الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

رحلة فاتورة

يحدث أحياناً أن تجلس على كرسيك المعتاد ترتشف القهوة وأمامك أحد الأصدقاء وتكتشف أن ملامح وجهه تكتسي بالضيق وتتساءل، ماذا يحدث لك ولمزاجك؟ صديقي يحمل معه ورقة صغيرة وهي عبارة عن فاتورة دفع لجهة ما، ودخل في اليوم الخامس وهو يتنقل من فرع إلى فرع ومن كرسي موظف إلى كرسي مدير ولكن رجع في نهاية الأسبوع بخفي حنين، والمصيبة أنه لم يصل إلى نتيجة وكل ذلك بسبب غياب الوعي الوظيفي لدى البعض، إضافة إلى افتقارهم لمعرفة توفير الخدمات السريعة. من بعض محطات رحلات صديقي ابن بطوطة، إنه تنقل من فرع إلى آخر حتى انتهى موعد العمل، وعاد في اليوم التالي كي يفهم لماذا هذه التنقلات، وكان السبب بكل بساطة أنهم لا يتعاملون عن طريق الإيميل أو الاتصال، بالإضافة الى غياب بعض الموظفين وانشغالهم بتأدية واجب (الريوق) فناشف لحم وشوية فلافل أهم الواجبات الصباحية، أما المتعامل فيجلس حتى يتحول إلى هيكل عظمي، وفي النهاية بعد تلك الساعات يقول له الموظف لم يظهر أي شيء في جهازه ويجب عليه أن يراجع الفرع، دون أن يستخدم هذا الموظف التقنيات الحديثة وأقلها الموبايل لتخليص معاملة الشخص. لا تبخل الكثير من أماكن العمل بالدورات والخدمات المتطورة والسباقة التي تساهم في راحة المتعامل وسهولة تخليص المعاملات، إلا أن البعض بيننا لا يزال في العصر الحجري. [email protected]