد»، سيكون له دور مهم في صنع أحلام جيل الغد وتحفيزهم للإبداع والتألق الرياضي واللحاق بكوكب اليابان، بل والتقدم عليه! [email protected]