الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حسبك أيها الفخار فخراً

من أشهى الوجبات في المطاعم الفخمة تلك التي يقدمونها في أواني فخارية، وفي الأغلب تصل إلى المائدة وهي ما زالت تفور وتُصدر صوتاً يفتح الشهية، وتجدها في الأغلب الأغلى ثمناً والأطيب مذاقاً والأجمل منظراً، كما أنها تجعل المرء يعود لفطرته الأولى، حيث الطبيعة، بعيداً عن الصناعة وما تتطلبه من مواد مضرة بالصحة، فالأواني الفخارية والحجرية قد اعتمدها الإنسان الأول في طعامه قبل آلاف السنين، فليتنا نعود ونسترجعها. القليل من النساء اللواتي يتمتعن بالذكاء الفطري انصرفن عن المنتجات الصناعية، وعدن للطبيعة، فاعتمدن الأواني الفخارية، والتجربة أثبتت أن لها فوائد عدة، قد لا توفرها الأواني الحديثة، وإن وفرتها فإن ذلك يرفع سعرها أضعافاً، فالكثيرون لا يعلمون أن تنظيفها غاية في السهولة، خصوصاً لو اكتفينا بدعكها بالملح وليس بصابون المطبخ، لأن الملح يمنع تعلق الروائح في الفخار، كما أن الأواني الفخارية يمكنها تَحَمُّل درجات حرارة عالية إذا اخترنا وضعها في الفرن. ومن مزايا الأواني الفخارية أنها لا تتطلب مواد دهنية شرطاً للطهي، بل يكفي لإعداد الطعام بها قدر قليل من الماء، فهو ينضج على البخار، ما يجعله محتفظاً بفوائده وبنكهته، خصوصاً أننا نستعمل معه ناراً هادئة إن اخترنا وضعه على الغاز مباشرة، وهناك ميزتان أساسيتان ومهمتان أيضاً، الأولى أن الطعام داخلها يحتفظ بالحرارة فترة أطول، والثانية، أننا لسنا بحاجة إلى سكب الطعام في أواني تقديم، فهي تُستخدم في الإعداد والتقديم معاً، وقد تكون على المائدة فاتحة للشهية أكثر من غيرها، خصوصاً لدى المحبين للطبيعة. السبب الوحيد الذي يجعل الطهي في الأواني الفخارية غير صحي هو صقلها وتلوينها، لأن الأصباغ تتطلب نسبة كبيرة من الرصاص المضر بالصحة، والأفضل اقتناء الطبيعي الخام منها. إعلامية وناقدة اجتماعية [email protected]