الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بصمة الخروج

بما أن اليوم السبت الجميل وجب عليّ تذكيركم بأن الأحد (دوام). لاحظت بعض الموظفين أثناء تجوالي اليومي بين أروقة المكاتب، وراقبت التزامهم بالخروج قبل نهاية الدوام بدقائق والوقوف أمام جهاز البصمة في طابور مستقيم، ووجدتهم ينتظرون الحافلة بكل نظام، وكل منهم ينظر في ساعته ويراقبون الدقائق بشوق حتى تصل إلى الساعة الثانية والنصف، وهنا تعم الفرحة والسرور ويضم كل موظف زميله وسط تصفيق وتهليل بنهاية ساعات العمل. هنا لا نعمم ولا نركز على من تدفعه الظروف الحياتية لأن يقف في طابور البصمة، بل عن بعضهم الآخر، الذي تحس بأنه مجبر على العمل، وهو الشخص نفسه الذي كان ينادي بالوظيفة ويتمسكن حتى يتمكن، وبعدها يجلس على كرسيه من دون إنجاز وسط التذمر اليومي، ينتظر آخر الشهر رسالة تعلن عن وصول الراتب، وفي نهاية الدوام يسرع قبل الوقت للخروج من المكان وكأنه طائر النورس. حب العمل لا يأتي بالإكراه، وإنما هو شيء يعيش فينا بالفطرة، فالعمل الدؤوب يؤدي إلى الإنجاز وحب المكان والوظيفة قد يفتح للبعض أفقاً جديداً، فنجد المبادرات والاقتراحات من أجل تطوير المكان، وهذا ما نشهده بشكل يومي في الكثير من الأماكن، ولكن تظل هناك فئة عبارة عن تكملة عدد الكراسي الفارغة في المكاتب، نعم تنجز، ولكن على مضض. تمنيت أن يسرع البعض في إنجاز المعاملات مثل سرعته في الوصول إلى جهاز البصمة، آخر اليوم. [email protected]