السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

سانت بطرسبورغ

سانت بطرسبورغ مدينة العرائس الجميلة، فالجمال يتجلى في هذه المدينة بأبهى صوره وأركانه، بدءاً من جمال الأمكنة إلى جمال الطبيعة والبشر، حقاً هي مدينة مميزة ليست كأي مدينة أخرى. أول زيارة لي إلى تلك المدينة كانت مطلع العام الفائت ضمن وفد حكومي من إمارة الشارقة، وكانت تلك الزيارة لتوطيد العلاقات الثقافية والفنية والعلمية بين الشارقة عاصمة الثقافة العربية وسانت بطرسبورغ عاصمة الثقافة الروسية، وقد أجريت في تلك الزيارة عدداً من المقابلات واللقاءات مع مؤسسات ثقافية وفنية، منها مع مسارح العرائس والدمى، بخاصة (الماريونيت) والتي قمت بحضور جانب من عروضها. ومن أهم تلك المسارح التي حضرت عروضها من المسرح الصامت والماريونيت مسرح البولشوي الذي أسس قبل أكثر من ٨٥ عاماً يديره الفنان رسلان كوداشوف، وهو أحد أشهر فناني مسرح الدمى في روسيا، وقد التقيت به لكن علاقة صداقة نشأت بيني وبين نائبه ألكساندر كالينين الذي دعاني بعد شهرين من ذلك اللقاء لمهرجانهم الكبير لمسارح الدمى فحضرت أكثر من 13عرضاً كلها كانت مميزة. لكن اسم البولشوي كان لفرقة قديمة تأسست عام 1776 من قبل بيتر أوروسوف، التي بنت مسرحاً خاصاً ثم احترق ذلك المسرح في حدث تاريخي معروف، ثم دشن من جديد عام 1825، وكان في البداية يقتصر على العروض الروسية، ثم انفتح على العروض الأجنبية. أما مدينة سانت بطرسبورغ فقد أسسها القيصر بطرس الأول عام 1703 كنافذة مطلة على أوروبا، ببناء قلعة ضخمة على نهر نيفا الكبير في الخليج الفلندي (بحر البلطيق) ثم اتسعت رغم وعورة المنطقة وكثرة المستنقعات وسرعان ما تحولت إلى ميناء عسكري تجاري كبير وساهمت بصنع الانتصار في حرب الشمال العظمى التي استمرت أكثر من عشرين عاماً آنذاك وفتحت آفاق اتصال واسع مع الحضارة الأوروبية وقد حملت هذا الاسم تخليداً لمؤسسها القيصر بطرس أو بيتر الأول، كانت عاصمة روسيا لأكثر من قرنين (1712-1732 /‏‏ 1732-1918)، وإبان قيام الإمبراطورية الروسية حتى 1918، كما أنها سميت قديماً بعدة أسماء منها بتروغراد (1914-1924)، لينين غراد (أي مدينة لينين) أول زعيم سوفييتي (1924-1991)، ومن مدينة سانت بطرسبرغ انطلقت قذائف البارجة أفرورا باتجاه قصر الشتاء معلنة بدء الثورة الروسية عام 1917. من روائع المدينة متحف الإرميتاج الذي أسس في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، في فترة ازدهار الإمبراطورية الروسية، ومتحف الإرميتاج مسجل في موسوعة غينيس باعتباره يضم أكبر مجموعة من اللوحات الفنية في العالم. مقهى سنغر هو أيضاً مكان لا بد من زيارته عند زيارة المدينة باعتباره مقهى ثقافيّاً ملحقاً بأحد أكبر المكتبات التجارية في سانت بطرسبورغ، وسنغر ماركة مكائن الخياطة الشهيرة، وقد حوّل هذا المبنى إلى مقهى ومكتبة بعد ترميمه، وهو مطل على معلم رئيس من معالم المدينة، يحرص الزوار والعرسان الجدد على الوجود في هذه المكتبة وأخذ الصور التذكارية فيها. [email protected]