الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الرصيد الحقيقي

الرصيد الحقيقي للإنسان في الحياة يظهر وقت الأزمات ووقت الشدائد، فقد يعتقد البعض أن الرصيد الحقيقي للإنسان هي الأموال التي جمعها كي تعينه وتساعده وقت الحاجة، وقد يعتقد البعض الآخر أنها أسرته وعائلته، وقد يتصور آخرون أنهم الأصدقاء الذين يمكن أن يركن إليهم أو يعتمد عليهم ويساعدوه، هي كلها بالتأكيد عوامل مهمة كرصيد للإنسان ولكنها في وجهة نظري المتواضعة ليست الرصيد الحقيقي له! الرصيد الحقيقي الذي يجب أن يركن إليه الإنسان وهو في غاية الاطمئنان والراحة علاقته الجيدة والسوية مع الله عز وجل وما يقدمه ويعطيه للآخرين دون مقابل أو رياء بل لوجه الله لأنه لو استقامت علاقة الإنسان بربه سخر الله له كل شيء ووقف عمله الصالح له وقت الشدة. قد يقول البعض إنها نظرة مثالية ولا تتفق مع طبيعة العصر المادي الذي نعيشه الذي تعتمد العلاقات فيه على المصالح فقط ولكن إذا تعمقنا أكثر ستجد أن الصديق الذي يساعدك ويظهر لك وقت ما تحتاجه هو توفيق من الله سبحانه وتعالى. الفرد منا يجب أن يثق في قدراته ويعتبرها الرصيد الحقيقي لديه ويطورها للأفضل ويرضى بقضاء الله وقدره وقت الأزمات لأن الرضا والشكر على النعم هما أساس مواجهة الأزمات. أما من يخذلوك وقت الشدة فتأكد أن ذلك فرصة لك كي تعيد ترتيب أوراقك ومعرفة من يدعي حبك ومن ينافقك ومن يستغلك وكلها فوائد تساهم في تعديل رصيدك. أخيراً: الرصيد الحقيقي للإنسان هو مدى قدرته على العطاء وخدمة الآخرين حتى في أحلك وأصعب الظروف. [email protected]